الصبي الذي محا الشمس
تبدأ قصة «الصبي الذي محا الشمس» لشربل قطّان، برغبة بسيطة، ما تلبث ان تتطور الى «قوة»، قادرة على إلحاق الأذى.
في البدء، كل ما كان يريده «الصبي» هو قلم وممحاة.
في قصة «الصبي الذي محا الشمس»، الصادرة مؤخراً عن دار «هاشيت أنطوان»، يكشف موضوع القصة عن نفسه عَرَضياً خلال تطور الأحداث. ولكنك تكتشف انه موضوع وثيق الصلة بالإنسان. هو الرغبة التي تحرّكنا. الرغبة التي تحملنا على القيام بخيارات دون غيرها، وهي أيضاً الرغبة التي قد تسيء الينا أحياناً.
كل البشر، يريدون السلطة. والأطفال ليسوا استثناء ولو على مقياسهم. الأطفال يريدون كل شيء. إنما لا وعي كافياً لديهم لإدارة هذه المسؤولية. هنا تأتي القصة لتقول للطفل بطريقة سهلة وطريفة ان للرغبات حدوداً، تحكمها المسؤولية، وان لأفعالهم عواقب قد لا تكون مفرحة.
الصبي البطل في قصة شربل قطان الأولى للأطفال، يرغب، فقط، بقلم وممحاة. ثم يدرك انه يملك قوة «رسم» ما يريد و«ومحو» ما يريد. وهكذا خلال انسياب الأحداث، تتنامى قوته، تتغذى من رغبته الجامحة، الى ان يكتشف انه ذهب بعيداً بعيداً في رغبته.
ماذا خسر؟ وهل يستطيع محو كل ما محاه؟
جاء في نص الغلاف الخلفي لـ «الصبي الذي محا الشمس» ما يلي:
لِمَ لا تَكونُ البُيوتُ مَبْنِيَّةً مِنَ الحَلْوى،
وَلِمَ لا تُمْطِرُ الغُيومُ حَبّاتِ لَوْز؟
جَلَسَ الصَّبِيُّ لِساعاتٍ وَهُوَ يَرْسُمُ وَيَمْحو،
فَتَظْهَرُ أَشْياءُ وَتَخْتَفي أُخْرى. ها هُوَ يَعْلو
فَوْقَ المَنازِلِ، قَريبًا مِنَ الشَّمْس.
الشَّمْس؟ أَزْعَجَهُ نورُها، فَمَحاها. وَلكِنْ…
كَيْفَ سَيَطْلَعُ الصَّباحُ غَداً؟
شربل قطّان في سطور:
من مواليد بلدة مغدوشة، لبنان الجنوبيّ، 1970. أنهى شهادته المدرسية في لبنان ثم انتقل إلى جمهوريّة جنوب إفريقيا عام 1990، حيث تابع دراساته العليا في جامعتها وحاز إجازة في المعلوماتيّة.
أُدرجَت روايته الأولى «حقائب الذاكرة» على القائمة الطويلة لجائزة بوكر العربيّة في العام 2011.
«الصبيّ الذي محا الشمس» هي قصّته المصوّرة الأولى للأطفال.
«الصبي الذي محا الشمس» للأطفال بدءا من عمر 8 سنوات.
الكاتب: شربل قطّان.
الرسوم للرسامة الجنوب افريقية هيلين ستان.