أبرز الأخباررئيسي

العراق: ترحيب دولي واسع بتعيين حيدر العبادي رئيساً جديداً للوزراء والمالكي يتمرد

رحبت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة بتكليف حيدر العبادي رئيساً جديداً للوزراء في العراق خلفاً لنوري المالكي الذي رفض هذه التسمية واعتبرها خرقاً للدستور تحت غطاء أميركي. وكان باراك أوباما قد رحب بتعيين العبادي وتمنى انتقالاً سلمياً للسلطة في العراق ونجاح العبادي في استعادة ثقة العراقيين حول حكومة تضم كل أطياف المجتمع العراقي. ويتعين على العبادي تشكيل حكومة جديدة خلال شهر.

يستعد العراق لطي صفحة نوري المالكي المثير للجدل إثر تكليف حيدر العبادي رئيساً جديداً للوزراء الإثنين سيكون من أبرز مهامه الصعبة جداً إخراج البلاد من الحرب مع المتطرفين الجهاديين ومنعها من التفكك.
وسارعت واشنطن التي تشن ضربات عسكرية للمرة الأولى منذ انسحاب قواتها من العراق أواخر العام 2011 وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة إلى تهنئة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الذي يتعين عليه تقديم تشكيلة الحكومة خلال مهلة شهر على أن تضم جميع ألوان الطيف السياسي في البلاد.
ورحب الرئيس الأميركي باراك أوباما الإثنين بتكليف حيدر العبادي متمنياً انتقالاً سلمياً للسلطة مع تشكيل حكومة تمثل جميع مكونات المجتمع.
وقال «اليوم، خطا العراق خطوة واعدة إلى الأمام». وأضاف «أمام القيادة الجديدة مهمة صعبة لاستعادة ثقة مواطنيها من خلال حكومة جامعة واتخاذ خطوات تؤكد عزمها».
ووعد أوباما خلال اتصال هاتفي بتقديم «الدعم» لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي.

اعتراض المالكي
ورفض المالكي تسمية العبادي مؤكداً حقه في ولاية ثالثة، وقال إن تعيين خلف له يعتبر انتهاكاً للدستور بدعم أميركي. وأضاف «نرفض الخرق الدستوري» في إشارة إلى تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة خلفا للمالكي.
كما اتهم المالكي واشنطن بالتورط في المسألة قائلاً إن «واشنطن تقف إلى جانب من خرق الدستور».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد في وقت سابق الاثنين أن واشنطن تدعم الرئيس العراقي فؤاد معصوم محذرا المالكي من إثارة اضطرابات.
وأمر المالكي بانتشار عسكري واسع النطاق نظراً لتأييد قسم كبير من ضباط القوات المسلحة له، في حين دعا ممثل الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف الجيش إلى عدم التدخل في العملية السياسية.
وتمركزت قوات النخبة والشرطة والجيش بكثافة قرب المواقع الاستراتيجية في بغداد حيث قطعت مفاصل الطرقات الرئيسية وأغلقت الجسور والمنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة.

«البلد بين يديك»
وقال معصوم أثناء تكليف العبادي تشكيل الحكومة إن «البلد بين يديك الان». والعبادي من حزب الدعوة على غرار المالكي ومقرب منه.
وجاء قرار معصوم بتكليف حيدر العبادي بالرغم من اعتراضات المالكي الذي توعد خلال خطاب تلفزيوني بانه سيقاتل حتى النهاية للحفاظ على منصبه.
وبات تشكيل حكومة وطنية تضم جميع مكونات العراق مطلبا للمجموعة الدولية لمواجهة جهاديي الدولة الإسلامية الذين استولوا منذ التاسع من حزيران (يونيو) الماضي على مناطق واسعة وارتكبوا فظاعات بحق الأقليات الدينية ودفعوا مئات آلاف الأشخاص إلى النزوح وسلوك طريق المنفى.
من جهته، أشاد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتسميته رئيساً جديداً للوزراء والذي وصفه بـ «الخطوة الحاسمة» بعد أشهر من الجمود السياسي في بغداد.
والى ذلك اكد بايدن على رغبة الرئيس اوباما بتعزيز التعاون مع حكومة عراقية جديدة والقوات الامنية العراقية لاستعادة كل ما سيطر عليه تنظيم «الدولة الاسلامية».
وكانت الولايات المتحدة أعربت عن تخوفها الشديد من تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق منذ بدء هجومهم في حزيران (يونيو) حيث استطاعوا فرض سيطرتهم على الموصل ومناطق أخرى.
وفي مواجهة تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» باتجاه إقليم كردستان وافق الرئيس الأميركي على شن غارات جوية لحماية مدينة أربيل عاصمة الإقليم، كما دعا لتغيير حكومي في بغداد لمواجهة هذا التهديد.

دعم هولاند واردوغان
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العبادي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع.
وجاء في بيان لمكتب هولاند انه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان، اعرب الاثنان عن «املهما في ان يشكل رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي سريعاً حكومة وحدة وطنية».
وتابع انهما «اكدا على ضرورة ايجاد الظروف السياسية في العراق التي تسمح بقتال فعال ضد تنظيم الدولة الاسلامية كما تستجيب لتطلعات العراقيين».
واكد هولاند واردوغان على دعمهما لجهود الرئيس العراقي فؤاد معصوم في محاولته كسر الجمود السياسي الذي اثر سلباً على القتال ضد الاسلاميين.

من هو حيدر العبادي؟
كلف رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم النائب الأول لرئيس مجلس النواب حيدر العبادي بتشكيل الوزارة العراقية الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
ويشغل العبادي إلى جانب موقعه في مجلس النواب، منصب مسؤول المكتب السياسي في حزب الدعوة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمه.
وقد تولى العبادي هذا المنصب في حزب الدعوة خلفا لإبرهيم الجعفري، الذي تسببت أزمة إبعاده عن منصب رئيس الوزراء وترشيح رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، في انشقاق حزب الدعوة وتشكيل الجعفري لتنظيم سياسي جديد سماه تيار الإصلاح الوطني.
وكان تدرج في المناصب داخل قيادة حزب الدعوة منذ انتمائه اليه 1967 وهو بعمر 15 عاماً حسب سيرته الشخصية في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
واصبح العبادي في 1979 عضو القيادة التنفيذية لحزب الدعوة الإسلامية، وكان مسؤولا عن تنظيماته في بريطانيا عام 1977.
والعبادي حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من الجامعة التكنولوجية في بغداد، وشهادة الدكتوراة في الهندسة الإلكترونية من جامعة مانشستر عام 1980.
عاد العبادي إلى العراق بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، وانتخب عام 2006 عضواً في مجلس النواب عن مدينة بغداد.
عين العبادي في عام 2003 وزيراً للاتصالات في الحكومة العراقية المؤقته إبان فترة حكم مجلس الحكم في العراق. وتولى منصب رئيس لجنة الإستثمار والإعمار في مجلس النواب، كما أصبح في عام 2005 مستشاراً لرئيس الوزراء وتولى عدداً من الملفات مثل المنسق العام لمدينة تلعفر، ومهمة التنسيق مع الأمم المتحدة في شؤون المهجرين العراقيين.
دخل اسم العبادي فجأة كمرشح لرئاسة الوزراء اثر أزمة رفض الكتل السياسية لاعطاء ولاية ثالثة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته المالكي، ورفض الكتل داخل التحالف الوطني، أمثال التيار الصدري وكتلة المواطن التي تمثل المجلس الاسلامي الأعلى لتقديم المالكي مرشحاً عن التحالف لهذا المنصب.

(وكالات)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق