انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية السورية
انطلقت «الاحد» حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من حزيران (يونيو)، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه، وتأتي في خضم النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة اعوام.
وتضم القائمة النهائية للانتخابات التي تعتبرها المعارضة ودول غربية «مهزلة ديموقراطية»، وستجري في مناطق سيطرة النظام، ثلاثة مرشحين هم الاسد وماهر حجار وحسان النوري.
واطلقت حملة الاسد رسمياً ليل السبت – الاحد على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار «سوا». وكتب الشعار بخط اليد باللون الاخضر، على خلفية الوان العلم السوري «الاحمر والابيض والاسود»، مذيلاً باسم بشار الاسد وتوقيعه بخط اليد.
وعرضت صفحة الحملة على فايسبوك شريطاً مصوراً مدته 12 ثانية، يظهر كيفية كتابة هذا الشعار. وبث التلفزيون السوري الرسمي الاعلان صباح الاحد.
وعلى الطريق من الحدود اللبنانية – السورية باتجاه دمشق، رفع شعار حملة الاسد ولافتات مؤيدة له، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس. وكتب في احدى اللافتات «بشارنا لن نرضى غيرك بايعناك كل الولاء من القلب». كما انتشرت عشرات اللوحات المماثلة في احياء عدة من دمشق.
ففي ساحة الروضة (وسط)، رفعت لافتة كبيرة كتب فيها «بشار الاسد خيارنا المطلق»، موقعة باسم الحزب الاشتراكي الوحدوي، احد الاحزاب المنضوية في اطار «الجبهة الوطنية التقدمية» بزعامة حزب البعث.
وفي ساحة السبع بحرات، رفعت لوحة كتب فيها «لن تغمض العيون حتى نبايع طبيب العيون – في اشارة الى الاسد – «نبايعك 2014». وتضم اللوحة صورة للأسد ولوالده الرئيس الراحل حافظ الذي حكم البلاد ثلاثين عاماً، وحسن نصرالله، الامين العام لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية.
لوحات للمنافسين
وفي بعض احياء العاصمة، رفعت لوحات للمرشح حسان النوري، تحمل شعارات حملته ومنها «اعادة الطبقة الوسطى» و«الاقتصاد الحر الذكي» و«محاربة الفساد».
وكانت المحكمة الدستورية العليا اعلنت السبت القائمة النهائية للمرشحين الى الرئاسة، قائلة ان ذلك هو «بمثابة إشعار للمرشحين للبدء بحملتهم الانتخابية» اعتباراً من صباح الاحد.
وحجار عضو في مجلس الشعب، انتخب العام 2012 ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وهي من معارضة الداخل المقبولة من النظام. اما النوري فعضو سابق في المجلس، ووزير دولة سابق لشؤون التنمية الادارية، ويرأس «المبادرة الوطنية للارادة والتغيير»، وهو ايضاً من معارضة الداخل.
ويتوقع ان تبقي الانتخابات الاسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات. ووصل الرئيس السوري الى الحكم باستفتاء في العام 2000 اثر وفاة والده حافظ، واعيد انتخابه باستفتاء في 2007.
وعلى رغم ان الانتخابات ستكون اول انتخابات رئاسية تعددية، الا ان قانونها اغلق الباب عملياً على ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية.
ويشكل رحيل الاسد عن السلطة مطلباً اساسياً للمعارضة والدول الداعمة لها.
وحذرت الامم المتحدة والمعارضة السورية ودول غربية داعمة لها، من ان اجراء الانتخابات «مهزلة»، وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011.
ويأتي بدء الحملة الانتخابية غداة عودة آلاف السوريين لتفقد منازلهم او ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد يوم من استكمال تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الاحياء التي كانوا يسيطرون عليها، والتي فرضت عليها القوات النظامية حصاراً خانقاً لنحو عامين.
ودخلت القوات النظامية هذه الاحياء الجمعة بعد خروج نحو الفي مقاتل منها مع اسلحتهم الفردية، وانتقالهم الى مناطق يسيطر عليها معارضون في الريف الشمالي لحمص. وبذلك، بات النظام يسيطر على كل أحياء المدينة التي كان يعدها الناشطون «عاصمة الثورة»، باستثاء حي الوعر.
دمشق – «الاسبوع العربي»