أبرز الأخباررئيسي

هادي يدعو ايران للكف عن دعم التمرد الحوثي وعشرات القتلى في تجدد للمواجهات بمنطقة الجوف

لم تفلح كل التنازلات التي قدمها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اقناع الحوثيين بالتراجع عن مشروعهم تثوير الشارع، واقتحام العاصمة صنعاء، وتعطيل الحياة في البلاد، ونسف مشروع الحوار ومخرجاته.

ابدى الرئيس اليمني موافقته على غالبية مطالب الحوثيين المعلنة، بدءاً من تغيير الحكومة وتشكيل اخرى بديلاً عنها، وانتهاء بالتراجع الجزئي عن قرارات رفع اسعار المحروقات. وكلف لجنة رئاسية بادارة حوار مع الحوثيين، واعترف ضمنياً بزعامة «عميدهم» عبد الملك الحوثي، من خلال ارسال الوفد لمقابلته في حاضرة الحوثيين مدينة صعدة الشمالية.
غير ان التطورات كشفت بما لا يدع مجالاً للشك ان المطالب المعلنة ليست هي الهدف من وراء التحرك الحوثي الذي بدأ باحتلال محافظة عمران، واخضاعها لسيطرة الميليشيات الحوثية. ولم ينته بمحاصرة العاصمة صنعاء، وتعطيل الحياة فيها من خلال اغلاق بعض النقاط الاستراتيجية.
الجديد في المشهد تجدد الاشتباكات في محافظة الجوف، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في تلك المواجهات. واطلاق الرئيس اليمني اتهامات مباشرة لايران بانها تدعم التمرد الحوثي.

تحكيم العقل
فقد دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إيران إلى «تحكيم العقل والمنطق في تعاملها مع شعبه»، وحث طهران على «التعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب».
جاء ذلك خلال استقباله بصنعاء عدداً من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية من جميع محافظات اليمن الـ 22. وبحسب وكالة الانباء الرسمية اليمنية، أوضح هادي أن اليمن كان متعايشاً مع جميع المذاهب منذ أمد بعيد ولم يشهد أي خلاف، مشيراً إلى أن النسيج الاجتماعي في اليمن متداخل ومتماسك ومترابط حسباً ونسباً، ولم يكن احد يلاحظ وجود أي فوارق تذكر.
واتهم الرئيس اليمني الحوثيين الشيعة الذين يطالبون بإسقاط الحكومة بتلقي الدعم من خلال أربع قنوات فضائية – لم يسمها – قال انها تمول من قبل ايران، تمولها وتبث من العاصمة اللبنانية بيروت.
وتابع هادي: ان البعض لا يريد للعاصمة صنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وإنما يريدها ان تشتعل ناراً «مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا».
وبينما جدد الرئيس اليمن
ي دعوته جميع الاطراف الى تعزيز العملية السياسية السلمية، وجه نقداً لـ «بعض الاطراف» واتهمها بـ «الاستعلاء ومحاولة فرض امر واقع على كل الاطراف، وبقوة السلاح».
واعتبر محللون هجوم الرئيس اليمني ضد إيران هو الأول من نوعه منذ بداية الأزمة الحالية بين السلطات والحوثيين المطالبين بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود.

انجازات جوية
الى ذلك، شن الطيران الحربي اليمني غارات على مواقع للحوثيين بمحافظة الجوف شمالي شرق البلاد، ونقلت وكالات انباء عن مصادر قبلية قولها إن سلاح الجو أغار على مواقع بقرية الغيل، ما أدى لسقوط قتلى بصفوفهم، حيث اشارت تقارير اخبارية الى ارتفاع العدد الى 75 قتيلاً منذ استئناف المعارك بين الطرفين الخميس الماضي.
وشن سلاح الجو غارتين على مواقع بمديرية الغيل، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الطائرات الحربية بالقصف منذ مطلع الشهر الماضي. الامر الذي فسره متابعون بانه توجه جاد من السلطة لمحاربة الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على المحافظة بقوة السلاح.
وكانت الاشتباكات قد تجددت بين الجيش والقبائل من جهة ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى، بعدما توقفت قبل ايام لانتشال الجثث بين الطرفين بمنطقة «وادي إِيْبر» في الغيل شمالي شرق البلاد، واشتدت المعارك حينما حاول مسلحو الحوثي الزحف للسيطرة على جبهة الغيل.
وفي العاصمة صنعاء، وسع الحوثيون من نطاق احتجاجاتهم السلمية للضغط على السلطات وسط مطالب معلنة من ابرزها، إسقاط الحكومة والتراجع عن الزيادة بأسعار الوقود. وقد نصب أنصار الحوثيين خياماً جديدة بالطريق الرئيس المؤدي إلى مطار صنعاء، وهو ما أدى لقطع الطريق، وتم نصب الخيام قرب وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات، في حين استمرت مساع غير معلنة بين الدولة والحوثيين عبر وسطاء متعددين من أجل إيجاد تسوية للأزمة.
وسار المحتجون في تظاهرات صغيرة عدة تفرعت في شوارع وسط صنعاء مرددين شعارات مطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود. وقام المتظاهرون بقطع طرق عدة في وسط صنعاء مؤقتاً.
من جانبها، قامت قوات الامن بقطع الطرقات المؤدية الى مقر الحكومة في وسط صنعاء.
وكان الرئيس اليمني قرر تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض اسعار الوقود ضمن مبادرة لحل الازمة المتفاقمة مع الحوثيين وابعاد اليمن عن حافة الحرب الاهلية، على ان يتم تكليف رئيس للحكومة الجديدة في غضون أسبوع.
وتدعو المبادرة التي اطلقها هادي الى مشاركة الحوثيين في حكومة الوحدة الوطنية، اضافة الى «الحراك الجنوبي السلمي» المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال.
كما نصت المبادرة على خصم مبلغ 500 ريال من سعر صفيحة البنزين والديزل وبالتالي الموافقة على حسم اكثر من ربع الزيادة السعرية التي تم تطبيقها على المحروقات. الا ان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام سارع للتأكيد الثلاثاء على ان «أنصار الله»، وهو الاسم الرسمي الذي يتخذه الحوثيون، لم يوافقوا على هذه المبادرة التي قال إنها تمثل «التفافاً» على المطالب.

من اجل اليمن
الى ذلك، تجمعت حشود كبيرة من اليمنيين في ما اتفق على تسميته «جمعة الاصطفاف من أجل اليمن» تلبية لدعوة وجهتها الخميس الهيئة الشعبية التي تضم شخصيات من مختلف التوجهات، رفضا لدعوات الفوضى، ولتأييد الاصطفاف الوطني لحماية الثوابت الوطنية وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وردد المحتشدون شعارات وهتافات نددت بالعنف والاحتراب ودعوات الطائفية والمذهبية، داعين إلى وحدة الصف وتفويت الفرصة على من أسموهم أصحاب الأجندات الخارجية، في إشارة إلى جماعة الحوثي الشيعية المسلحة التي احتشد أنصارها في شارع المطار بالعاصمة صنعاء، رفضاً للمبادرة الرئاسية الأخيرة لحل الأزمة الحالية وتأييدا لزعيمهم عبد الملك الحوثي الذي دعا أنصاره قبل أيام إلى عصيان مدني لحين الاستجابة لمطالبهم.
ورفع المشاركون لافتات تندد بكل الممارسات الخارجة عن الاجماع الوطني والخارجة عن النظام والقانون والمطالبة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتعزيز هيبة الدولة وفرض سلطتها وبسط سيادتها على كل أراضي الوطن.
وجدد المشاركون مطالبتهم للرئيس هادي بسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي اختتم أعماله في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، وبسط نفوذ الدولة على جميع مناطق البلاد.

انتخابات نزيهة
من جانب آخر، دعت هيئة علماء اليمن التي يرأسها الداعية عبد المجيد الزنداني إلى «سرعة إجراء انتخابات حرة ونزيهة» من أجل «إغلاق أبواب الشر والفتن والصراعات والحروب بين اليمنيين». وبررت دعوتها لإجراء الانتخابات – لم تحدد نوعها إن كانت برلمانية أم رئاسية أم كليهما – بـ «وجود تنازع وتنافس من قبل جهات للحديث باسم الشعب».
وذكرت وكالة سبأ اليمنية الرسمية أن الولايات المتحدة الأميركية أبدت دعمها لحكومة صنعاء في مواجهات التحديات التي تعترض عملية الانتقال السلمي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هيدن إن زيارة ليزا موناكو مساعدة الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إلى اليمن تأتي لتأكيد دعم واشنطن الدائم للرئيس عبد ربه منصور هادي والشعب اليمني.
وجددت المسؤولة الأميركية، التي استقبلها الرئيس هادي، إدانة بلادها «للتحريض الاستفزازي والمزعزع للاستقرار الذي يقوم به الحوثيون وإجراءاتهم التصعيدية في صنعاء».

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق