دولياترئيسي

طهران ترفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% بعد هجوم نطنز

فرنسا تدعو الى تنسيق اميركي صيني روسي اوروبي لمواجهة القرار

أعلنت إيران في «رسالة» من وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تعتزم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وهو مستوى يقربها من نسبة تخصيب 90 بالمئة التي تسمح باستخدام اليورانيوم لأغراض عسكرية. ويأتي الإعلان الإيراني بعد يوم من اتهام طهران لإسرائيل بمهاجمة منشأة نطنز النووية. وردا على هذا الإعلان صرح جو بايدن بأنه مستعد لمواصلة المفاوضات مع إيران على الرغم من «استفزازاتها».
أعلنت إيران الثلاثاء نيّتها «البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%»، وهو مستوى يقربها من القدرة على استخدامه لأغراض عسكرية، بعد يومين من عملية «تخريب» استهدفت مصنع نطنز لتخصيب اليورانيوم اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفها.
وجاء هذا الإعلان في «رسالة» وجهها مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي إلى رافايل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا». وأعلنت منظمة الطاقة النووية الايرانية أن «الاستعدادات التنفيذية لهذا القرار ستبدأ اعتباراً من الليلة» في نطنز.
وأضافت أن «اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة يستخدم في انتاج عنصر الموليبدن لاستعماله في صنع مختلف أنواع الأدوية المشعة».
والتخصيب بنسبة 60% سيشكل خطوة إضافية وغير مسبوقة في عودة إيران عن الالتزامات التي قطعتها بموجب الاتفاق الدولي المبرم مع القوى الكبرى في 2015 للحد من أنشطتها النووية في وقت أرجئت فيه محادثات فيينا ليوم واحد كما أعلن دبلوماسي روسي.
وتخصّب الجمهورية الإسلامية حاليا اليورانيوم بـ20%، وهي نسبة أعلى بكثير من معدل 3،67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم في فيينا عام 2015.
ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية. ولطالما نفت الجمهورية الإسلامية عزمها على حيازة السلاح النووي، متحدثة عن محظور أخلاقي وديني.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن إيران أبلغتها «نيتها البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المئة» في مصنعها بنطنز، في قرار نددت به فرنسا معتبرة أنه يشكل «تطوراً خطيراً» يستدعي «رداً منسقاً» من جانب الدول المشاركة في المفاوضات حول النووي الإيراني.
وكتب علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية في تغريدة لا تخلو من السخرية، «بفضل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو و(سياسة) الضغوط القصوى التي تنتهجها واشنطن، ستخصب إيران (…) الآن بمستويات غير مسبوقة، مع رقابة دولية أقل. هنيئاً للجميع!».
وبعد هذا الإعلان قال الرئيس جو بايدن أنه لا يزال مستعداً لمواصلة المفاوضات مع إيران على الرغم من إعلان عزمها على تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المئة. في حين قالت فرنسا إن أحدث إعلان إيراني يعد «تطوراً خطيراً» ويتطلب تنسيقاً بين أميركا وروسيا والصين والثلاثي الأوروبي.

«إنقاذ الاتفاق»

في رسالته إلى غروسي، قال عراقجي أيضاً إنه «سيُضاف ألف جهاز طرد مركزي قدرتها أكبر بـ50%، على الآلات الموجودة في نطنز، فضلاً عن استبدال الآلات المدمرة» جراء انفجار وقع الأحد في هذا المجمع النووي الواقع في وسط إيران، وفق ما ذكرت وكالة إرنا بدون إضافة مزيد من التفاصيل.
يأتي هذا الإعلان بعد بضع ساعات من لقاء في طهران جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الرسمي أن عراقجي غادر طهران للمشاركة الأربعاء في فيينا في اجتماع يُفترض أن يجري خلاله تقويم المحادثات الجارية.
لكن بحسب روسيا فان هذا الاجتماع للجنة المشتركة لاتفاق فيينا أرجئ حتى الخميس.
وتهدف هذه المحادثات إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وجعل طهران تعود إلى التطبيق الصارم للنص، مقابل رفع العقوبات الأميركية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني «نعوّل على إمكان إنقاذ الاتفاق وعلى أن تعود واشنطن إلى التطبيق الكامل والشامل لقرار الأمم المتحدة ذي الصلة».
وقال إن «كل العقوبات الأحادية الجانب التي اتخذتها واشنطن في انتهاك مباشر للاتفاق يجب أن تُلغى».
وحمل وزير الخارجية الروسي بقوة على الاتحاد الأوروبي الذي يهدد برأيه الجهود الجارية راهناً بعدما أعلن الاثنين فرض عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين لدورهم في القمع العنيف لمظاهرات تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
وتابع «إذا اتُخذ القرار عمداً في خضم محادثات فيينا الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق النووي، فهذا ليس مؤسفاً بل هو خطأ أفظع من جريمة» داعياً الأوروبيين إلى اتخاذ «إجراءات للحؤول دون فشل المفاوضات».

«رهان سيء»

اتهمت طهران الاثنين إسرائيل بعملية تخريب حصلت الأحد في منشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم وتوعدتها بـ «الانتقام» في الوقت والمكان المناسبين.
وقالت إيران إن «انفجاراً صغيراً» أدى إلى عطل كهربائي وإلى أضرار يمكن إصلاحها «سريعاً».
ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في الحادث. وأكد البيت الأبيض في بيان الثلاثاء «الالتزام الثابت» للحكومة الأميركية «في سبيل أمن إسرائيل وضمان ألا تحصل إيران أبداً على السلاح النووي».
كما أكد أن الرئيس جو بايدن لا يزال مستعداً لمواصلة المفاوضات مع إيران على الرغم من إعلان عزمها على تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المئة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي «نحن بالتأكيد قلقون حيال هذا الإعلان الاستفزازي. نحن واثقون بأن المسار الدبلوماسي هو الطريق الوحيد لإحراز تقدم في هذا الصدد، وبأن إجراء محادثات، حتى لو كانت غير مباشرة، هو السبيل الأفضل للتوصل إلى حل».
وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» التي ذكرت أن العملية شنها الإسرائيليون، الثلاثاء من القدس نقلاً عن «مسؤول في الاستخبارات» أن «عبوة ناسفة ادخلت سراً إلى مصنع نطنز وفجرت عن بعد ما أدى إلى تفجير الدائرة الكهربائية الرئيسية فضلاً عن الدائرة البديلة».
وقال ظريف «قام الإسرائيليون برهان سيء جداً إن هم ظنوا أن بإمكانهم وقف جهود إيران الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني».
تشارك في محادثات فيينا الدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق النووي، أي ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وإيران وروسيا، برعاية الاتحاد الأوروبي. وواشنطن معنية أيضاً بهذه المحادثات لكن من دون أي لقاء مباشر مع الإيرانيين.
وأعلن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن نيته العودة إلى الاتفاق. لكن طهران تطالب أولاً بأن ترفع واشنطن العقوبات قبل أن تعود هي إلى التزاماتها، في حين تشترط واشنطن أولاً التزام إيران بكل بنود الاتفاق لرفع العقوبات عنها.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق