رئيسي

اليمن: انهيار هدنة «الحوثيين والاصلاح»، واستعدادات للمعركة الفاصلة مع القاعدة في حضرموت

كما كان متوقعاً، لم تدم الهدنة التي تم اعلانها بين الحوثيين وتيار الاصلاح، الذي يتشكل من جماعة الاخوان المسلمين، كتيار سني، وشريك في الحكم للرئيس السابق علي عبدالله صالح طويلاً. والتي امتدت – حكماً – لتشمل الجيش اليمني، الذي قاوم التمدد الحوثي الهادف الى فرض واقع جديد «يفصل» بعض اجزاء الدولة الاتحادية طبقاً لما يريده التيار الحوثي. ويؤسس لحالة مستقبلية يمكن الكشف عنها في الوقت المناسب.

فقد اندلعت اشتباكات حامية بين الحوثيين وجماعة حزب الاصلاح، الذي يقوده ابناء الاحمر. وسط توقعات بان تمتد حالة انهيار الهدنة لتشمل الجيش ايضاً.
وفي الاثناء، بدا الجيش في حالة ضجر شديدة من نشاط تنظيم القاعدة، المناهض، والذي يدير عمليات مواجهة متواصلة مع قوات الامن من جهة، وينفذ عمليات ضد مواقع استراتيجية واقتصادية بشكل شبه يومي. وبالتالي تسربت معلومات عن اعداد خطة شاملة لمعركة فاصلة مع التنظيم في معقله الرئيس بمحافظة حضرموت. وتأتي الاستعدادات في وقت بدا فيه تنظيم القاعدة وكأنه يختلف مع التنظيم الاصلي بقيادة اسامة بن لادن ومن بعده ايمن الظواهري، حيث اعلن تنظيم القاعدة في اليمن دعمه لدولة الخلافة الاسلامية في العراق.

تحريض ضد اميركا
فقد دعا «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الإسلاميين إلى استهداف الولايات المتحدة بعد أن شنت واشنطن ضربات جوية في العراق ضد المتشددين الإسلاميين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية.
وجاء في بيان نشر في حساب على تويتر تابع لجماعة أنصار الشريعة الجناح المحلي لتنظيم القاعدة: «نعلن تضامننا مع إخواننا المسلمين في العراق ضد هذه الحملة الصليبية، كما ندعو كل الجماعات الإسلامية أن تنصر إخوانها بـ «الإثخان في أميركا» وأن تجعل ضمن خطة جهادها النيل من أميركا عسكرياً واقتصادياً واعلامياً».
ودعا البيان «كل مسلم في أي مكان «- وخصوصاً من يستطيع الدخول إلى أميركا-» أن يناصر إخوانه بحرب أميركا بكل ما يستطيع».
ونصح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيانه المقاتلين الإسلاميين بـ «الحذر من الجواسيس لأنهم عنصر أساسي في تحديد الأهداف وأن يتخذوا الحيطة في التعامل مع الهواتف وشبكات الانترنت والانتشار في المزارع أو تحت الأشجار في حالة وجود كثافة للطيران». وقال البيان «نعيد التأكيد لأمتنا المسلمة أننا نقف في خندق واحد مع إخواننا المسلمين في العراق ضد التآمر الأميركي الصليبي والإيراني المجوسي».
الى ذلك، يواصل الجيش اليمني تعزيز مواقعه في مدن عدة بمحافظة حضرموت بالتزامن مع وصول وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد إلى مدينة سيئون للإشراف على العملية العسكرية التي يشنها الجيش على مخابئ مسلحي تنظيم القاعدة في المحافظة.
وتأتي هذه الحملة بعد تعاظم نشاط القاعدة في الآونة الأخيرة بصورة غير مسبوقة حيث نفذ التنظيم عمليات عدة استهدفت مقار حكومية وعسكرية وأمنية، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.

سياسة النفس الطويل
ويتوقع خبراء ومحللون عسكريون أن ينتهج الجيش اليمني في هذه المواجهة سياسة تختلف عن تلك التي اتبعها خلال حربه ضد التنظيم في أيار (مايو) الماضي بمناطق أبين وشبوة، وهي «إستراتيجية النفس الطويل» التي تراعي طبيعة المساحة الجغرافية الشاسعة التي تمتاز بها حضرموت، وما توفره من خصائص كملاذ آمن للقاعدة.
وبحسب مصادر صحفية، عززت قوات الجيش مؤخراً من وجودها وإجراءاتها الأمنية بشكل كبير ونشرت عدداً من الدبابات والعربات المصفحة في النقاط الأمنية المنتشرة في الشوارع والطرق الرئيسية لا سيما على مداخل المدن الرئيسية. واطلقت وحدات خاصة  عمليات تمشيط ومداهمات واعتقالات، محدودة ضد عناصر يشتبه في انتمائها للقاعدة في مدينة سيئون وما جاورها بعيداً عن مداهمة المعاقل الرئيسية للتنظيم.
في المقابل، اشارت التقارير إلى أن عناصر القاعدة لم تعد تنشط بالخفاء في أدغال الجبال والوديان بحضرموت وإنما أصبحت حاضرة بقوة وبشكل علني من خلال قياداتها ومسلحيها الذين يظهرون بين الحين والآخر في أسواق المدن الرئيسية وتؤخذ لهم الصور التذكارية في الأماكن العامة.
ويتركز نشاط القاعدة في خمس مديريات بحضرموت هي غيل باوزير وشبام والقطن وسيئون والشحر. وتعد منطقة وادي سر في صحراء حضرموت أحد أهم المعاقل الرئيسية للتنظيم.
ويعزو خبراء ومحللون تعاظم دور القاعدة وتوسعها إلى حصيلة تراكمية لوجودها السابق، بالإضافة إلى عوامل عدة، أبرزها أن مدن حضرموت أكثر نشاطاً لحركة الجيش والاقتصاد، وهي أهداف ثمينة بالنسبة الى القاعدة، فضلاً عن عودة العشرات لمزاولة نشاطهم في التنظيم بعد نجاح فرارهم من سجن الأمن السياسي بالمكلا في حزيران (يونيو) 2011.
على صعيد التطورات الخاصة بالتيار الحوثي، والهدنة التي تم التوصل اليها قبل اسابيع، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في الجوف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، بين الحوثيين ممثلين بتنظيمهم المسلح الذي يتخذ اسم «انصار الله»، وقبائل موالية لحزب التجمع اليمنى من اجل الاصلاح (الاخوان المسلمون).

قتلى وجرحى
وقال مصدر محلي إن أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى سقطوا خلال تلك المواجهات، موضحاً أن أعدادهم لم تحصر حتى الوقت الحالي. بينما اشارت تقارير لاحقة الى ان عددهم بالعشرات.
واوضح المصدر إن الاشتباكات توسعت من منطقة الغيل الى منطقة الصفراء الخط الرئيسي بين محافظتي صنعاء والجوف، الأمر الذي حال دون تمكن العديد من المواطنين من التنقل بين المحافظتين.
وقال مبارك العبادي رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الاصلاح في الجوف إن الحوثيين استطاعوا السيطرة على منطقة الحجر في الجوف والواقعة بين مفرق مأرب والجوف.
وتعتبر مدينة مأرب شمال اليمن من المناطق الغنية بالنفط حيث يقع فيها خط انابيب مأرب وهو الخط الرئيسي للنفط في اليمن.
واشار العبادي إلى أن القبائل لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مناطق أخرى، موضحاً أن العديد منهم وصلوا الخميس الماضي الى الجوف وانتشروا على نطاق مواقع الاشتباكات بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة للدفاع عن ارضهم.
وتصاعدت وتيرة الإشتباكات بعد انسحاب لجنة الوساطة الخميس الماضي، واوضح العبادي أن المواجهات الان بين طرفين لا يوجد بينهما طرف ثالث ليحاول تهدئة الوضع.
وعلى إثر تلك المواجهات لا يزال النزوح مستمراً من المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة في الجوف خوفاً من الموت.
وتقول مصادر متابعة، أن أعداد النازحين من الغيل وصلت الى ما يقارب الـ 600 أسرة، ولا يزال العدد قابلاً للزيادة مع استمرار المواجهات المسلحة. وأن العديد من النازحين يقبعون في مخيمات، ومدارس في منطقة الحزم، والخلق وغيرهما من المناطق المجاورة داخل الجوف.
وتشير التقارير الى أن أوضاع النازحين متدهورة للغاية، حيث لا توجد مساعدات تصلهم من قبل المنظمات، إضافة الى أن المدارس ستفتح ابوابها الشهر المقبل الأمر الذي سيستدعي إخراج النازحين منها.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق