صحة

الضعف الجنسي… حين تستغيث أجساد الرجال!

64 في المئة من الأشخاص الذين يعانون ضعف الإنتصاب
مصابون بمرض أو إثنين وغالبا بأكثر بكثير!


كان يا مكان في قديم الزمان رجل يعيش في جزر المالديف، حيث الزنجبيل يتمدد في السهول، ويوم يشرب منه يطوف على نسائه الأربع… «الخبرية» أضحكت أكثر من مئتي طبيب مسالك بولية التقوا، بدعوة من «باير»، في محاضرة على هامش المؤتمر الثامن للجمعية اللبنانية لجراحة المسالك البولية تناولت «ضعف الإنتصاب» وأهمية تناول الأقراص العلاجية.
رجالٌ؟ نساءٌ حتى؟ الموضوع يعنيكم بالتأكيد…

الوضع الأمني سيئ. الوضع السياسي أسوأ. واللون الأسود الحالك يكاد يُعمي البصر والبصيرة. ماذا عن القطاع الصحي؟
سؤال يُطرح في كواليس الأطباء يومياً والردود عليه تأتي متكررة متشابهة: القلق العارم يؤذي والمرض الظاهر تتسبب به أمراض كامنة في النفس والجسد. لكن هل نعترف دائماً بأمراضنا الظاهرة؟ سؤال آخر يلح خصوصاً إذا كانت الأعراض من نوع: العجز الجنسي… فماذا في حيثيات هذا العجز؟ وهل يجوز أن ننصح الرجال بتناول الزنجبيل في مواجهة حالة تتمدد في عصرنا عنوانها: الأثر النفسي على كل الجسد؟

من يُصيب الضعف الجنسي؟

الرجال قد يغضون الطرف ويقلبون الصفحة والشفاه… فالموضوع، أو لنقل الغوص في الموضوع علناً، لا يستهويهم طبعاً! وهذا ما أشار اليه رئيس معهد جراحة المسالك البولية وطب الذكورة في هامبورغ نورديرشتات البروفسور أكثم ياسين في مقابلة حصرية مع مجلة «الأسبوع العربي» تلت المحاضرة العلمية التي جمعت أطباء المسالك البولية في لبنان، متطرقة الى أبعاد استخدام الرجال المسنين، فوق الخامسة والستين، أقراص ضعف الإنتصاب… فماذا في التفاصيل؟
أثبتت الدراسات، بحسب البروفسور ياسين، أن ثمة قرصاً بطعم النعناع يُشبه حبة «الفولتارين» في الصيدليات (لن نقول اسمه) فعال في حالات الضعف الجنسي حتى للأشخاص الذين يعانون من نسب كوليستيرول عالية مترافقة مع ارتفاع في ضغط الدم أو السكري.
ممتاز… ثمة أدوية إذاً لها أكثر من ارتداد إيجابي على الصحة العامة وأداء الوظائف الفيزيولوجية في الجسم… والسؤال: من يُصيب الضعف الجنسي؟ يجيب ياسين: إنه يصيب نحو 16 في المئة من الرجال في العالم بين سن العشرين والخامسة والسبعين والخطير في الموضوع هو أن 64 في المئة من الأشخاص الذين يعانون ضعف الإنتصاب مصابون بمرض أو إثنين وغالباً بأكثر بكثير!
ماذا يعني هذا؟
يشرح البروفسور في طب الذكورة: الضعف الجنسي هو عادة الشباك الذي نعبر منه من أجل فتح أبواب مرضية كثيرة، بمعنى أننا قد ندخل منه الى المطبخ مثلاً فنجد السكري ثم نعبر الى الصالة الرئيسية فنكتشف وجود شحوم في الدم ثم ننتقل الى غرفة النوم فنجد التوتر النفسي وندخل الى غرفة الجلوس فنجد السمنة… الضعف الجنسي إذاً يكون قد فتح لنا كل هذه الأبواب التي قد يزيد عددها غالباً عن 15 باباً ومرضاً ومشكلة. الضعف الجنسي لا يأتي وحده «من الباب الى الطاقة» بل يتأتى عن جملة عناصر معاناة كامنة في الجسم وبالتالي قد تشكل هذه المشكلة عنصراً إيجابياً، أو لنقل فرصة تدفع المريض للتوجه الى عيادة الطبيب وسؤاله: وماذا بي؟ لماذا أواجه هذه المشكلة؟ وما هو العلاج؟ وأكثر ما يلفت البروفسور هو أن الزوجة، زوجة المريض، هي التي تدفعه عادة في هذا الإتجاه وهذا طبعا خير.

اي دواء؟
خير! سؤال الطبيب عن أي اضطراب يعاني منه الإنسان دائماً خير. لكن هل يفترض بكل مريض يعاني الضعف الجنسي اللجوء الى الدواء؟ وكيف يختار عادة بين الأدوية؟
لا يبالي البروفسور كثيراً باسم الدواء المعطى بقدر ما يهمه حجم إستفادة المريض من الدواء الذي يأخذه وهو، بأسلوبه الممازح، يشرح: قديما كانت الحبة الزرقاء تفضح الرجال أما اليوم فقد أصبح هناك حبة عادية تذوب على اللسان، بلا مياه، وهي لا تنتج ارتدادات سلبية كما تفعل بعض الأدوية التي تدخل ضمن خانة المكملات الغذائية والتي قد تتسبب بخفقان في القلب وبدوار وبمشاكل صحية مختلفة، وبالتالي يفترض سؤال الطبيب وهو ينصح بالدواء المناسب.

 

حياة الكسل التي يعيشها غالبية الرجال
ساهمت في ارتفاع معدل أمراض الذكورة

 

هل يستشعر البروفسور أن مشاكل الذكورة تزيد وحالات الضعف الجنسي في عصرنا تكثر؟
يستند الدكتور ياسين الى البيئة الديموغرافية في إجابته قائلا: الناس في عصرنا باتوا يعيشون أكثر ولنأخذ مثلاً ألمانيا التي زاد فيها معدل حياة الرجال بين الامس واليوم، أو لنقل ما قبل الحرب العالمية وعصرنا، نحو 21 سنة وباتوا يعيشون حتى سن الثمانين، وهذه الزيادة أدت الى ظهور مشاكل وأمراض جديدة ولهذا نحن ننصح الرجال وبإلحاح ألا يقصدوا الطبيب أول مرة في حياتهم في سيارة إسعاف بل مشيا على أقدامهم، ننصحهم بالتالي بزيارة الطبيب دورياً، إسوة بما تفعل غالبية النساء اللواتي يعشن خمس سنوات أكثر من الرجال كمعدل وسطي، وهنّ يستحقن أن يعشن لأنهن يعملن على ذلك وعلى الرجال أن يتعلموا منهن. ثمة أمر آخر أدى الى ارتفاع معدل أمراض الذكورة وهو حياة الكسل التي يعيشها غالبية الرجال، مستخدمين كل أساليب الراحة في تنقلاتهم ومستمتعين بالأكل الجاهز بدل الأكل الصحي.

ذنوب كارثية

الحياة تغيرت والأمراض بالتالي زادت. وأصبح هناك، ودائماً بحسب الدكتور ياسين، جلطات قلب في سن مبكرة جدا ويضيف: «بعض الذنوب البسيطة في الحياة قد تضفي نكهة مثل شرب النرجيلة ومغازلة إمرأة وتناول طبقاً دسماً لكن إذا زادت هذه الذنوب تصبح كارثية».
شارك الطبيب السوري – الألماني أكثم ياسين في إعداد دراسة على 262 مريضاً يعانون نقصاً في هورمون التيستستيرون فتبين أن خمسة من بينهم يعانون من مشاكل حقيقية في القلب وهم يجهلون وجرى اكتشاف أكثر من 12 حالة سكري ودهون في الدم غير معلومة… وهذا طبعاً ما يجعل البروفسور يقول ويكرر: الضعف الجنسي قد يشكل فرصة لاكتشاف الأمراض الكامنة في الوقت المناسب ما يُخفض من حصول الجلطات الدماغية وتصلب الشرايين والذبحات القلبية.

رجال المانيا اقل اصابة

سؤال آخر يطرح نفسه: هل الرجال في ألمانيا مثلاً أقل إصابة بالضعف الجنسي من عالمنا العربي؟
تتخيلون ما هي إجابة الطبيب ياسين الحاسمة؟ أكيد. لماذا؟ لأن نوعية حياة الرجال هناك مختلفة تماماً. فهم يعيشون حياة صحية ويأكلون طعاماً صحياً ولا أحد في ألمانيا، بحسب ياسين، يأكل خروفاً محشياً بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً. وهناك، لمعلوماتكم، يتناولون يوميا قدح نبيذ وكلنا يعلم أهمية مادة «البوليفينول» في النبيذ في تخفيف الجلطات وأورام البروستات.
ويستطرد قائلاً: نسبة السكري في ألمانيا لا تتعدى 12 في المئة بينما هي تتجاوز في الإمارات العربية المتحدة نسبة 33 في المئة. وارتفاع ضغط الدم في الإمارات أيضاً وفي المملكة السعودية يتجاوز، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، نسبة 28 في المئة. لكن، ما يجعلنا ننظر بإيجابية نحو المستقبل، أن دول الخليج كلها تدفع حاليا في الإتجاه الصحي الصحيح بدليل أن متوسط حياة النساء في قطر ارتفع الى ثمانين عاما ومتوسط حياة الرجال أصبح 77 عاماً وهذا يدل الى وعي مستجد.
تعانون من ضعف جنسي؟
هذه فرصة لكم كي تشرعوا الباب الرئيسي على صحتكم وتعبروا منه الى كل قنوات الجسم. لكن، إذا كان الضعف طبيعياً فثمة أدوية موجودة بأعراض جد قليلة لا تزيد عن إحمرار في الوجه واحتقان في الأنف ودمع في العين وألم بسيط في الرأس سرعان ما يزول. رجالٌ أنتم؟ افتحوا الباب والقلب فلكل مشكلة حل ولكل عارض دواء.

نوال نصر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق