أبرز الأخباررئيسيسياسة عربية

الارهاب يضرب مجدداً في الضاحية والجهود الدولية ناشطة لحماية لبنان

وصل الى احد الاجهزة الامنية الاسبوع الفائت تقرير امني من احدى الدول الغربية وفيه معلومات امنية عن وصول متطرفين اصوليين الى لبنان بهدف القيام باعمال امنية، وعن وجود سيارة مفخخة قد تنفجر يوم الجمعة امام احد الامكنة المكتظة بالمواطنين بقصد ايقاع عدد كبير من القتلى والجرحى، وخلق الرعب على الساحة، والافادة من هذه الخروقات وتوظيفها في السياسة وفق ما اشارت اوساط سياسية.

اخذ المسؤولون هذه المعلومات على محمل الجد وابلغوا بها رئيس الحكومة بعدما تحدثت المعلومات عن صيد ثمين من خلال استهداف شخصية مهمة. تزامنت هذه المعلومات مع كشف اعلامية لبنانية لجأت الى اسرائيل عام 2000 في نشرة اخبار التلفزيون الاسرائيلي عن وثيقة لجهاز الموساد الاسرائيلي حصل عليها من داخل مخيم عين الحلوة، تفيد ان جماعة من كتائب عبدالله عزام تخطط لعمل ارهابي كبير في لبنان، يستهدف شخصية امنية رفيعة، يرجح ان تكون مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم، وقد نفت الاعلامية علمها بالامر وتساءلت عن مصدر الخبر.

تحرك المشنوق
ايقظ مسؤول امني رفيع وزير الداخلية نهاد المشنوق فجر يوم الجمعة الماضي ووضعه في المعلومات الواردة، والتي تأكدت من اكثر من مصدر استخباراتي غربي، مشيرة الى استهداف اماكن تجمعات. سارع المشنوق بعد ابلاغ رئيس الحكومة بالمعلومات الى وضع الرئيس نبيه بري في اجوائها، متمنياً عليه الغاء احتفال حركة امل في قصر الاونيسكو للمخاتير، الذي كان سيحضره ويلقي كلمة فيه. كما الغى السفير الاميركي موعداً مع وزير الخارجية جبران باسيل لاعتبارات امنية. وبدأت عناصر الامن تتعقب المشتبه بهم في احد فنادق العاصمة استناداً الى معلومات استخباراتية وصلت الى الاجهزة، فتم اقفال عدد من الطرق في العاصمة لتسهيل المداهمة، وراحت عناصر الامن تبحث عن سيارة مفخخة قيل انها ستنفجر، من دون تحديد مكانها بعد تحديد مواصفاتها. وتم توقيف عدد من الاشخاص في بيروت بينهم مشاركون في المؤتمر القومي العربي وبدأ استجوابهم ثم اطلقوا لعدم ثبوت تورطهم باي نشاط مشبوه، في الوقت الذي عثرعلى السيارة المفخخة في الطرق الداخلية في صوفر متوقفة وعندما تنبه سائقها فر باتجاه البقاع، فتم اخطار حاجز ضهر البيدر بالامر فاوقفها للتفتيش، وسرعان ما صرخ سائقها بالعناصر الامنية قائلاً «ابتعدوا انها ملغومة» وفجّر نفسه وفق رواية احد عناصر الحاجز، فاستشهد احد الضباط وسقط عشرات الجرحى. وحصل الانفجار قبل دقائق من وصول موكب اللواء ابرهيم الذي كان متوجهاً الى البقاع، وتقول اوساط امنية ان السيارة كانت تتقدم موكب اللواء ابرهيم الذي اعلن انه لم يكن هو المستهدف، بل صودف وجوده في المنطقة عند وقوع الانفجار. وحاولت اوساط سياسية ربط توقيف مشتبه بهم في بيروت وانفجار سيارة مفخخة وحديث عن امكان تحرك خلايا نائمة ووصول عناصر تابعة لتنظيمات ارهابية داعش وغيرها الى بيروت عن طريق المطار، اضافة الى توقيف الجيش عناصر شبكة ارهابية، وقيام تنسيق وتعاون بين الاجهزة لمواجهة موجة الارهاب.

ذعر بين المواطنين
خلقت الاجراءات والتدابير الامنية التي اتخذت في بيروت وانفجار السيارة على حاجز ضهر البيدر ذعراً في صفوف المواطنين، والسياح الذين كانوا وصلوا، فطلبت دولة الامارات من رعاياها المغادرة وعدم التوجه الى لبنان. وكذلك فعلت السفارتان الاميركية والايرانية مما انعكس سلباً على الاوضاع، بعد ما سادت اجواء مشجعة لصيف زاهر. وتضاربت المعلومات الامنية حول التوقيفات والسيارة المفخخة واستهدافها، فترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماعاً امنياً في السرايا عرض لتفاصيل المعلومات التي توافرت لدى الاجهزة، من اجهزة امنية غربية عن مخطط ارهابي يستهدف لبنان. واستغربت اوساط وزارية لجوء البعض الى تضخيم الاخبار لاغراض سياسية وتوظيف الامن في السياسة. فاكد الرئيس سلام ان الامن مضبوط والاجهزة الامنية تقوم بواجباتها، وان الامن في لبنان افضل بكثير من الماضي، داعياً الى عدم تضخيم الامور والذعر، فالاجهزة بالمرصاد للارهاب وتتعقب العناصر الارهابية. وانتقد قائد الجيش ما وصفه بالتضخيم للاحداث، مشدداً «ان الوضع الامني ممسوك والقوى الامنية تقوم بعملها، وان المنطقة خربانه ونحن بالف نعيم». واتخذت قرارات للحماية واجراءات احترازية وتدابير مشددة، واتفق على التنسيق والتعاون التامين بين الاجهزة والمضي في تنفيذ الخطة الامنية في بيروت وغيرها من المناطق. ووصل الى لبنان مسؤولون امنيون غربيون للتنسيق والتعاون مع المسؤولين الامنيين اللبنانيين في محاربة الارهاب، وهذا يؤكد مدى المخاوف من امكان تحول لبنان بفعل التطورات في المنطقة، لا سيما في العراق، الى ساحة مواجهة بين السنة والشيعة واشتعال الفتنة، مما حمل احد الديبلوماسيين على دعوة اللبنانيين الى استعجال انتخاب رئيس جديد، والرئيس بري الى المطالبة بالاستثمار في الامن من خلال التطوع في الجيش والقوى الامنية لتتمكن من القيام بواجبها امام تحديات المرحلة. واعلن وزير الدفاع ان القيادة بدأت بالتطوع بحيث يكون لديها مع نهاية العام نحو 5 الاف جندي يواجهون تحديات المرحلة الى جانب العناصر العسكرية والامنية.

تضخيم
ان ما جرى يوم الجمعة الماضي كان لافتا كما يقول وزير سابق، مستغرباً التضخيم في توصيف الحالة الامنية ومتسائلاً عن الضجة التي رافقت التدابير والاجراءات الامنية. وقد تضاربت التفسيرات السياسية حول يوم الجمعة، ففي حين اعتبره احد السياسيين في 8 اذار محاولة سنية لـ 7 ايار (مايو) توظف في السياسة، وجدت اوساط سياسية مراقبة في الامر توظيفاً في الاستحقاق من قبل البعض. كما رأى مراقبون سياسيون في اليوم الامني الطويل مؤشراً على وجود نية لاستخدام الساحة، وربطها بما يجري في المنطقة، ومنع فصل لبنان عن التطورات، بحيث يبقى يتفاعل مع المستجدات. وقد استنفرت المعلومات ديبلوماسيين غربيين وباشروا اتصالاتهم بهدف دعوة الافرقاء الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تحصين الساحة وتفعيل المؤسسات، بعدما تبين ان الفراغ في الرئاسة انسحب على مؤسستي مجلسي النواب والوزراء، وقد ترك الامر تداعياته على مصالح الناس، مما حمل الرئيس سلام على توسيع شبكة الاتصالات لتعزيز التوافق بين الاطراف، انطلاقاً من حرصه الشديد على استمرار التعاون بين اللبنانيين وتجنب التفرد في المواقف مما حتم توسيع مروحة التشاور بشأن اجتماعات مجلس الوزراء والآلية الواجب اعتمادها في تولي صلاحيات رئيس الجمهورية نيابة عنه، في حال الفراغ، في وقت ترفض اوساط وزارية مسيحية اعتماد آلية، لان ذلك يعني ان فترة الفراغ قد تطول من خلال «شرعنة» الفراغ واعتماد آلية قد تعتبر سابقة واجتهاداً يمكن العودة اليه لاحقاً. وتصر جهات سياسية في 14 اذار على عدم «شرعنة» الفراغ من خلال الاتفاق على آلية عمل، وابقاء معالجة الامور رهناً بالتطورات، وعلى القطعة وليس بالجملة، بحيث تعتبر الآلية امراً استثنائياً وليست قاعدة معترف بها.

تفجير الشياح
ورغم التدابير الامنية المشددة اهتزت بيروت بتفجير انتحاري في ليل الاثنين – الثلاثاء عندما اقدم انتحاري عند مستديرة شاتيلا التي تشكل مدخلاً الى اوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية قرب حاجز للجيش وكان يقود سيارة مفخخة بنحو 25 كيلوغراماً من المتفجرات. وتبين من التحقيقات الاولية ان الانتحاري سوري الجنسية وكان يقود سيارة مرسيدس. واسفر الحادث في معلومات اولية عن اصابة 20 شخصاً بجروح من المدنيين ولم يصب اجد من العسكريين.
وقال شهود عيان ان الانتحاري كان يسير بعكس السير محاولاً الدخول الى الضاحية فاعلم الجيش بالامر وعندما رأى الانتحاري نفسه مطوقاً فجر نفسه.
وتخشى اوساط مراقبة من ان يرتفع منسوب التفجيرات والخروقات على الساحة، في عملية رد على المواقف السياسية لبعض الافرقاء. وتقف الاجهزة بالمرصاد لمحاولات البعض ويرى وزير مطلع ان الامن في لبنان هو امن سياسي وليس امناً امنياً، بمعنى انه بفترض العمل على تحقيق المصالحة بين الافرقاء وتأمين التواصل والاتفاق على مواجهة المرحلة يدا وحدة وموقفا موحدا لانقاذ لبنان من اتون الفتنة.

فيليب ابي عقل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق