أبرز الأخباررئيسي

من المنتصر في هدنة الشهر في غزة وما هي بنود الاتفاق؟

من المنتصر؟ ومن المهزوم؟
سؤال تفرضه معطيات واقعية تحدث عنها طرفا المعادلة، حيث احتفل الجانب الفلسطيني في غزة بـ «النصر»، بينما نفى الجانب الاسرائيلي ان يكون الجانب الفلسطيني قد حقق اياً من مطالبه الرئيسية، او ان تكون تل ابيب قد وافقت على اي من المطالب المهمة التي اصر عليها الجانب الفلسطيني، وتحديداً وفد حماس الى المفاوضات. والذي كان يشارك بطريقة غير مباشرة.

حماس، والجهاد الاسلامي، اقامتا احتفالات شعبية واسعة اعلنت قيادتاهما خلالها انهما حققا نصراً واضحاً. في حين عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤتمراً صحفياً اكد خلاله ان حماس لم تنتصر. والمح الى ما اعتبره عناصر قوة تميزت بها دولته خلال المواجهات التي استمرت اكثر من خمسين يوماً.
ومع ان العملية بمجملها لا يمكن اخضاعها لعوامل الربح والخسارة بالمفهوم المجرد، الا ان حركة حماس ترى ان منع اسرائيل من تحقيق ما كانت تسعى اليه من عدوانها يعتبر نصراً.
فقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين غزة واسرائيل برعاية الحكومة المصرية. واوضح عباس ان إسرائيل قبلت رسميا الدعوة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمام السابعة من مساء الثلاثاء. وقالت مصادر إسرائيلية ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ابلغ أعضاء الكابينت عبر الهاتف بان حكومته قبلت الدعوة المصرية.

اعلان وقف النار
وذكرت الخارجية المصرية في بيان أنه وبعد قبول فلسطين وإسرائيل للدعوة المصرية، فقد تحددت الساعة السابعة بالتوقيت المحلي لقطاع غزة لبدء سريان وقف إطلاق النار. وأفادت الخارجية في بيانها أن مصر دعت كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقاً من 6 اميال بحرية، وعلى أن تستمر المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار.
وبدأت احتفالات حاشدة في غزة فور دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وشارك عشرات الالاف في مختلف مناطق غزة في مسيرات حاشدة ابتهاجا بوقف اطلاق النار وما عبروا عنه بانتصار المقاومة في حربها ضد اسرائيل. وبدأت المساجد بالتهليل والتكبير ابتهاجاً بوقف العدوان بعد 51 يوماً من العدوان الإسرائيلي على القطاع، فيما سمع في أرجاء مختلفة من القطاع دوى إطلاق نار في الهواء.

الاحتفال بالنصر
ودعت حركة حماس الجماهير الفلسطينية للخروج الى الشوارع للاحتفال «بالنصر وبتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني». وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة «نعلن اليوم انتصارنا على قوة البطش الإسرائيلية وأن شعبنا المحاصر والضعيف انتصر ومقاومته دمرت قوة الردع الإسرائيلية». وأعلن أبو زهري أن حماس تسمح للإسرائيليين في مناطق الجنوب بالعودة إلى بيوتهم بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ بقرار منها وليس بقرار نتانياهو.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق على صفحته على فايسبوك من القاهرة «انتهت المفاوضات وصولاً للتفاهمات التي تتوج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا، في انتظار البيان المحدد لنقطة الصفر ووقف العدوان».
من جانبها، رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنه بعد سبعة أسابيع من الحرب في غزة فإن النتيجة هي واحد لصالح حماس مقابل صفر لإسرائيل. وأضافت الصحيفة على موقعها الالكتروني «رغم أن الفلسطينيين نزفوا دماً أكثر، إلا أنهم بعد ما يقرب من الشهرين يمكنهم أن يروا تحسناً محتملاً في وضعهم، وهو هدف أي استعراض للقوة». وأوضحت انه بحساب بسيط للتكاليف في مقابل المكاسب بالمقارنة بالموقف الذي كان سائداً في السابع من تموز (يوليو)  – عندما بدأ العدوان على غزة – يتضح أن إسرائيل خسرت أكثر. فكل ما حصلت عليه هو استعادة الوضع السابق، بينما كان الثمن الذي دفعته هو 68 قتيلاً ومئات المصابين واقتلاع الآلاف من منازلهم.
فبعد خمسين يوماً من القتال، اتفقت إسرائيل والفلسطينيين على خطة توسطت فيها مصر لإنهاء القتال في غزة بعد مرور 50 يوماً من القتال الذي راح ضحيته أكثر من 2100 شهيد فلسطيني معظمهم من المدنيين و64 جندياً إسرائيلياً وخمسة مدنيين في إسرائيل.
وفي ما يلي النقاط العامة للاتفاق الذي عمل عليه المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون خلال محادثات غير مباشرة جرت في القاهرة على مدى أسابيع.
في إطار الاتفاق وافق الطرفان على التعامل مع القضايا الأكثر تعقيداً والتي هي محور خلاف بينهما بما في ذلك الإفراج عن أسرى فلسطينيين ومطالب غزة بميناء عبر محادثات أخرى غير مباشرة تبدأ في غضون شهر.

خطوات فورية
– توافق حماس وجماعات النشطاء الأخرى في غزة على وقف إطلاق كل الصواريخ والمورتر على إسرائيل.
– توقف إسرائيل كل العمليات العسكرية بما في ذلك الضربات الجوية والعمليات البرية.
– توافق إسرائيل على فتح المزيد من معابرها الحدودية مع غزة للسماح بتدفق أيسر للبضائع بما في ذلك المعونة الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع.
– في إطار اتفاق ثنائي منفصل توافق مصر على فتح معبر رفح على حدودها مع غزة.
– يتوقع من السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تسلم المسؤولية عن إدارة حدود غزة من حماس.
– تتولى السلطة الفلسطينية قيادة تنسيق جهود إعادة الإعمار في غزة مع المانحين الدوليين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
– ينتظر من إسرائيل أن تضيق المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة من 300 متر إلى 100 متر إذا صمدت الهدنة. وتسمح هذه الخطوة للفلسطينيين بالوصول إلى مزيد من الأراضي الزراعية قرب الحدود.
– توسع إسرائيل نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال بدلاً من ثلاثة أميال مع احتمال توسيعه تدريحياً إذا صمدت الهدنة. ويريد الفلسطينيون العودة في نهاية الأمر إلى النطاق الدولي الكامل وهو 12 ميلاً.

بنود اخرى
قضايا المدى البعيد التي ستبحث خلال شهر:
– تريد حماس من إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية عقب خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في حزيران (يونيو).
– يريد الرئيس عباس الإفراج عن قدامى المعتقلين الفلسطينيين الذين أسقطت فكرة الإفراج عنهم بعد انهيار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
– تريد إسرائيل أن تسلم حماس وغيرها من فصائل المقاومة في غزة جميع أشلاء ومتعلقات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب.
– تريد حماس بناء ميناء بحري في غزة يسمح بنقل البضائع والبشر إلى القطاع ومنه. وترفض إسرائيل هذه الخطط منذ وقت طويل. ولكن من المحتمل تحقيق تقدم في ذلك الاتجاه إذا كانت هناك ضمانات أمنية تامة.
– تريد حماس الإفراج عن أموال تسمح لها بدفع أجور 40 ألفاً من رجال الشرطة والموظفين الحكوميين وغيرهم من العاملين الإداريين الذين لم يتقاضوا الى حد كبير أي أجر منذ أواخر العام الماضي.
– يريد الفلسطينيون ايضاً إعادة بناء مطار ياسر عرفات في غزة الذي افتتح عام 1998 ولكن أغلق عام 2000 بعد أن قصفته إسرائيل.

50 يوماً من العدوان
في الاثناء، نشرت وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» بالتعاون مع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حصيلة مفصلة لـ 50 يوماً من العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة.
وتشمل الإحصائية التفصيلية المدعمة برسوم توضيحية (إنفوغرافيك) أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين وتوزيعهم على أيام العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى أعداد القتلى الإسرائيليين بحسب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي.
كما تحصر الإحصائية أعداد النازحين، والمنازل المدمرة، وأماكن العبادة التي هدمت أو تضررت، وتأتي على حجم الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية والتعليمية، وأعداد مؤسسات الخدمات العامة التي تضررت، والمرافق الصناعية والتجارية، وقوارب الصيد.
وبحسب الإحصائيات بلغ عدد شهداء العدوان 2127 شهيداً، بينهم 544 طفلاً و302 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 10744 جريحاً، منهم 3258 طفلاً و2089 امرأة.
وتظهر الإحصائيات أن ثلث الأطفال الجرحى الذين تجاوز عددهم 3 آلاف سيعانون من إعاقة دائمة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على غزة 60664 هجمة، منها 8210 هجوم صاروخي، 15736 قذيفة من البحرية، 36718 قذيفة مدفعية.
وبلغت حصيلة المنازل المهدمة 16002، منها 2358 منزلاً دمرت بشكل كلي و13644 منزلاً دمرت بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات الالاف من المنازل التي لحقت بها أضرار، فيما عدد المساجد المستهدفة 169 مسجداً، دُمّر 61 منها بشكل كلي.
وبلغ عدد الجمعيات الخيرية المستهدفة 31 جمعية تقدم خدمات لما يزيد عن مئتي ألف شخص.
ووصل عدد المشردين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل قرابة النصف مليون مشرد ( 462،090)، غالبيتهم توزعوا على 90 ملجأً تابعا للأمم المتحدة.
وقدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بقطاع غزة بنحو 3 مليارات و460 مليون دولار، نتيجة استهداف 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة، والمقارّ الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيادين، ومحطات ومحولات الكهرباء، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط المياه والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات الأهلية، والمساجد والكنائس والقبور.

غزة – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق