الجيش تقدم من محيط رأس السرج وطوق معظم التلال في جرود عرسال

افاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» في بعلبك عن اشتباكات عنيفة تسود بلدة عرسال، منذ الثامنة والثلث من مساء امس. ويتقدم الجيش اللبناني من محيط رأس السرج. كما قام بتطويق معظم التلال على السلسلة الشرقية في جرود عرسال، في منطقة وادي العيان ووادي عطا لتضييق الخناق على المسلحين من ناحية الجرد، وشرقي البلدة، ومن ناحية المهنية غربي البلدة.
من جهتها، أصدرت بلدية بريتال بياناً حظرت فيه على «السوريين الساكنين في البلدة من التجول ما بين السابعة مساء والتاسعة من صباح كل يوم، حتى إشعار آخر».
تقدم الجيش
وتقدم الجيش اللبناني يوم الاثنين في عمليته العسكرية على مسلحين إسلاميين متشددين مطلع الأسبوع في أخطر عملية تكشف عن امتداد الأزمة السورية إلى لبنان منذ ان بدأت قبل ثلاث سنوات فيما أكدت حكومة بيروت أن الاعتداء «لن يمر دون عقاب».
ومع بدء تعزيزات الجيش إلى عرسال قال رئيس الوزراء تمام سلام إنه لن يكون هناك اتفاق سياسي مع المتشددين الإسلاميين الذين وصفهم الجيش بأنهم أفراد في جبهة النصرة والدولة الاسلامية التي احتلت أجزاء واسعة من العراق وسوريا في حزيران (يونيو) الماضي.
وقال في بيان على التلفزيون في نهاية اجتماع وزاري «لا حلول سياسية مع التكفيريين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة».
وأضاف أن الحل الوحيد للمتشددين هو الانسحاب من عرسال. وقال سلام إن الحكومة قررت تعبئة كل مؤسسات الدولة للدفاع عن البلاد.
ومحاطاً بوزرائه للدلالة على توحيد موقف الحكومة اتهم سلام المسلحين بالسعي إلى نقل «ممارساتهم المريضة» إلى لبنان.
وشهد لبنان أعمال عنف على صلة بالحرب السورية بينها هجمات صاروخية وتفجيرات انتحارية ومعارك بالاسلحة النارية لكن توغل المسلحين المتشددين مطلع الأسبوع كان الأول من نوعه.
لكن كان هذا اول هجوم كبير من قبل المسلحين المتشددين الذين اصبحوا لاعبين بارزين في أعمال العنف بين السنة والشيعة التي ظهرت في جميع انحاء المنطقة.
وقال الجيش اللبناني يوم الاثنين إن 14 جندياً قتلوا وجرح 86 وفقد 22 إثر اعتقال قوات الأمن قيادياً من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا يوم السبت يدعى عماد جمعة.
جثث الارهابيين
وقال مسؤول أمني لبناني إن الجيش عثر اثناء تقدمه على جثث 50 متشدداً.
وجاء في بيان للجيش «يخوض الجيش اللبناني منذ يومين معارك ضارية في منطقة جرود عرسال ضد مجموعات مسلحة من الإرهابيين والتكفيريين على أكثر من محور».
وأضاف «حتى الآن أنهى الجيش تعزيز مواقعه العسكرية الأمامية وتأمين ربطها ببعضها البعض ورفدها بالإمدادات اللازمة. وتعمل وحدات الجيش حالياً على مطاردة المجموعات المسلحة التي لا تزال تمعن في استهداف العسكريين والمدنيين العزّل في بلدة عرسال».
ووصف الجيش اللبناني التوغل بأنه هجوم مخطط له منذ فترة طويلة. ويقول سياسيون محليون إن هذا الهجوم يمثل محاولة لتوسيع وجود الدولة الاسلامية في لبنان.
وقال المتشددون المسلحون إن عشرات من المقاتلين من منطقة جبال القلمون السورية عبر الحدود مباشرة تحركوا نحو عرسال يوم الأحد لتعزيز المسلحين هناك.
وأجبرت قوات الحكومة السورية المدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني الشيعي المقاتلين المتشددين على الانسحاب من المنطقة الحدودية العام الماضي.
ويقدر عدد مقاتلي حزب الله في المنطقة بنحو ثلاثة آلاف مقاتل.
وقال الشيخ محمد يزبك رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله إن الجيش لن يترك وحده وحث ابناء المناطق القريبة من مسرح الاشتباكات على التأهب «لمواجهة خفافيش الليل المظلم».
واضاف في تصريحات أوردها موقع المنار الالكتروني التابع لحزب الله في إشارة الى مدينة الموصل في شمال العراق التي اجتاحها مقاتلو الدولة الاسلامية في حزيران (يونيو) الماضي إن «من يهدد بانقسام الجيش والخروج عنه نقول لهم ليس لبنان ولا البقاع هو الموصل».
تعزيزات للجيش
وتصاعدت أعمدة الدخان من قمم التلال حيث تقع عرسال في حين سمع دوي زخات إطلاق نيران متفرقة من المناطق المجاورة بينما كان الجيش يدفع بالمزيد من التعزيزات إلى البلدة.
وشوهدت 12 ناقلة جند مدرعة تتقدم صوب البلدة مع عدد مماثل من الآليات العسكرية الأخرى بينها شاحنات وسيارات همفي.
وكان الجنود المسلحون بالرشاشات والقاذفات الصاروخية يجلسون على المركبات وهي تتحرك على طول الطريق الرئيسي المؤدي لعرسال.
وأظهرت لقطات فيديو نشرها الجيش سبع جثث لرجال يفترض انهم متشددون علاوة على لقطات لأكثر من عشرين رجلاً يركعون على ركبهم وقد اوثقت ايديهم إلى حائط وعرضت لقطات لبنادق وبطاقات هوية وهواتف محمولة قيل انها ضبطت مع هؤلاء الرجال.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين الموجودين في الأراضي المحيطة بعرسال بأكثر من مئة ألف شخص.
وقال ناشط سوري في المنطقة إن معسكرات اللاجئين تضررت إلى درجة كبيرة خلال القتال. وقال «الوضع الأمني سيىء للغاية ولا يوجد أي ملجأ آخر للاجئين. السكان ينتابهم الرعب».
كما شوهدت شاحنتان للجيش تقلان عشرات من المدنيين بينهم نساء يرتدين الحجاب واطفال صغار من عرسال.
وقال احد سكان عرسال البالغ من العمر 25 عاماً وهو من عرسال بينما كان يجلس في ظل شجرة قرب محطة للوقود على الطريق من عرسال «ماذا نتوقع. بيوتنا تتدمر الله وحده يعلم اذا كانت عائلاتنا على قيد الحياة وبصحة جيدة او قتلوا».
رويترز – الوكالات