رئيسيسياسة عربية

معركة مأرب تُصّعب جهود أميركا للدفع من أجل هدنة في اليمن

قال مصدران مطلعان ودبلوماسي إن المعركة من أجل السيطرة على منطقة مأرب الغنية بالغاز في اليمن تؤدي إلى تعقيد الجهود الأميركية من أجل التوصل إلى هدنة ضرورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات وضمان تحقيق الرئيس جو بايدن مكسباً في السياسة الخارجية.
واقترحت مبادرة سلام للأمم المتحدة والولايات المتحدة، قدمتها السعودية في آذار (مارس)، وقف إطلاق النار في أنحاء اليمن وإعادة فتح المطارات والموانئ البحرية من أجل تعزيز الجهود لإنهاء صراع مدمر.
غير أن المبادرة توقفت منذ أن قدم الحوثيون، المتحالفون مع إيران، سلسلة مقترحات مضادة بينها هدنة على مراحل قد تتيح لهم الوقت الكافي للاستيلاء على مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال.
وفي تطور قد يصيب مبادرة السلام بالشلل، اشتد القتال في الأيام الأخيرة مع مضي الحوثيين قدماً في هجومهم للسيطرة على مأرب.
وقال دبلوماسي كبير مقيم في المنطقة «لو تم تخيير الحوثيين بين وقف إطلاق النار والاستيلاء على مأرب فسيختارون على الأرجح الاستيلاء على مأرب».
وأضاف الدبلوماسي أنه لا يمكن إنقاذ مبادرة السلام إلا من خلال «حالة جمود ضارة للطرفين» تصل فيها خسائر الحوثيين إلى نقطة يفقدون معها دعم القبائل، مردفاً أن الحركة استبدلت مجموعة المقاتلين المخضرمين الذين فقدتهم خلال القصف الذي شنه التحالف بشبان بلا خبرة.

حصار

يتجول المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ ومبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في المنطقة لإجراء محادثات في محاولة لكسر الجمود وضمان وقف لإطلاق النار لكن دون جدوى حتى الآن.
وتقضي مبادرة الأمم المتحدة والولايات المتحدة بإعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما يخضع لسيطرة الحوثيين. لكن الحركة قالت الشهر الماضي إن هذه الخطوات غير كافية.
وقال مشاركان في المحادثات لرويترز إن القضية الرئيسية حالياً هي الترتيب، إذ يصر الحوثيون على رفع كامل للحصار يتبعه وقف تدريجي لإطلاق النار ووقف هجمات الحوثيين على السعودية والضربات الجوية للتحالف في اليمن ثم هدنة مع الحكومة اليمنية.
وقالت مصادر عسكرية إن الضربات الجوية للتحالف هي الشيء الوحيد الذي يحول الآن دون سقوط مأرب، التي تحوي حقولاً ضخمة للنفط والغاز، في يد الحوثيين الذين تقف قواتهم حالياً على بعد 15 كيلومتراً غربي المدينة وبحوزتها أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي مع القوات المؤيدة للحكومة.
ولاقى مئات المقاتلين من الجانبين حتفهم في الصحراء، لكن الجيش ومصادر محلية قالت إن الحوثيين تكبدوا خسائر أكبر في صفوفهم في أسوأ اشتباكات تشهدها الحرب منذ عام 2018.
وقال الجيش الموالي للحكومة ومصادر محلية إن الحوثيين أرسلوا آلافاً من المقاتلين إلى منطقتي الكسارة والمشجع قرب مدينة مأرب التي توفر تضاريسها بعض التغطية. وكان الحوثيون قد سيطروا على قطاعات كبيرة من الجيش اليمني عندما أجبروا الحكومة المعترف بها دولياً على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال في المنطقة شرد نحو 13600 شخص منذ شباط (فبراير) وأضافت أن أربعة مخيمات للنازحين أغلقت بعد أن تعرضت لقصف أصاب العشرات مما زاد من شدة التكدس في مخيمات أخرى.
وتستضيف مأرب ربع عدد النازحين اليمنيين البالغ عددهم أربعة ملايين.
وقتلت الحرب عشرات الآلاف في اليمن وتسببت في ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم مع مواجهة ملايين لخطر المجاعة.

ضربة قاضية

ناقش مسؤولون سعوديون وإيرانيون الملف اليمني خلال محادثات مباشرة هذا الشهر تهدف لتهدئة التوتر بعد ست سنوات من قطع الصلات بين البلدين وذلك وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة.
ويقول مايكل نايتس وهو خبير في الشؤون العسكرية في منطقة الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن السعودية لديها ما يكفي من الاحتياطات من الذخيرة دقيقة التوجيه التي زودتها بها الولايات المتحدة لتواصل الدفاع عن مأرب لكن الوقت يظل عاملاً يتدخل في الموقف.
ويملك الحوثيون، الذين يسيطرون بالفعل على أغلب المراكز الحضرية، فترة زمنية تمكنهم من تسريع وتيرة هجومهم خلال الطقس الصيفي الضبابي الذي يقلل من عمليات التحالف الجوية.
وقال نايتس «إذا كان الحوثيون سيستغلونها (الفترة الزمنية) فإنهم سيفعلون ذلك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة» مضيفاً أن الحركة تتقدم على دفعات للسيطرة على مناطق على الأرض وتعزيز مواقعها.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق