رئيسيسياسة عربية

صدامات عنيفة واعتقالات في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية ومقتل فلسطيني في الضفة

نشبت الأحد صدامات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والذي بات رمزاً للنضال ضد الاستيطان، بسبب زيارة للنائب اليميني المتطرف في الكنيست إيتمار بن غفير. وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الإثنين أن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بالرصاص خلال مواجهات فيما كانت تستعد لهدم منزل رجل متهم بقتل إسرائيلي.
اندلعت اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية الأحد في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، إثر زيارة لنائب يميني متطرف في الكنيست أشعلت التوترات في الحي.
وأصيب 31 فلسطينياً بينهم طفل بجروح ونقل ستة منهم إلى المستشفى في المواجهات التي استخدمت فيها الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني. وأفادت الشرطة الإسرائيلية بوقوع «اشتباكات عنيفة» في الحي، الذي أصبح رمزاً للنضال ضد الاستيطان في القدس الشرقية، وأعلنت اعتقال 12 من «مثيري الشغب».

النائب إيتمار بن غفير

وزار إيتمار بن غفير النائب عن حزب «القوة اليهودية» والمعروف بتصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين، حي الشيخ جراح معلناً نقل مكتبه البرلماني إليه دعماً للمستوطنين اليهود. واتهم بن غفير السبت عشية زيارته الشرطة بالتقاعس عن التعامل مع حريق اعتبر أنه متعمد أتى على منزل عائلة يهودية في الحي. وقال النائب في تغريدة «إذا أراد الإرهابيون حرق عائلة يهودية على قيد الحياة في ظل غياب للشرطة فسوف أصل إلى المكان».
ودعا بن غفير أنصاره للانضمام إليه، وأعلن الأحد أنه يريد إبقاء هذا «المكتب» في الحي إلى أن «تعتني الشرطة بأمن السكان اليهود». وافتتح بن غفير مكتبه البرلماني تحت مظلة زرقاء وعلقت عليها لافتة كبيرة تحمل اسمه وأعلاماً إسرائيلية. وانضم إلى النائب المتطرف في الحي عدد من أنصاره وهتفوا «الموت للإرهابيين».
في المقابل، وزعت مجموعة من الإسرائيليين المعارضين للنائب عريضة على الإنترنت تدعو الناس للحضور إلى الشيخ جراح لدعم الفلسطينيين. واندلع شجار بين نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ والنائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي الذي جاء إلى الشيخ جراح للتعبير عن تضامنه مع الفلسطينيين. واتهم بن غفير قوات الأمن في المساء بإزالة الخيمة التي أقامها «مكتباً» بالقوة، قائلاً إنه «سينام هنا هذا المساء». واستمرت الاشتباكات المتفرقة في الحي حتى ساعة متأخرة من مساء الأحد.
بدورها، دانت السلطة الفلسطينية فتح المكتب واعتبرته «خطوة استفزازية تصعيدية تهدد بإشعال الأوضاع وجرها إلى مربعات من العنف يصعب السيطرة عليها أو احتواؤها». وفيما حذرت حركة «حماس» في بيان إسرائيل من «من مغبة الاستمرار في هذا التوغل» في حي الشيخ جراح، حملت حركة «الجهاد الإسلامي» «الاحتلال كامل المسؤولية عما يتعرض له أهلنا في الشيخ جراح» حسب تعبيرها.
أما مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، فقال عبر تويتر إن «الاستفزازات غير المسؤولة وغيرها من الأعمال التصعيدية في هذه المنطقة الحساسة تؤدي فقط إلى زيادة التوترات ويجب أن تتوقف».

مقتل فلسطيني في الضفة الغربية

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وشهود الإثنين أن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بالرصاص خلال مواجهات في الضفة الغربية المحتلة، بينما كانت تستعد لهدم منزل رجل متهم بقتل إسرائيلي. واندلعت المواجهات في وقت متأخر الأحد في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين وهي موطن فلسطيني محتجز ومتهم بالقتل في هجوم بسلاح ناري على سيارة قرب مستوطنة حومش اليهودية في 16 كانون الأول (ديسمبر).
وذكر شهود عيان أن تبادلاً لإطلاق النار وقع بين الجنود ومسلحين فلسطينيين بعد وصول القوات لتنفيذ عملية الهدم. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيدمر طبقة من المنزل الذي كان يعيش فيه المهاجم، مضيفاً أن مئات الفلسطينيين رشقوا الجنود بالحجارة والقنابل الحارقة مما دفع الجنود للرد باستخدام «أدوات فض الشغب وأطلقوا النار على مسلحين تم رصدهم».
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن فلسطينياً لقي حتفه وأصيب 10 بجروح خلال المواجهات، مضيفة أن فلسطيني، يدعى محمد أكرم أبو صلاح (17 عاماً) من بلدة اليامون، «استشهد متأثراً بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الحي في الرأس».
وفيما تعتبر الدولة العبرية أن عمليات هدم منازل المهاجمين يمكن أن تساعد في منع أي هجمات في المستقبل، تندد جماعات حقوقية بهذا الإجراء الذي غالباً ما يستهدف المنازل التي تقطنها عائلات هؤلاء الأشخاص، باعتباره «عقاباً جماعياً».

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق