أبرز الأخبار

اجواء الحرب تخيم على اليمن والمعركة الكبرى آتية: الجيش يحرر شبوة، و«القاعدة» يخترق الحرس الرئاسي

انها اجواء الحرب فعلاً. حيث بدأ الجيش اليمني عملياته العسكرية في محافظات جنوبية كانت مسرحاً لنشاط تنظيم القاعدة. وكان للتنظيم اليد الطولى في تلك المناطق، حيث تواصلت عمليات الخطف والقتل والتفجير، واستهداف العسكريين والامنيين، وجميع الشخصيات التي تخضع لاتهامات التنظيم بانها ساهمت في تصفية «امارتهم» التي اسسوها في غفلة من الزمن، واعتقدوا انها مهيأة لان تسود زمنا طويلاً.

التنظيم الذي تعرض الى عمليات مطاردة بواسطة الطائرات المخصصة للتجسس، والتي بامكانها اطلاق صواريخ محددة، وبنسبة اصابة دقيقة جداً، نظم ردود افعاله باستهداف شخصيات امنية وسياسية وغيرها. ونجح في اقتحام مقرات عسكرية ونفذ عمليات انتحارية ضد بعضها. وكاد ان يتعايش مع الوضع من خلال غارات متبادلة. الا انه فوجىء بمخطط عسكري يستهدف تطهير المواقع التي يحتمي بها عناصر التنظيم. واستخدام جميع الوسائل المتاحة لهذا الغرض.
الفرضية التي انطلقت منها القوات المسلحة مفادها ان سلاح الجو لا يستطيع ان يحسم معركة، وان من يحسم المعركة القوة الارضية، والجيش النظامي. وهذا ما حدث فعلاً حيث نجح الجيش في تحرير بعض المواقع، ومنها، مناطق في محافظة شبوة التي يقال انها اصبحت محررة بالكامل.
وأكد مصدر عسكري يمني مسؤول أن الوحدات العسكرية والأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية والسكان أحكمت السيطرة على مركز مديرية ميفعة في محافظة شبوة وطهّروها من الإرهابيين، الذين لاذ من تبقى منهم بالفرار.

مقتل قيادي
في غضون ذلك أعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية العثور على جثة القيادي في تنظيم القاعدة أبو أيوب الجزائري في وادي ضيقة بمحافظة أبين. وقال إن القيادي في التنظيم الإرهابي النخعي المكنى بـ «نيكاسا» لقي مصرعه على أيدي القوات المسلحة والأمن.
وذكر أن رجال القوات المسلحة والأمن تمكنوا الليلة الماضية من تحقيق مكاسب كبيرة ومهمة على مختلف جبهات القتال. مشيراً إلى أن عدداً من الارهابيين سقطوا بين قتيل وجريح في محافظة شبوة، من بينهم القيادي المعروف بـ «البسباس»، والذي أصيب بجروح بالغة.
ونسب الموقع إلى مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش سيطرت على مواقع جديدة في المحافظة. مؤكداً أن قيادات وعناصر تنظيم القاعدة في مختلف الجبهات أخذت تفرّ بشكل جماعي، بعدما وجدت نفسها عاجزة عن الوقوف أمام زحف الجيش وضرباته الموجعة لها. فيما عرضت عناصر آخرى سياراتها وأمتعتها للبيع وبأسعار زهيدة جداً.
الى ذلك، اكد موقع وزارة الدفاع اليمنية ان الجيش سيطر على مدينة عزان معقل تنظيم القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية، وذلك بعد عشرة ايام على اطلاق الحملة لطرد التنظيم من معاقله في محافظتي ابين وشبوة في الجنوب.
وقالت وكالات انباء، ان مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا من المدينة دون مقاومة بعد اتفاق مع وجهاء المنطقة «تجنباً لاراقة الدماء وتدمير المدينة». ونقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان «وحدات القوات المسلحة والأمن دخلت مدينة عزان بمحافظة شبوة وسط فرحة المواطنين». واكد المصدر المسؤول ان «الامن والاستقرار يعودان تدريجياً الى المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين في جول ريد وميفعة بشبوة ومديرية المحفد بأبين». وعزان، وهي من اكبر مدن محافظة شبوة، كانت تعد المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة.

انسحاب القاعدة
من جهته، اكد مصدر مسؤول من الادارة المحلية في شبوة ان قوات الجيش «تمكنت من دخول عزان صباح الخميس دون اي مقاومة» مشيراً الى ان المقاتلين المتطرفين انسحبوا الى جبال الكور الواقعة ما بين محافظتي شبوة وابين.
وبحسب المصدر المحلي، فان هذا الانسحاب اتى نتيجة اتفاق بين وجهاء قبليين ومحليين وقيادات القاعدة من جهة اخرى «لاخراج المقاتلين دون قتال».
واكد المصدر انه تم التوصل الى هذا الاتفاق «تجنباً لاراقة الدماء ولتجنب تدمير المدينة وعدم تكرار مسلسل ابين في 2012» حين طرد الجيش بالقوة تنظيم القاعدة من معاقله الرئيسية في محافظة ابين ما اسفر عن دمار كبير.
في الاثناء، اعلنت السلطات اليمنية مقتل سعودي وخبير متفجرات داغستاني (روسي) من تنظيم القاعدة كما اكدت القبض على عنصرين فرنسيين من اصل تونسي كانا يحاولان الفرار من خلال احد المطارات.
واكدت وكالة الانباء اليمنية نقلاً عن مصدر عسكري مسؤول مقتل شخص في محافظة شبوة الجنوبية وصفته بانه خبير متفجرات ويدعى تيمور الداغستاني نسبة الى انتمائه لجمهورية داغستان التابعة للاتحاد الروسي، كما اكد موقع وزارة الدفاع مصرع  شخص سعودي، يدعى تركي عبد الرحمن الملقب بـ «ابي وهيب» في المحافظة نفسها.
واكدت وكالة الانباء الرسمية اعتقال فرنسيين اثنين من اصل تونسي، كلاهما يبلغان من العمر 32 سنة وكانا في صفوف تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت بشرق البلاد، وذلك اثناء محاولتهما المغادرة من احد المنافذ الجوية.
ويأتي ذلك فيما تتابع القوات اليمنية حملتها البرية ضد تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وابين الجنوبيتين، اضافة الى محافظة البيضاء جنوب صنعاء.
وكانت السلطات اعلنت مقتل قياديين عدة في القاعدة منذ اطلاق الحملة ضد التنظيم المتطرف في 29 نيسان (ابريل)، بينهم عدد من الاجانب، لا سيما جزائري وباكستاني وشيشاني واوزبكي وكويتي وستة سعوديين من القاعدة في المعارك مع الجيش اليمني.
واعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في وقت سابق ان 70% من عناصر القاعدة في اليمن هم من الاجانب مشيراً الى ان السلطات تحتفظ بجثث «عشرات» العناصر الاجانب والعرب، بينهم هولنديون وفرنسيون والمان وبرازيليون.


هجوم ضد الجيش
في الاثناء، وضمن ما اعتبر ردة فعل على الضغوطات العسكرية، والعمليات التي يقوم بها الجيش ضد معاقله في محافظات الجنوب، شن تنظيم القاعدة، هجوماً انتحارياً ضد الجيش في جنوب شرق اليمن الاحد الفائت ما اسفر عن مقتل 12 جندياً وذلك بعد ان حاول في وقت مبكر مباغتة نقطة تفتيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء ما ادى الى خسارته ثلاثة مقاتلين.
وقتل خمسة جنود واحتجز آخرون الجمعة في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة على حراسة دار الرئاسة في صنعاء، فيما يتابع الجيش عمليته البرية ضد التنظيم المتطرف في الجنوب.
وذكر المصدر ان المسلحين «هاجموا نقطة تابعة لحراسة دار الرئاسة في صنعاء وقتلوا خمسة جنود كما تمكنوا من اسر عدد آخر».
ودار الرئاسة هي المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية وتجري فيها الاستقبالات الرسمية كما تضم مكتب رئيس الجمهورية، الا ان الرئيس يقيم في منزله الخاص وهو لم يكن موجوداً في القصر اثناء الهجوم بحسب المصدر الامني. واكدت مصادر امنية مختلفة وشهود عيان ان الهجوم تحول الى تبادل لاطلاق النار ومواجهات استمرت اكثر من عشرين دقيقة.
ونجا وزير الدفاع اليمني في وقت سابق الجمعة من كمين نصب لموكبه في الجنوب، كما اصيب 11 شرطياً في انفجار عبوة استهدفت حافلة كانت تقلهم في شرق صنعاء.
في الاثناء، شهدت العاصمة اليمنية استنفاراً امنياً لمواجهة اي اعتداءات يمكن ان ينفذها تنظيم القاعدة وذلك غداة استهداف حراسة دار الرئاسة ومحاولة اغتيال وزير الدفاع، فيما يشهد الجنوب هدوءاً حذراً في الاسبوع الثاني من الحملة البرية التي اطلقها الجيش ضد المتطرفين.
من جهته، التقى وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر احمد مع وجهاء مناطق حررها الجيش من عناصر القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية ووعد الاهالي بتقديم المساعدات اللازمة لهم.


حماية العاصمة
واكد بيان لوزارة الداخلية ان قوات الامن، ولحماية صنعاء من اي اعمال ارهابية محتملة، احاطت العاصمة بعدد من الاجراءات والتدابير الاحترازية في مناطق الحزام الامني المحيط بامانة العاصمة وكذا داخل العاصمة نفسها.
وذكر البيان ان القوى الامنية قامت بتكثيف تواجد الخدمات الميدانية وحواجز التفتيش والنقاط الامنية ومضاعفة اعداد الجنود المكلفين بحماية المرافق الحكومية والمنشآت الحيوية مع اعطاء اهتمام خاص لحماية المصالح الاجنبية ومقرات السفارات واماكن سكن الدبلوماسيين.
وشددت الوزارة على انها تعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة لضبط اي عناصر او تحركات مشبوهة حفاظا على امن العاصمة.
وكان خمسة جنود قتلوا واحتجز آخرون في هجوم شنه مسلحون يعتقد انهم من القاعدة على حراسة دار الرئاسة في صنعاء، فيما نجا وزير الدفاع في اليوم نفسه من كمين نصبه مسلحو التنظيم في الجنوب.
إلى ذلك، تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة اليمنية من مباغتة خلية إرهابية تخصصت في القيام بأعمال الاختطافات والإغتيالات التي تستهدف الأجانب العاملين في اليمن، بعدما قامت برصدها وتتبعها وتحديد موقعها ومحاصرة المنزل الذي يختبئ أعضاؤها داخله.
وفور خروج عناصر من تلك الخلية من المنزل حاولت أجهزة الأمن ضبطهم، إلا أن عناصر تلك الخلية قاومت الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى مصرع زعيمها، إضافة إلى آخر يدعى حسن عبدالله عباده.
كما أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية أن الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة تمكنت من ضبط خمسة عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «إن الأجهزة الأمنية وقوات الأمن الخاصة قامت برصد وتتبع تلك العناصر، وألقت القبض عليهم في أماكن متعددة في العاصمة صنعاء، وبحوزتهم أسلحة وذخائر ومعدات تستخدم في العمليات الإرهابية التي ينفذونها في العاصمة».

المعركة الحقيقية
في الاثناء، اعتبر مستشار الرئيس اليمني الدكتور فارس السقاف أن المعركة الحقيقية مع تنظيم القاعدة ستبدأ بعد الحسم العسكري في الميدان، حيث يجب تأمين كل المواقع التي طردوا منها، وشغلها بقوات الجيش والأمن، لتبدأ بعد ذلك معركة الأبعاد الثقافية والإعلامية والاقتصادية والسياسية والدينية بوجه خاص.
ولفت إلى أن العملية العسكرية والأمنية الجارية أعادت الاعتبار إلى الجيش والأمن، ورسخت الثقة في أنهما جيش وأمن للشعب بكامله. وشدد على ضرورة استيعاب الشباب المغرر بهم من قبل «القاعدة»، خصوصاً صغار السن، الذين تقدمهم القاعدة وقوداً لمعاركها الانتحارية.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق