دولياترئيسي

بايدن: الهجوم الروسي على أوكرانيا «لا يزال ممكناً جداً» والعقوبات الغربية «جاهزة»

الاتحاد الأوروبي وفرنسا يحذران روسيا من الاعتراف بمناطق انفصالية في اوكرانيا

في خضم حشد روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء على أن هجوماً روسياً على أوكرانيا «لا يزال ممكناً جداً» رغم أنه دعا إلى «إعطاء الدبلوماسية كل فرص النجاح» لحل الأزمة. كما حذر بايدن من أن العقوبات الغربية على موسكو «جاهزة» في حال أقدمت على غزو كييف.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء إن هجوماً روسياً على أوكرانيا «لا يزال ممكناً جداً»، لكنه دعا إلى «إعطاء الدبلوماسية كل فرص النجاح» لحل الأزمة.
وأضاف بايدن أن بداية انسحاب للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية كما أعلنت موسكو «سيكون أمراً إيجابياً»، لكنه تدارك «إننا لم نتحقق حتى الآن» من تنفيذ ذلك، مؤكداً أن هذه القوات التي يقدر عديدها «بأكثر من 150 ألف» جندي لا تزال «في وضع يشكل تهديداً».
كما حذر بايدن من أن العقوبات الغربية على روسيا «جاهزة» إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.
وأوضح أن هذه العقوبات «الشديدة» ستشكل خصوصاً «ضغطاً على مؤسساتهم المالية الأكبر والأكثر أهمية وعلى صناعات رئيسية»، مكرراً أنه لن يتم أبداً تشغيل خط نورد ستريم 2 لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا في حال وقع هجوم روسي.
وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي مستعدون لكل ما سيحدث وأن روسيا ستدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً إذا أقدمت على غزو أوكرانيا.

الاتحاد الأوروبي يحذر

في السياق ندد الاتحاد الأوروبي بدعوة مجلس الدوما الروسي الرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا. ويعتبر الاعتراف بتلك المنطقتين بمثابة نهاية عملية السلام في شرق أوكرانيا واتفاقات مينسك الموقعة بفضل وساطة فرنسية وألمانية والتي تنص على عودة هذه المناطق على المدى البعيد إلى سيادة كييف.
في خطوة وصفها بأنها ستمثل انتهاكاً لاتفاقات مينسك التي وقعتها موسكو، ندد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بدعوة النواب الروس في مجلس الدوما الرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.
ونشر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تغريدة على تويتر قال فيها إن «الاتحاد الأوروبي يدين بشدة قرار الدوما تقديم مناشدة للرئيس بوتين للاعتراف بإقليمي دونيتسك ولوغانسك التابعين لأوكرانيا والخارجين عن سيطرة الحكومة بوصفهما كيانين مستقلين».
وأكد بوريل أن دعم الاتحاد الأوروبي والتزامه من أجل «استقلال وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دولياً، لا يتزعزع».
ودعا روسيا إلى «احترام تعهداتها والإلتزام بحسن نية» في المحادثات مع أوكرانيا وألمانيا وفرنسا حول عملية السلام في شرق أوكرانيا ضمن صيغة «النورماندي».

توتر متصاعد

سيشكل الاعتراف بتلك المنطقتين نهاية عملية السلام في شرق أوكرانيا واتفاقات مينسك الموقعة بفضل وساطة فرنسية وألمانية والتي تنص على عودة هذه المناطق على المدى البعيد إلى سيادة كييف.
وتتهم موسكو منذ أشهر أوكرانيا بتقويض الاتفاقات فيما عملية السلام متوقفة منذ نهاية العام 2019.
وتعتبر روسيا الراعي الرئيسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقد اندلع النزاع إثر ضم موسكو لشبه جزيرة القرم بعد وصول موالين للغرب إلى السلطة في كييف مطلع 2014.

فرنسا: عدوان غير مسلح

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في تصريحات أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) مساء الثلاثاء أن اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في أوكرانيا، الذي دعا إليه النواب الروس، سيكون «شكلاً من عدوان غير مسلح وتفكيكاً غير مسلح لوحدة أراضي أوكرانيا. سيكون ذلك مساساً بسيادة أوكرانيا». وقال الإليزيه الثلاثاء إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من نظيره الروسي عدم الاعتراف باستقلال هاتين المنطقتين.
ووجه النواب الروس الثلاثاء دعوة إلى الرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المدعومة من موسكو والتي تشهد مواجهة مع الجيش الأوكراني في شرق هذا البلد منذ ثماني سنوات.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا يوجد حالياً «قرار رسمي» بهذا الشأن، لكن طلب النواب «يعكس رأي السكان الروس».
وقال الإليزيه الثلاثاء إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من نظيره الروسي عدم الاعتراف باستقلال جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن «الرئيس الروسي قال إنها مبادرة برلمانية لم يوافق عليها (…) سنطلب منه عدم المضي قدماً في طلب مجلس الدوما».
وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي أنه تم إغلاق المدارس الفرنسية في كييف حتى تتمكن أسر الدبلوماسيين الفرنسيين الراغبة في مغادرة أوكرانيا من القيام بذلك في ظل التوترات المتزايدة على الحدود مع روسيا.
ومن جهة أخرى، قال جان إيف لودريان «لم نعتبر أن الوضع الحالي يقتضي تغيير موقع سفارتنا» فيما اتخذت الولايات المتحدة هذا الخيار ونقلت سفارتها إلى لفيف، في غرب أوكرانيا.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق