اخبار النجومالاسبوع الفني

«أهل إسكندرية» هل سيعرض في رمضان؟

في مصر أشعلت أنباء عن منع عرض مسلسل في شهر رمضان، «أهل إسكندرية»، الجو العام المشتعل أساسا بسبب المظاهرات المناهضة لقانون منع التظاهر. «مدينة الإنتاج الإعلامي» منتجة المسلسل أكدت تراجع قناتين تلفزيونيتين بسبب ضغوط أمنية عن عرض المسلسل بينما نفت إحداهما على الأقل هذه الأنباء، أو راجعت موقفها. فما هو الموقف بالتحديد؟

مسلسل مصري جديد يتعرض لفساد جهاز الشرطة في مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، وهو مسلسل «أهل إسكندرية» لمؤلفه الكاتب والسيناريست بلال فضل وإخراج خيري بشارة وبمشاركة كوكبة من ألمع الممثلين المصريين والعرب على رأسهم هشام سليم وعمرو واكد وبسمة واللبنانية دارين حمزة ومن إنتاج «مدينة الإنتاج الإعلامي» (هوليوود الشرق)، هذا المسلسل والذي تكلف الملايين من الجنيهات قد لا يعرض على الشاشة الصغيرة في شهر رمضان المقبل!
على الأقل هذا ما أكده الإعلامي حسن حامد، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، في تصريحات له الأحد الماضي أكد فيها أن قناتي «المحور» و«الحياة» أبلغتاه تراجعهما عن عرض المسلسل في رمضان رغم حملة الإعلانات الترويجية الكبيرة التي قامتا بها للمسلسل.
حامد أشار إلى أن جهة أمنية ما تقف وراء الأمر بوقف عرض المسلسل لأنه يشوه صورة جهاز الشرطة، وهو الأمر الذي يستعيد ذكريات تدخل الجهات الأمنية في عصر مبارك في تقرير عرض أو وقف عرض الأعمال الفنية. وإن كانت الجرعة في العصر الجديد أكبر من مثيلاتها في عصر ما قبل ثورة يناير.

تنديد وحملات دعم و…مقاطعة!
هذه الأنباء لم تثر بالطبع أسرة المسلسل فقط بل أثارت الوسط الثقافي المصري الذي رأى أن في صحة هذه الأنباء عودة مرة أخرى إلى السياسات القمعية ومحاولة لمعاقبة فنانين لهم مواقف ورؤى سياسية مغايرة للنظام. وبدأ النشطاء في تدشين حملات دعم واسعة للمسلسل وأسرته إضافة إلى حملات لمقاطعة القناتين اللتين تراجعتا عن عرض المسلسل. وكان المخرج الشاب أمير رمسيس هو صاحب الفكرة الاخيرة والذي صرح قائلاً «المسلسل في الآخر إنتاج المدينة يعني فلوس الدولة يعني فلوسنا وأقل واجب أننا نضرب القنوات دي في مكاسبها… مقاطعة».
بعض الفنانين أدلوا بدلوهم في الموضوع وصرحوا تصريحات إيجابية في صالح المسلسل وتنديداً بقرارات منع عرضه، فقد قال المخرج عمرو سلامة: «حملة منظمة نصفها معلن ونصفها في الغرف المغلقة، تراجعت كل القنوات الخاصة عن شراء مسلسل (أهل إسكندرية)، بسبب تعليمات سببها مواقف الفنانين السياسية ومحتواه الذي لا يلائم (التوجه العام). سابقة لأول مرة تحدث في تاريخ الإعلام والفن».

يحاولون إثبات ولائهم للسيسي
مدحت العدل، الكاتب والسيناريست، علق في تصريح لإحدى الفضائيات قائلاً: «لا أعتقد أن وزارة الداخلية هي من قامت بمنع عرض المسلسل، ولكن من الممكن أن يكون المنع جاء من بعض أصحاب القنوات الفضائية أنفسهم، الذين يحاولون إثبات ولائهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، والسلطة الجديدة»، وأضاف العدل: «إذا منعنا مسلسلاً بعد قيامنا بثورتين، فلا بد أن نحيي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي سمح بعرض العديد من الأفلام والمسلسلات التي تنتقد عهده بشدة».
الفنان عمرو واكد أحد أبطال المسلسل أخبر «فرانس 24» في اتصال هاتفي أنه تابع الضجة التي أثيرت على وقف عرض المسلسل من خلال وسائل الإعلام وأنه ليس لديه أي أنباء مؤكدة عن وقف عرض المسلسل إلا من خلال تصريحات حسن حامد، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي الجهة الممولة للمسلسل، وهو يثق في حسن حامد لأنه رجل ذو تاريخ محترم وليس له أي مصلحة في إطلاق شائعات. وقال واكد إنه يبدو أن الضغوطات الأمنية لم تأت بنتيجة لأن القناتين تراجعتا عن التراجع وقررتا عرض المسلسل. ويرى واكد أنه ليس من المنطقي منع مسلسل أنتجته الدولة وتكلف مبلغاً طائلاً، 22 مليون جنيه (2،2 مليون يورو)، من العرض وقبل أيام قليلة من شهر رمضان.
وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن قرار منع العرض مجرد شائعة لرفع أسهم المسلسل والترويج له، قال واكد إن المسلسل ليس بحاجة لهذه الضجة لأن قيمة العمل الفني تقاس بجودته وانجذاب الناس اليه ومشاهدته، وهي العوامل المتوافرة في المسلسل، وبالتالي فهو ليس بحاجة لهذه الضجة. وفي إشارة إلى الهجوم الذي شنه معارضون لعرض المسلسل على فايسبوك والمطالبة بوقف عرضه، قال واكد أنه ليس من حق أي أحد كان المطالبة بوقف عرض مسلسل وتنصيب نفسه رقيباً على الآخرين وإنما يحق له المطالبة بمقاطعته وترك الخيار للمشاهدين. ووصف واكد المسلسل بأنه لقطة حية من الواقع الحقيقي الذي عشناه في مصر ومهاجمة المسلسل تعني أن لا شيء تغير في الحقيقة.

منع مقنع
أما مؤلف المسلسل، الكاتب بلال فضل، فنشر بياناً في إحدى الصحف المصرية يندد فيه بمنع عرض المسلسل واعتبره نوعاً من «المنع المقنع الذي لم يحدث حتى في أيام حسني مبارك» وطالب الفنانين والمثقفين بالتكاتف لمواجهة هذه الحملة الشرسة على حرية التعبير والهادفة لاستعادة السياسات القمعية التي سقطت بعد ثورة يناير.
الغموض لا يزال يخيم على الموقف من عرض هذا المسلسل، فتصريحات حسن حامد تؤكد بشكل قاطع وقف عرضه بينما خالد أبو بكر محامي قناة «الحياة» نشر تغريدة على موقع تويتر تؤكد أن القناة ماضية في خطتها بعرض المسلسل في شهر رمضان وأنه «لا عودة إلى الضغوط الأمنية مرة أخرى لأنها من زمن مضى».
المخرج خيري بشارة من جهته لم يدل بأية تعليقات حول هذه الأنباء وقرر المضي قدما في إكمال تصوير المسلسل وكأن شيئاً لم يكن وكأنه متأكد من خروج المسلسل إلى النور رغم الضغوط.

(فرانس 24)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق