مصر… الاقتراع لليوم الثالث من الانتخابات الرئاسية
فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها، الأربعاء، امام الناخبين للإدلاء بأصواتهم لليوم الثالث بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تمديد التصويت ليوم إضافي، في ظل تقارير حول ضعف إقبال الناخبين.
وقالت اللجنة في بيان ان قرارها راعى «موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد وازدياد إقبال الناخبين في الفترة المسائية»، بالاضافة «للاستجابة لرغبات فئات كثيرة من أفراد الشعب، خصوصاً الوافدين الذين لم يستطيعوا إبداء رغباتهم في الوقت الذي حددته اللجنة، لكي يتمكن من يرغب في الإدلاء بصوته في الموطن الانتخابي الأصلي الخاص به».
وصرح الأمين العام للجنة العليا للانتخابات مساء الثلاثاء بأنه لا يوجد إحصاء دقيق حول نسبة المشاركة في الانتخابات حتى الآن، مشيراً إلى أن النسبة التقريبية تبلغ حوالي 37 في المائة.
ويحق لأكثر من 53 مليون ناخب مسجلة أسماؤهم الإدلاء بأصواتهم.
ويعتبر مراقبون معدل إقبال الناخبين عنصرا مهما للتأكيد على شرعية الفائز في الانتخابات الرئاسية التي يعد فوز قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي بها شبه مضمون.
ويأتي قرار التمديد غير المسبوق وسط مخاوف لدى انصار المرشح الاوفر حظاً عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش من ضعف الاقبال على التصويت في الانتخابات الاولى منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز (يوليو) الفائت.
وأعلنت حملتا كلا المرشحين تقدمهما رسمياً باعتراض لدى لجنة الانتخابات على قرار تمديد فترة التصويت ليوم إضافي. فيما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن عضو في لجنة الانتخابات ان القرار اتخذ لـ «اتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم».
وناشد عدد من مقدمي البرامج الاخبارية والسياسية في القنوات التلفزيونية الفضائية المصريين المشاركة في الانتخابات ووجهوا انتقادات لاذعة الى المقاطعين.
وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية «عليكم النزول الان اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليوناً) وحتى اكثر» في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليوناً.
والدعوة نفسها وجهها شيخ الازهر وبابا الاقباط في مصر.
ويواجه السيسي الذي اطاح مرسي قبل 11 شهراً وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مكتسباً بذلك شعبية كبيرة، منافساً وحيداً هو القيادي اليساري حمدين صباحي.
وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليلا على شرعيته في حين يشكك فيها الاخوان ويعتبرون انه استولى على السلطة بـ «انقلاب».
ويقول جمال عبد الجواد الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لفرانس برس ان القرار «يؤثر على مصداقية عملية الانتخابات. السلطة اخطأت التقدير وجعلت من نسبة المشاركة معياراً لنجاح الانتخابات. وهذا خطأ».
واضاف «عندما تكون نتيجة الانتخابات معروفة سلفاً. فانه يكون هناك حافز قليل للناخبين للخروج والتصويت».
واكد اكثر من ناخب انه جاء للتصويت للسيسي. وقال كمال محمد عزيز وهو مهندس في الثالثة والستين من عمره انه اعطى صوته لوزير الدفاع السابق «لاننا بحاجة الى قبضة حديدية من اجل اعادة الامن وبدون الامن لن يكون هناك خبز».
وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ اشهر عدة. وهو يعد بالنسبة الى غالبية من المصريين الرجل القوي القادر على اعادة الامن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات، ادت الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة.
لكن خصومه يقولون انه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع اطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة ارتكبت خلاله جماعة الاخوان اخطاء اثارت غضب المصريين ضده.
ويقوم الاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق التي اعلنها الجيش مع عزل مرسي في تموز (يوليو) الفائت، والتي يفترض ان تنتهي بانتخابات تشريعية في الخريف المقبل.
ومنذ عزل مرسي، شنت السلطات حملة قمع ضد انصار مرسي اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية، كما تم توقيف 15 الفاً آخرين.
وقالت منظمة العفو الدولية الاثنين ان الانتخابات لا تمحو عشرة اشهر من انتهاكات حقوق الانسان في مصر. واضافت ان «شركاء مصر مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يجب الا يعتبروا الانتخابات ضمانة لاستئناف العلاقات مع مصر كأن شيئاً لم يحدث».
في المقابل قتل نحو 500 من افراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الامن عبر البلاد، بحسب الحكومة.
ومع استمرار تلك الهجمات باتت غالبية المصريين تعول على السيسي لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد التي تعاني من تراجع للسياحة ومن نقص في النقد الاجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الاجنبية.
في المقابل، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ واهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية».
وأكدت حملة صباحي استمراره في السباق الرئاسي على الرغم من مطالبات بانسحابه من الانتخابات.
وقالت الحملة في بيان عبر صفحتها على فايسبوك إنها «تعرضت لحجم واسع من الانتهاكات والتجاوزات»، مضيفة أن وكلاء ومندوبي صباحي «منعوا من أداء دورهم ومن الدخول إلى لجان الانتخابات بواسطة ضباط جيش وشرطة».
وأشارت إلى تعرض بعض مندوبي الحملة «للاعتداء والقبض عليهم… وأحيل بعضهم إلى النيابة العسكرية».
واعلن عدد من النشطاء الشباب الداعين للديموقراطية انهم سيصوتون لصالح صباحي، بينما قررت مجموعات شبابية اخرى مقاطعة الانتخابات وبينها حركة 6 ابريل التي شاركت في اطلاق الدعوة للثورة على مبارك في 2011.
(وكالات)