دولياترئيسي

روسيا تعلن السيطرة على بلدة أوكرانية غداة تمرير مساعدات أميركية لكييف

غداة تمرير مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بعد أشهر من العرقلة، أعلنت روسيا الأحد السيطرة على بلدة بوهدانيفكا في الجبهة الشرقية الأوكرانية. وتسعى القوات الروسية إلى تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية مستفيدة من تأخر المساعدات الأميركية. ويعيش الجيش الأوكراني تراجعاً أمام الهجمات الروسية، في ظل نقص الذخيرة. وقبل أسبوع، أقر قائد الجيش الأوكراني بأن الوضع على الجبهة الشرقية تدهور في الأيام القليلة الماضية.

أعلنت روسيا الأحد السيطرة على بلدة بوهدانيفكا غرب مدينة باخموت في الجبهة الشرقية لأوكرانيا. وتمثل السيطرة على هذه البلدة حلقة جديدة من تقدم عسكري روسي مستمر منذ أشهر عدة بالتزامن مع تأخر المساعدات العسكرية الأميركية. لكن هذا الواقع قد يبدأ في التغير خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، فقد صوت مجلس النواب الأميركي السبت على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لكييف. وتعول أوكرانيا على هذه المساعدات لتعويض النقص الحاصل في الذخيرة، وإعادة التوازن الميداني لقواتها أمام تقدم الجيش الروسي.

وبالتزامن مع إعلان السيطرة على بلدة بوهدانيفكا، تكثف القوات الروسية ضغوطها للسيطرة على مدينة تشاسيف يار.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «وحدات من القوات الجنوبية حررت بالكامل منطقة بوغدانوفكا (الاسم باللغة الروسية) في جمهورية دونيتسك الشعبية».

وتقع بوهدانيفكا، وهي بلدة صغيرة كان عدد سكانها ما دون مئة نسمة قبل الحرب، على بعد أقل من عشرة كيلومترات من تشاسيف يار المدينة التي يتركز عليها الهجوم الروسي بعد السيطرة على باخموت شرقاً في ربيع 2023.

وتقع تشاسيف يار على مرتفع على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراً جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، والتي تعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

ومن شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تتيح للجيش الروسي فرصة التقدم في المنطقة.

ولم يذكر الجيش الأوكراني بوهدانيفكا في تقريره الصباحي، لكن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف كان قد أقر بأن «الوضع متوتر» على الجبهة الشرقية حيث الجيش الروسي «متفوق من حيث العديد».

وكانت السيطرة على بوهدانيفكا، الواقعة إلى الغرب من مدينة باخموت التي تسيطر عليها روسيا، موضع شك لبعض الوقت.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقريرها الأحد بوهدانيفكا باعتبارها واحدة من سلسلة قرى قالت إن قواتها صدت فيها 13 هجوماً للعدو. لكنها لم تذكر تفاصيل محددة.

ونفت وزارة الدفاع الأوكرانية الأسبوع الماضي سيطرة روسيا على بوهدانيفكا بأكملها، بينما أقرت بأنها فقدت بعض المواقع في القرية الواقعة في منطقة دونيتسك الشرقية.

وتشير مصادر أوكرانية غير رسمية إلى أن بوهدانيفكا سقطت في أيدي الروس استنادا إلى لقطات مصورة للقرية وبلدة تشاسيف يار إلى الجنوب الغربي.

وركزت أوكرانيا اهتمامها على الدفاع عن تشاسيف يار، ووصفتها بأنها موقع مهم لمنع الروس من التقدم غرباً عبر منطقة دونيتسك إلى مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك.

وقال ماكسيم جورين القائد على الخطوط الأمامية في المنطقة للتلفزيون الوطني الأحد إن جميع المواقع المحيطة بتشاسيف يار أصبحت تحت السيطرة الأوكرانية الكاملة.

وسيطرت القوات الروسية على باخموت في أيار (مايو) الماضي بعد قتال عنيف استمر لأشهر ودمر المدينة التي كان يسكنها نحو 70 ألف نسمة.

ويأتي إعلان موسكو غداة تصويت مجلس النواب الأميركي على مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار لكييف بعد أشهر من العرقلة.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت بعد تصويت المجلس لصالح حزمة المساعدات أنها «ستنقذ آلاف الأرواح»، مؤكداً أنها «مساعدة مهمة جداً سيشعر بها جنودنا على خط الجبهة».

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن «مساعدة حيوية»، وحض مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.

نقص الذخيرة

يعاني الجيش الأوكراني نقصاً في الذخيرة، بالإضافة إلى صعوبة تجنيد متطوعين جدد، بعد أكثر من عامين من حرب أنهكته.

وميدانياً، لا تسير الأمور في صالح أوكرانيا بعد أشهر من فشل الهجوم المضاد الذي شنته في صيف العام 2023، وباتت روسيا تحتل نحو عشرين بالمئة من أراضيها.

وفي حين يتوقع أن تسمح المساعدات الأمركية للقوات الأوكرانية بالتقاط أنفاسها في مواجهة الجيش الروسي، إلا أن الشحنات الأولى من القذائف والذخيرة الموعودة لن تؤثر على سير المعارك «قبل أسابيع عدة»، حسبما أكد المعهد الأميركي لدراسة الحرب في تقريره الأخير.

في هذه الأثناء، قد يستفيد الروس من فترة الانتظار التي ستستمر أسابيع لمواصلة قصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا وشن هجمات برية خصوصاً في دونباس.

ورأى الكرملين من جهته أن المساعدات الأميركية الجديدة «لن تغير  شيئاً» على الأرض.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف السبت أن قرار توفير مساعدة لأوكرانيا «سيزيد الولايات المتحدة ثراء وأوكرانيا دماراً بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف».

فرانس24/ أ ف ب / رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق