
يعقد الرئيس الفرنسي مساء اليوم الخميس مؤتمراً صحفياً على خلفية فضائح سياسية وأخلاقية هزت الحكومة وقصر الإليزيه. ويشارك فيه أكثر من 300 صحفي فرنسي وأجنبي. وسيسعى هولاند إلى تحسين صورته لدى الفرنسيين وإقناعهم بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
يرد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء الخميس 18 أيلول (سبتمبر) على أسئلة الصحافة الفرنسية والدولية بقصر الإليزيه، في رابع مؤتمر صحفي له منذ وصوله إلى سدة الرئاسة في أيار (مايو) 2012.
ويسعى الرئيس الفرنسي، الذي يواجه مشاكل عدة سواء في الشارع أو في صفوف الحزب الاشتراكي الحاكم، إلى طي صفحة الفضائح السياسية والأخلاقية التي ميزت العودة السياسية هذه السنة والتي مسته شخصيا ومست أعضاء من حكومته.
ويتوقع أن يواجه هولاند جملة من الأسئلة حول الكتاب الذي نشرته شريكة حياته السابقة فاليري تريرفيلر «شكراً على تلك الأوقات»، لكن محللون سياسيون متخصصون في الشؤون الفرنسية يتوقعون أن لا يطيل هولاند الحديث في هذا الموضوع، معتبراً إياه ملفاً مغلقاً، ويركز على الإجابة على الأسئلة التي تتطرق إلى واقع الفرنسيين ومشاكلهم اليومية.
باريس والارهاب
ومن المتوقع أن يتناول الرئيس الفرنسي مؤتمر الأمن والسلام في العراق الذي نظمته باريس بداية هذا الأسبوع ويقدم تفاصيل أوفر عن الدور الذي ستلعبه فرنسا في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق الذي تسعى واشنطن إلى تشكيله.
موضوع الإرهاب عامة والتحديات الأمنية التي تواجهها فرنسا خاصة سيكون حاضراً أيضاً في المؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي، خصوصاً وإن فرنسا مهددة مباشرة من العدد الكبير من الجهاديين الفرنسيين (900 حسب الداخلية الفرنسية) الذين يقاتلون في سوريا والذين يشكلون خطراً واضحاً بالنسبة للبلاد.
ويأتي الحديث عن هذا الموضوع في وقت قررت فيه الجمعية الوطنية الفرنسية تشديد العقوبات إزاء كل من يحاول الالتحاق بجبهة جهادية أو يعود منها، وتزامناً مع تصريحات وزير الدفاع جان إيف لودريان الذي عبّر عن خشيته من تحول ليبيا إلى جبهة جهادية جديدة قريبة من المتوسط.
على المستوى الاقتصادي، لا شك أن هولاند سيؤكد مرة أخرى على أهمية ميثاق «المسؤولية والتضامن» الذي كشف عنه في مؤتمر صحفي سابق نظمه في كانون الثاني (يناير) 2014 والكفيل حسب رأيه بإخراج فرنسا من الأزمة الراهنة.
وبالمناسبة سيخاطب الرئيس الفرنسي مباشرة أرباب العمل الفرنسيين ليدعوهم إلى بذل المزيد من الجهود لامتصاص البطالة والوفاء بالتزاماتهم بعد أن تلقوا 40 مليار يورو كمساعدات مالية وضريبية في إطار الميثاق المذكور.
الرجل المجروح
على المستوى الشخصي، من المنتظر أن يتحدث فرانسوا هولاند قليلاً عن حياته وشخصيته وكيف ينظر إلى الفرنسيين وإلى الإنسان بشكل عام. هدف هولاند من هذا، هو تغيير الصورة «النمطية» التي تحدثت عنها فاليري تريرفيلر في كتابها عندما وصفته بالرجل «المتكبر» وبلا «إحساس»، وبأنه لا يحب الفقراء ويصفهم «بلا أسنان» حسب ما جاء في كتابها.
في الشؤون السياسية، لن يستطيع هولاند أن يتهرب من الأسئلة حول وزير الدولة للشؤون التجارية والسياحية توماس تيفنو الذي استقال من منصبه عقب فضيحة ضريبية. ويتوقع أن يشدد هولاند كالمعتاد على مبدأين بارزين في عالم السياسة، النزاهة والشفافية.
وبصورة «الرجل المجروح»، سيغتنم الرئيس الفرنسي المؤتمر الصحفي، الذي سيبث عبر قنوات تلفزيونية عدة، لمخاطبة الفرنسيين مباشرة والظهور بصورة جديدة، أي صورة رئيس صامد أمام العواصف السياسية والاقتصادية التي تهب على فرنسا.
كما يعول أيضاً على هذا الموعد الإعلامي ليحسن صورته لدى الفرنسيين، لعل ذلك يؤدي إلى رفع مستوى شعبيته المنخفضة ويقنع الفرنسيين بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
أ ف ب