رئيسي

أميركا تبحث الخيارات لاجلاء اليزيديين من جبل سنجار

قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تدرس الخيارات المتاحة لإجلاء آلاف من اليزيديين العراقيين الذين يحاصرهم مقاتلو الدولة الإسلامية في أحد الجبال في شمال العراق بعد أن أسقطت المساعدات الإنسانية لهم على مدار أربعة أيام.

وأدت ظروف العيش القاسية في جبل سنجار في ذروة فصل الصيف القائظ إلى وفاة العديد من أفراد الأقلية اليزيدية الذين يهددهم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من إيصال المساعدات الانسانية العاجلة الضرورية لهم عبر إنزالات جوية.
وتسلط الاقتراحات المطروحة لمهمة انقاذ اليزيديين المحفوفة بالمخاطر الضوء على حدود ما يمكن تحقيقه عن طريق الانزالات الجوية التي أمر بتنفيذها الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأسبوع الماضي.
وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس لرويترز «ننظر في خيارات لنقل المدنيين الباقين من الجبل».
وأضاف «تساعدنا القوات الكردية ونحن نناقش مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين كيفية نقلهم إلى موقع آمن».
وقالت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق إنها تعد لممر انساني يسمح لليزيديين بالفرار إلى مكان آمن.
واليزيديون هم أتباع ديانة قديمة منبثقة عن الزرادشتية. ويعتبرهم مقاتلو الدولة الإسلامية من «عبدة الشيطان» ويخيرونهم بين اعتناق الإسلام أو الموت.
وقال شهود يزيديون ومسؤلون في الأمم المتحدة إن أكثر من 30 الف يزيدي – معظمهم من منطقة جبل سنجار- عبروا إلى منطقة في شمال العراق تسيطر عليها القوات الكردية بعد رحلة استمرت أسبوعاً عبر سوريا بعد أن غادروا المنطقة الجبلية التي تحولت إلى مقابر للكثير منهم.
غير أن أي مهمة اجلاء اليزيديين الباقين من الجبل ستكون محفوفة بالمخاطر على الارجح وستشكل اختباراً لتعهدات أوباما بالحد من التورط الأميركي في موجة الفوضى الأخيرة في العراق.
وقال كين بولاك وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وخبير في البيت الأبيض في المنطقة ويعمل حالياً في معهد بروكنغز «ستكون عملية كبيرة جداً. لا يمكنهم البقاء في الجبل عليهم أن يغادروا».
وقالت القيادة المركزية في الجيش الأميركي في بيان إن أربع طائرات شحن أميركية ألقت ليل الأحد حمولة من المواد الغذائية والماء هي عبارة عن 74 الف وجبة واكثر من 15 الف عبوة من مياه الشرب لإغاثة المجموعة المحاصرة.

ممر آمن؟
واستولى مقاتلو الدولة الاسلامية على أجزاء واسعة من شمال العراق منذ حزيران (يونيو) الماضي بعد أن تخطوا حدود عملياتهم في سوريا.
وقال رودس إن الإنزالات الجوية كانت ناجحة مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية هاجمت أيضاً مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يحاصرون جبل سنجار.
غير أن معاناة اليزيديين التي دفعت أوباما لاتخاذ قرار التدخل عسكريا في العراق في الأسبوع الماضي لا تزال مريرة .
وقالت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة إلى العراق إليانا نبعة «لا يزالون بحاجة ماسة إلى كل شيء. الغذاء والماء والمواد غير الغذائية ومواد النظافة».
وقال بولاك إن هناك خيارين فقط لتأمين الممر الآمن لخروج اليزيديين من الجبل.
وأضاف أن أول هذه الخيارات هو أن يقنع ممثلو الأمم المتحدة مقاتلي الدولة الإسلامية بأن يدعوا اليزيديين يمرون بسلام أو يواجهون الضربات الجوية الأميركية، والثاني هو تأمين ممر تحميه القوات الكردية (البشمركة) أو جنود الجيش العراقي وتؤمن له القوات الجوية الأميركية الغطاء.
ولاقامة ممر انساني يجب على الأمم المتحدة وأي دولة مشاركة معها أن تتغلب على التفوق العسكري للدولة الإسلامية على القوات الكردية.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته «يجب أن يوفر العراقيون الأمن وخصوصا الأكراد مع غطاء جوي أميركي وربما بريطاني وفرنسي».
وأكد أوباما أنه لن يرسل الجنود الأميركيين من جديد إلى العراق وأشار إلى ان التدخل العسكري الأميركي سيكون محدوداً لحماية اليزيديين ومدينة أربيل الكردية حيث يتواجد الكثير من الخبراء الأميركيين.
وفي الوقت الحالي يبدو أن اليزيديين يفضلون مواجهة الظروف في جبل سنجار على أن يجربوا خياراتهم مع الدولة الإسلامية.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني يوم الاحد إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا 500 من الأقلية اليزيدية خلال هجومهم على منطقة جبل سنجار ودفنوا بعض الضحايا أحياء وأسروا عددا من النساء.
وقال فريد هوف من مركز مجلس الأطلسي للدراسات وهو مسؤول رفيع سابق في وزارة الخارجية الأميركية إن الضربات الجوية الأميركية يمكن أن تساعد عبر تمكين البشمركة -الذين أنزل بهم مقاتلو الدولة الإسلامية الهزائم مؤخراً- من أن يستعيدوا تفوقهم على التنظيم.
وأضاف «إن العنصر الأساسي في إنقاذ مئات الآلاف من اليزيديين هو البشمركة مع دعم جوي من طيران البحرية الأميركية والقوات الجوية لتطهير منطقة سنجار من مقاتلي الدولة الإسلامية وجعل إنقاذ وإعادة توطين هذه الجماعة المذعورة أمر ممكن والسماح للشاحنات المحملة بمواد الإغاثة الإنسانية بالوصول إليهم».

رويترز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق