سياسة لبنانية

لبنان في عين الارهاب السوري!

قهوجي يحذر من نقل «السيناريو» العراقي والسوري الى لبنان

فيما تحدثت مصادر عن اقتراب مساعي الوساطة بين الجيش اللبناني والمسلحين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا من التوصل إلى هدنة، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش والمجموعات الارهابية في مرتفعات عرسال وتحديدا في محلتي رأس السرج ووادي عطا، وعزز الجيش مواقعه في مرتفعات الثكنة بعد استردادها من المسلحين، كما استعاد السيطرة على معظم مراكزه في عرسال بما فيها تلة الحصن.
وتشهد البلدة حركة نزوح كثيفة هربا من الاشتباكات القائمة وسط حالة خوف وذعر تسيطر على الاهالي المغادرين للبلدة تحت وابل من الرصاص والقذائف.

وافادت مصادر نقلاً عن هيئة علماء المسلمين التي تتوسط بين الجانبين، قولها إن اتفاق الهدنة المقترح يقضي بالسماح بنقل الجرحى الى المستشفيات لتلقي العلاج. فيما اشترط الجيش اللبناني تسليم جميع العسكريين المفقودين والذين يعتقد بأن المسلحين خطفوهم.
وفي محاولة لصد أكبر توغل للارهابيين في لبنان منذ بدء الصراع السوري، استشهد عشرة عسكريين لبنانيين وفقد 13 عسكرياً يحتمل انهم احتجزوا كاسرى، في معارك مستمرة منذ السبت مع مسلحين ارهابيين قرب بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.
وحذر قائد الجيش العماد جان قهوجي امس الاحد من «خطر كبير»، مؤكداً ان الجيش لن يسمح بنقل «السيناريو» العراقي والسوري الى لبنان، في اشارة الى سيطرة متطرفي «الدولة الاسلامية» و«جبهة النصرة» على مناطق واسعة في البلدين.
وقال قهوجي في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع «سقط للجيش 10 شهداء و25 جريحاً بينهم 4 ضباط وفقد لنا في المعركة 13 جندياً هم في اعداد المفقودين وقد يكونون اسرى لدى التنظيمات الارهابية».
وبدأت المواجهات السبت بعد ان ألقت قوى الامن اللبناني القبض على عماد أحمد جمعة وهو سوري واحد قادة الجهاديين ويتمتع بشعبية بين الاسلاميين المتشددين في المنطقة. وقد اعترف جمعة بانتمائه الى جبهة النصرة المتطرفة، ما دفع مسلحين الى تطويق حواجز الجيش على مداخل عرسال وفي محيطها، قبل ان يهاجموها ويسيطروا على احدها. كما اقتحم المسلحون مركزا لقوى الامن في داخل عرسال واحتجزوا عناصره، وقتلوا مدنيين اثنين كانا يحاولان منعهما من ذلك.
وقال قهوجي ان الموقوف عماد احمد جمعة «اعترف بانه كان يخطط لتنفيذ عملية واسعة على المراكز والمواقع التابعة للجيش، وانه كان يقوم بجولة لوضع اللمسات الاخيرة على العملية».
وتابع «هذه الهجمة الإرهابية التي حصلت بالأمس لم تكن هجمة بالصدفة أو بنت ساعتها. بل كانت محضرة سلفاً وعلى ما يبدو منذ وقت طويل في انتظار التوقيت المناسب».
وفي حين قال الجيش السبت ان جمعة اقر بانتمائه الى جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، تداولت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً قالت انه لجمعة، يعلن فيه مبايعته زعيم «الدولة الاسلامية» ابو بكر البغدادي.
واضاف قهوجي ان «الهجمة الارهابية التي حصلت بالامس لم تكن هجمة بالصدفة او بنت ساعتها. بل كانت محضرة سلفاً وعلى ما يبدو منذ وقت طويل (…) وهذا ما ظهر من خلال سرعة تحرك الارهابيين لتطويق المراكز والانقضاض على المواقع واحتلالها وخطف العسكريين».
واوضح ان الجيش «قام برد سريع ومباشر ونفذ عملية هجومية لفك الطوق عن كل المراكز، نجحنا بحماية موقع المصيدة ووادي حميد، وللاسف سقط لنا مركز «تلة الحصن» في جرود عرسال».
وبعد ظهر الاحد، اكد مصدر عسكري استعادة السيطرة على هذا المركز. واوضح ان المسلحين «شنوا باعداد كبيرة، هجمات متزامنة على المواقع العسكرية، انطلاقاً من ثلاث جهات هي بلدة عرسال، ومخيمات النازحين السوريين على اطرافها، والمناطق الجردية».
واشار المصدر الى ان الجيش قتل «العديد من المسلحين» من دون ان يحدد عددهم، موضحاً ان سبعة من عناصر الجيش قتلوا «في مركز واحد». واضاف ان العملية العسكرية مستمرة، وان مرحلتها الاولى هي استعادة المواقع، والثانية هي «قيد الدرس»، من دون الدخول في تفاصيل.

الجيش اللبناني يسترد معظم مراكزه في عرسال بما فيها تلة الحصن

تكفيريون من جنسيات مختلفة
وقال قهوجي في مؤتمره الصحافي ان «العناصر المسلحة عناصر غريبة عن لبنان وتكفيرية تحت كل المسميات السائدة حالياً، وتضم جنسيات مختلفة وآتية من خارج الحدود اللبنانية وبالتنسيق مع أناس مزروعين داخل مخيمات النازحين» الذين تستضيف عرسال عشرات الآلاف منهم.
اضاف «امام هذا الخطر الكبير الذي يهدد الوطن بكيانه واستقلاله ووحدته ووجوده، والذي يحاول البعض ان يقلل من اهميته، يؤكد الجيش اننا جاهزون لمواجهة كل الحركات التكفيرية التي قد تستفيد مما يجري في منطقة عرسال وتقوم بأمر مماثل في اي منطقة اخرى».
واوضح ان الخوف «ان يحاول البعض نقل السيناريو الذي حصل على الحدود العراقية والسورية ويدخل لبنان في الحرب السورية بشكل مباشر. والجيش لن يسمح بان تنتقل هذه الحالة الى لبنان، فالخوف الكبير (…) هو ان ينتقل عنصر المباغتة من مكان الى آخر، وعندها ستكون تداعياته اكثر خطورة ومصير البلد سيكون حينها على المحك».
ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجىء من الفارين من الصراع في سوريا وتشير التقديرات الى ان أكثر من 100 الف منهم يعيشون في عرسال وحولها في مخيمات مؤقتة تنتشر عبر التلال المحيطة.
وعرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالاً مع المعارضة السورية، تتشارك حدودا طويلة مع منطقة القلمون الحدودية التي استعادت القوات السورية مدعومة بحزب الله اللبناني غالبية اجزائها قبل اشهر. الا ان مئات المسلحين لجأوا الى الجرود الفاصلة بين عرسال والقلمون، وباتوا ينطلقون منها لتنفيذ عمليات مباغتة ضد مواقع القوات السورية.
وشهد لبنان سلسلة تفجيرات ومعارك على خلفية النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام. وتعرضت عرسال ومناطق على اطرافها وفي جرودها، مراراً للقصف من الطيران السوري.

(وكالات)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق