سياسة لبنانيةلبنانيات

المجلس النيابي في اجازة وحوار الحزب والتيار يتقدم وممثلو الدول امام الخرق الاسرائىلي للحدود

الحديث عن رئاسة الجمهورية يدخل رويداً رويداً عالم النسيان. فالمجلس النيابي في اجازة، بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان ليرسم له خريطة التحرك، لانه على ما يبدو قاصر عن القيام بمسؤولياته. والثنائي على موقفه لا بل يزداد تشبثاً بسليمان فرنجية مرشحه الاوحد للرئاسة. اما المعارضة فتتحدث عن قرب اعلان موقف موحد، ولكن حتى الساعة لا شيء بارزاً في هذا المجال. التحرك الوحيد القائم حالياً هو الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني الحر. والملفت فيه ما اعلنه رئيس التيار النائب جبران باسيل من انه مستعد لتسهيل اسم الرئيس مقابل اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني وشروط اخرى قدمها للحزب وهو ينتظر اجوبة عليها. ووصف الحوار بانه يتقدم.
تقول المعارضة ان اللامركزية منصوص عليها في الدستور، ولم تبصر النور منذ ثلاث وثلاثين سنة، فما هي المؤشرات على احتمال تنفيذها اليوم؟ وهل هي بيد طرف واحد يمنحها لطالبها ساعة يشاء؟ ثم ان الصندوق الائتماني من المبكر جداً الحديث عنه. فهناك مراحل كثيرة يجب ان يقطعها ملف النفط حتى الوصول الى الصندوق. فلا التنقيب عن النفط والغاز بدأ. وليس مؤكداً بعد، وجود كمية تجارية، وحتى في حال وجودها فهي تحتاج الى ما بين خمس الى سبع سنوات لاستخراجها. من هنا الحديث عن الصندوق استعجال في غير محله. فهل هناك مؤشرات ايجابية يمكن البناء عليها ازاء هذا التفاؤل؟ الجواب صعب ويجب انتظار نهاية الحوار بين الحزب والتيار ليبنى على الشيء مقتضاه. وتسأل المعارضة كيف ان الثنائي مصر على ترشيح فرنجية ولا يقبل بالتنازل عنه، ثم يعلن ان كوة فتحت في جدار ازمة الرئاسة، من خلال هذا الحوار؟ فهل هذا يعني ان التيار تراجع عن موقفه، واصبح يؤيد فرنجية للرئاسة؟ ان كل ما يتردد في هذا المجال هو مجرد تكهنات، الى ان تظهر المواقف النهائية المتعلقة بهذا الموضوع.
على صعيد اخر وبمناسبة قرب اجتماع مجلس الامن الدولي في اخر الشهر الجاري للتمديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، نظم الجيش اللبناني جولة لممثلي سفارات الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، على الحدود اللبنانية، شارك فيها السفير الصيني وملحقون عسكريون وقائمون بالاعمال في سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها من الدول. وقد بدأت الجولة من رأس الناقورة، وكان الهدف منها اطلاع ممثلي الدول على الخروقات التي ترتكبها اسرائيل. ودعوتهم لمساعدة لبنان في ازالة هذه الخروقات مؤكداً ان الحدود ليست بحاجة الى اعادة ترسيم، فهي مرسمة منذ العام 1920 واعيد التأكيد عليها في العام 1949، والخط الارزق هو خط الانسحاب وليس خط الحدود. وفيما كان الدبلوماسيون يستمعون الى شروحات ممثلي الجيش اللبناني اخترق زورقان اسرائيليان الحدود البحرية ذهاباً واياباً وعلى مرأى من جميع الحاضرين. فهل يمكن بعد كل ما شاهدوه الا يدعموا موقف لبنان المحق؟
تبقى قضية النازحين السوريين التي ترخي بثقلها على الوضع اللبناني. وكانت مدار بحث في الاجتماع التشاوري الذي عقد امس في الديمان مقر البطريركية المارونية الصيفي وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وخمسة عشر وزيراً الى جانب البطريرك الراعي، وقاطعه وزراء التيار الوطني الحر. ولهذه الغاية اجتمع امس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بوفد من المنظمة الدولية للاجئين واعلن في نهاية الاجتماع انه تم الاتفاق على تسليم لبنان الداتا المتعلقة بالنازحين اذ لا يجوز ان يعيش على الارض اللبنانية اشخاص، دون معلومات كافية عنهم للسلطات اللبنانية. فعسى ان تتضافر كل الجهود الداخلية والدولية، وبالاتفاق مع الحكومة السورية لاعادة النازحين الى بلدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق