دولياترئيسي

واشنطن تعطي الاولوية لمحاربة «داعش» وتعزز انتشارها على الارض

دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا للانضمام الى الغربيين في محاربة «العدو المشترك»، تنظيم الدولة الاسلامية، مناشداً في الوقت نفسه موسكو وانقرة وضع حد للتوتر بينهما بسبب اسقاط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية.

وعلى الارض قررت واشنطن تكثيف انتشار قواتها الخاصة في سوريا والعراق.
لكن التوترات بين موسكو التي تقوم بضربات جوية في سوريا دعماً لنظام الرئيس بشار الاسد، وانقرة التي اسقطت طائرة حربية روسية الاسبوع الماضي على الحدود السورية، جاءت لتزيد الوضع تعقيداً لجهة محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية واحتمال التوصل الى حل دبلوماسي للنزاع السوري اعيد اطلاقه في فيينا منذ شهر.
فاسقاط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية الاسبوع الماضي على الحدود السورية اثار ازمة خطيرة في العلاقات بين موسكو وانقرة الشريكين المميزين سابقا فيما لا تظهر في الافق اي اشارة الى التهدئة.
حتى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض لقاء نظيره التركي رجب طيب اردوغان الاثنين في باريس على هامش مؤتمر المناخ، واتهم انقرة بالتغطية على تهريب النفط الذي يقوم به تنظيم الدولة الاسلامية.
الا ان تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي منذ 1952، رفضت هذه الاتهامات كما اكدت انها طلبت مرات عدة من الطيار الروسي مغادرة الاجواء التركية قبل اسقاط الطائرة وكررت مراراً انها لن تعتذر.

تخفيف التوترات
فقد دعا باراك اوباما الذي التقى الثلاثاء في باريس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد ان اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجانبين الى «العمل على تخفيف التوترات».
وصرح اوباما «لقد بحثنا كيف يمكن لروسيا وتركيا ان تعملاً معاً لخفض التوتر وايجاد مخرج دبلوماسي لحل هذه القضية»، موضحاً «كما قلت لاردوغان لدينا جميعاً عدو مشترك هو تنظيم الدولة الاسلامية، اريد ان نحرص على التركيز على هذا التهديد، كما اريد التأكد من ان نبقى مركزين على ضرورة ايجاد شكل حل سياسي في سوريا».
والتوترات بين موسكو وانقرة تعرقل مشروع التحالف الوحيد في سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي حمله الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد اعتداءات باريس الدامية اثناء زيارته الخميس الى موسكو للدفاع عن هذه الفكرة امام بوتين.
لكن اوباما اعتبر من جهته على هامش قمة المناخ «اعتقد انه من الممكن خلال الاشهر المقبلة ان نرى تغيراً في حسابات الروس، واعترافهم بان الوقت حان لانهاء الحرب الاهلية في سوريا».
وراى ان اسقاط تنظيم الدولة الاسلامية لطائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية الشهر الماضي، واسقاط تركيا لمقاتلة روسية الاسبوع الماضي، يغيران حسابات بوتين تدريجيا.
وقال «اعتقد ان السيد بوتين يفهم، نظراً لان افغانستان لا تزال ماثلة في الذاكرة، ان تورطه في نزاع اهلي نتيجته غير محسومة، ليس هو الهدف الذي يرغب في تحقيقه»، في اشارة الى التدخل لروسي في النزاع الافغاني في الثمانينيات الذي استنفد موارد موسكو.
الى ذلك اقر اوباما بالخلافات الكبيرة بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، الا انه قال ان روسيا ستوافق في النهاية على رحيله، مضيفاً «في نهاية المطاف ستدرك روسيا ان التهديد الذي يمثله داعش على روسيا وشعبها هو الاهم، وان عليهم التحالف معنا نحن الذين نقاتل داعش».
واعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن «استعدادها لتعزيز» القوات الخاصة في شمال سوريا كما اعلنت نشر وحدة من القوات الخاصة في العراق.
واعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر انه يتم نشر قوات “خاصة” في العراق للقيام بعمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية من بينها شن مداهمات لمراكز للتنظيم في سوريا.
وصرح كارتر امام لجنة القوات المسلحة انه يتم نشر «قوة استكشافية متخصصة» في العراق لمساعدة القوات العراقية والبشمركة على قتال تنظيم الدولة الاسلامية وذلك «بالتنسيق التام مع الحكومة العراقية».
واضاف ان «قوات العمليات الخاصة الاميركية لديها مجموعة فريدة من القدرات التي تمكنها من القيام بمهام متعددة»، مؤكداً «نحن مستعدون لاستخدام قدرات هذه القوة الفريدة في اي فرصة مناسبة».
واضاف ان هذه القوات الخاصة قادرة كذلك على التدخل في سوريا المجاورة التي اعلنت واشنطن ارسال نحو 50 من قوات العمليات الخاصة الى اراضيها.
وقال كارتر «هذه القوات الخاصة ستتمكن مع الوقت من القيام بالمداهمات، وتحرير الرهائن، وجمع المعلومات الاستخباراتية والقبض على قادة في داعش».

مساعدة تركيا
في هذه الاثناء تواصلت التصريحات الحادة بين تركيا وروسيا الشريكين المميزين في السابق.
واكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو مرة جديدة الثلاثاء رغبته في الحوار مع روسيا. وقال «يجب ان نجلس الى الطاولة وان نبحث ما يجب القيام به بدلاً من توجيه اتهامات عارية عن الصحة»، وذلك في اشارة الى الاتهام الذي وجهه فلاديمير بوتين مساء الاثنين.
فقد اتهم بوتين انقرة بـ «حماية» جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية والتغطية على تهريب النفط الذي يشكل ابرز موارد تمويل التنظيم المتطرف بـ «نقله بكثافة بطريقة صناعية الى تركيا».
وقال الرئيس الروسي «لدينا كل الاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد بان قرار اسقاط طائرتنا اتخذ لحماية الطرق التي ينقل عبرها النفط الى الاراضي التركية، تحديداً الى هذه المرافىء حيث تحمل منها على سفن-صهاريج».
وتعتزم موسكو فرض حظر اعتباراً من الاول من كانون الثاني (يناير)، يقتصر في البداية على الفواكه والخضر التركية، لكن روسيا ستفرض بشكل خاص قيوداً على النشاط السياحي فيما تشكل الشواطىء التركية الوجهة المفضلة للسياح الروس.
ودعا الحلف الاطلسي الى «الهدوء» و«نزع فتيل التوتر» في الوقت الذي تشنجت فيه العلاقات بين الحلف وروسيا بسبب الازمة في اوكرانيا منذ ربيع 2013.
واعلن ينس ستولتنبرغ لدى وصوله الثلاثاء الى اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الاطلسي في بروكسل «سنعمل على تدابير اضافية لضمان امن تركيا» من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية بشكل خاص، واعداً باتخاذ «قرارات جديدة في الاسابيع المقبلة».
واليوم الاربعاء يتوقع ان تدعو الدول الـ 28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي مونتينيغرو للانضمام الى هذا التكتل ما ينبىء بتوتر جديد مع موسكو التي ترى في ذلك تعديا على منطقة نفوذها في البلقان.
وفي بروكسل اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجدداً امام نظيره البولندي فيتولد فاشيكوفسكي الالتزام العسكري «الراسخ» للولايات المتحدة من اجل الدفاع عن الخاصرة الشرقية للحلف الاطلسي بحسب وزارة الخارجية الاميركية.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق