حواررئيسي

فيصل كرامي: إنتبهوا من الفتنة السنية – الشيعية ومن تهجير المسيحيين

رأى وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي أن «الفتنة السنية – الشيعية واقعة لا محال، وهناك محاولات ولكن غير جدية لدرء هذه المخاطر»، محذراً من «دخول لبنان في أتون حرب اهلية». وقال: «مرّت 10 سنوات ونحن نسمع بسيناريو الحرب السنية – الشيعية والهجرة المسيحية، لذلك نحن علينا أن نستيقظ ونجلس الى طاولة واحدة حتى نرى كيف نحيّد بلدنا». ولم يشأ الرد أو التعليق على بيان كتلة المستقبل حول تدخل حزب الله في سوريا بل قال: «للأسف الشديد الكل تدخّل في سوريا، وأنا عضو في حكومة مستقيلة كانت تنادي دائماً بالنأي بالنفس ولكن للأسف لم يُطبّق هذا الشعار، وما يهمّني اليوم ليست الشعارات ولا المواقف التصعيدية بل أن يكون هناك فعلاً حوار حقيقي وجدي بين اللبنانيين، وأن تتألف حكومة وحدة وطنية أو إئتلاف وطني أو حكومة طوارىء بمشاركة حزب الله، لأنك اذا أردت أن تستثني الأطراف التي تدخّلت في سوريا من هذه الحكومة فلن يشارك برأيي أحد». وعما آلت اليه التحقيقات حول تفجيري طرابلس بعد توقيف الشيخ أحمد الغريب قال: «لم يتم التقاط خيوط حقيقية، ولكن بغض النظر ان كان» غريب ولاّ قريب، «أياً يكن من وضع هذه العبوة فالمهم أن نعرف من وراءه ومن الذي خطّط ودفع، ولا يجوز أن تُترك هذه الجريمة التي لم نرَ مثيلاً لها حتى في الحرب الاهلية، من دون عقاب». ورفض «الأمن الذاتي الذي جرّبناه في السابق وأدى بنا الى 17 سنة من الحرب الاهلية». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع الوزير فيصل عمر كرامي.

معالي الوزير بعد انفجاري طرابلس وانفجار الرويس يتساءل الناس: أين الانفجار الرابع لا سمح الله، فما هو تعليقك؟
لا إن شاء الله لا نبشّر بإنفجارات أخرى في لبنان، ولكن حتى الآن لا شيء يبشّر بالخير لأن ما حصل في الرويس كان حدثاً ثالثاً أو رابعاً بعد صواريخ مجهولة الهوية وسيارات مفخخة لم تؤذ أحداً حتى وصلنا الى المتفجرة الكبيرة في الرويس التي أدّت الى قتل العشرات وجرح أكثر من 100 شخص، وكان دائماً يُقال: إن ما حصل في الرويس كان مقصوداً منه الفتنة الطائفية والمذهبية، وحكماً هذا لم يؤد الغرض المطلوب. لذلك كنا دائماً نسمع كلاماً وفيه تخيّلوا لو وضعت سيارة أو عبوة وقتلت في منطقة شيعية ثم وضعت عبوة أخرى وقتلت في منطقة سنية فماذا سيحصل في لبنان؟ سيدخل لبنان في أتون حرب اهلية. وها نحن نشاهد اليوم هذا المشهد من جديد، ولا شيء يبشّر بالخير للأسف الشديد.
هل تعتقد أنه تمّ التوصل الى خيوط معينة في موضوع هذه التفجيرات؟
حتى هذه اللحظة ليست هناك خيوط واضحة سوى كلام لوزير الداخلية بأن الطريقة عينها التي وضعت فيها متفجرة الرويس إعتمدت في طرابلس، يعني هو يستنتج أن الشخص نفسه الذي وضع العبوة هنا وضعها هناك، ولكن شئنا أم أبينا بغض النظر عمن وضع العبوة وهل هو الشخص نفسه أو الجهة أو جهات مختلفة، أنا أقول إن المستفيد واحد وهو اسرائيل، لذلك هذه الامور لن تتوقف قبل أن نحصّن جبهتنا الداخلية وقبل أن نضع اليد باليد وقبل أن نقول كلمة واحدة ونحيّد لبنان عن هذه المخاطر الداهمة وعن أتون حرب اهلية قد ندخل فيها على غرار ما يحصل في المنطقة.

لا جديد في التحقيق
ولكن بحسب معلوماتك ألم يتم التوصل الى شيء جدي بشأن توقيف الشيخ أحمد الغريب والمخبر المسمّى مصطفى على خلفية تفجيري طرابلس؟

معلوماتي وما سمعته في جلسات خاصة وفي الاعلام انه لا يوجد شيء جدي في موضوع التحقيقات الى الآن، ولم يتم التقاط خيوط حقيقية، ولكن بغض النظر إن كان «غريب ولاّ قريب» أياً يكن من وضع هذه العبوة إذا كُشفت هويته فالمهم أن نعرف من وراءه ومن الذي خطّط ودفع، وما الهدف من هذا الامر ومحاربته ومحاسبته. ولكن لا يجوز أن تُترك هذه الجريمة التي لم نرَ مثيلاً لها حتى خلال الحرب الاهلية، من دون عقاب.
كيف تنظر الى حالة الرعب التي يعيشها المواطنون من خطر السيارات المفخخة؟
فعلاً الناس تعيش حالة من الهيستيريا وكلما يرون سيارة غريبة يتصلون بالأجهزة الامنية. وقد قال وزير الداخلية وليس أنا أنه لا تزال هناك سيارات مفخخة، ومواجهة هذا الخطر لا تتم بالدعاء والتمنيات بل تستلزم إجراءات جدية والاستعانة بخبرات دولية وهذا ما طرحته في الاجتماع مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء والنواب، فنحن ليست لدينا الإمكانات ولا نملك الخبرة لمواجهة حرب كهذه وأحداث كهذه، فالصراع الحاصل اليوم في لبنان لا يشبه الصراع الكلاسيكي، لا السياسي ولا الامني.
لقد إعتبرت كتلة المستقبل بعد اجتماعها في طرابلس أن أبواب لبنان شُرّعت امام الفتنة والشر يوم خرج حزب الله من لبنان لينخرط في الصراع المسلّح الى جانب النظام السوري فما هو ردّك أو تعليقك؟
لا ردّ لي ولا تعليق، أنا بالنسبة اليّ للأسف الشديد الكل تدخّل في سوريا، وأنا عضو في حكومة مستقيلة صحيح، وإنما كانت تنادي دائماً بالنأي بالنفس ولكن للأسف لم يُطبّق هذا الشعار، وما يهمّني اليوم ليست الشعارات ولا المواقف التصعيدية وليست المواقف التي تأخذنا الى المزيد من التشنج، ما يهمّني اليوم أن يكون هناك فعلاً حوار حقيقي وجدي بين اللبنانيين وأن نعود الى طاولة الحوار، ويهمّني أن تتألف حكومة وحدة وطنية أو إئتلاف وطني أو حكومة طوارىء…

حكومة جامعة
يعني هل تريدها حكومة جامعة وبمشاركة حزب الله؟

طبعاً، لأنك إذا أردت أن تستثني الاطراف التي تدخّلت في سوريا من هذه الحكومة فلن يشارك برأيي أحد. كل العالم تدخل في سوريا.
هل تضم صوتك الى من يدعو حزب الله الى العودة من سوريا؟
أنا مع لبنان وتحييد لبنان وتحصينه ولست مع التدخل لا في سوريا ولا في غير سوريا.
كيف قرأت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى طرابلس وبعدها الى الضاحية الجنوبية؟
ليست المرة الاولى التي يزور فيها البطريرك الراعي طرابلس، فهو زارها السنة الماضية في ظروف كانت تعاني فيها طرابلس جداً من معارك متتالية، وكان لزيارته الأثر الايجابي جداً في نفوس الطرابلسيين، وخصوصاً أن المدينة معروفة بوحدتها وعيشها المشترك وبحبّها لكل الطوائف والمذاهب، وهي مدينة الحقيقة متنوعة، ودائماً كنا حريصين على الحفاظ على هذا التنوع. وعندما تُصاب طرابلس بهكذا ألم وترى شخصاً بحجم ومستوى البطريرك الراعي يواسيها، طبعاً طرابلس تقدّر هذا الشيء وتثمّنه وتشدّ على يده، وإن شاء الله لا نبادلهم هذا العزاء إلا بالأفراح.
الى أي مدى ترى الخطر على المسيحيين في لبنان والمنطقة في حال لا سمح الله وقعت فتنة سنية – شيعية؟
أولاً الفتنة السنية – الشيعية واقعة لا محال، وهناك محاولات ولكن غير جدية لدرء هذه المخاطر. إنما نجح اللوبي الصهيوني بزرع هذه الفتنة السنية – الشيعية واشتعلت المنطقة كلها، ومضى علينا 10 سنوات ونحن نسمع بسيناريو الحرب السنية – الشيعية وهجرة مسيحية، لذلك نحن علينا أن نستيقظ ونجلس الى طاولة واحدة حتى نرى كيف نحيّد بلدنا ومنطقتنا عما يحدث، ونحن نرى ما يحدث في العراق وليبيا وسوريا ومصر وكل الدول العربية، هناك فتنة بين الطوائف واستهداف لتهجير المسيحيين.

رفض الأمن الذاتي
ماذا عن عودة الأمن الذاتي الى بعض المناطق وهل سيبرز أمن ذاتي في عاصمة الشمال؟

لا، طرابلس بقدّها وقديدها بشيبها وشيوخها وشبابها رفضت موضوع الأمن الذاتي وهذه الفكرة، ونحن في طرابلس لا خيار لنا إلا الدولة فقط، والجيش اللبناني هو الحامي لهذا البلد ولهذه المدينة، ونأمل أن يستفيق الجميع ويدركوا أن لا خيار لنا سوى الدولة اللبنانية. والأمن الذاتي جرّبناه في السابق وأدى بنا الى 17 سنة من الحرب الاهلية. فجميعنا نعرف أين يبدأ الأمن الذاتي ولكن لا نعرف أين ينتهي، لذلك لا بدّ من الوعي والحكمة والحذر الشديد في هذه الظروف التي هي فعلاً استثنائية تمر بها المنطقة ولبنان.
في الموضوع السوري هل تعتقد أننا امام احتمال سيناريو توجيه ضربة عسكرية على غرار ما حصل في كوسوفو على خلفية استخدام السلاح الكيماوي؟
يعني لا شيء مستبعداً، الصراع في سوريا هو صراع دول على سوريا وصراع نفوذ. وللأسف الشديد الشعب السوري وسوريا كلها بموالاتها ومعارضتها تدفع ثمن هذا الصراع. لذلك أنا لا أتوقّع نهاية سريعة لهذا الصراع لأنه واضح أن هناك تعادلاً في القوى بين الاطراف، وكلما ربح طرف على آخر يدعمون الطرف الضعيف حتى يعود ويقوى عوده كي تستمر هذه المطحنة وهذا الدمار الكامل لإقتصاد ومستقبل الشعب السوري. وإذا كانت هناك ضربة من الغرب لا أعرف ما ستكون ردّات الفعل والله يسلّم سوريا ويحميها ويسلّم لبنان ويحميه من تداعيات أي ضربة.  
قبل الختام ما هي كلمتك الى اللبنانيين وكيف يمكن التعالي على الجرح كما تعالى دولة الرئيس عمر كرامي على جرحه يوم تعرضت لإطلاق نار؟
أدعو وأقول دائماً إنتبهوا من الفتنة السنية – الشيعية، إنتبهوا من تهجير المسيحيين. هذا هو الهدف وليتوقف البعض عن التحريض الطائفي والمذهبي، ما يصيب طرابلس يصيب كل لبنان وما يصيب الرويس يصيب كل لبنان والشهداء هم شهداء كل الوطن. وأقول إن الوعي والحكمة أمران مطلوبان، وأقول إنه علينا أن نتنازل قليلاً. ظهر الرئيس عمر كرامي كرجل دولة يوم تمّ الاعتداء عليّ وقال إن الحادث صار وراءنا وهذه غلطة رغم أن الاسماء والوجوه معروفة. رجل الدولة عليه أن يتصرف كرجل دولة وأن يحمي البلد، ونحن عندما يتعرّض أحد منا نعرّض أنفسنا ونحمي البلد ولا نعرّض البلد لنحمي أنفسنا ومراكزنا ومناصبنا، فماذا تفيدنا مناصبنا من دون لبنان؟.

حاوره: سعد الياس   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق