سياسة عربية

بغداد: قذيفتا هاون تسقطان على مؤتمر لمكافحة الارهاب

في بلد يعتبر الارهاب عنوانا لكل شيء فيه، وزادا يومياً لكل الساكنين فيه، ليست مفاجأة ان يتعرض كل ركن فيه الى ممارسة ارهابية من نوع ما. الا ان الطريف في هذه الفرضية ان يتعرض من جاءوا الى المكان عينه من انحاء العالم كافة ليشاركوا في مؤتمر حول مكافحة الارهاب.

المؤتمر الذي انعقد في العاصمة العراقية، وفي المنطقة الخضراء تحديداً وهي المنطقة التي اريد لها ان تكون آمنة، لكنها لم تكن كذلك، شارك فيه ممثلون عن 56 دولة و12 منظمة متخصصة، تعرض مقره للارهاب،  حيث اطلق مجهولون قذيفتي هاون على مقر الاجتماع دون ان تكشف التحقيقات عن هوية من تسبب بالحادث.
المتابعون لاعمال المؤتمر، اشاروا الى اختتام اعماله بتوصيات متواضعة غير ملزمة للدول المشاركة، ومتضمناً عبارات «عامة مكرّرة».
ولم يتضمن البيان الختامي لمؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الإرهاب اي قرارات ملزمة على ارض الواقع تكفل مواجهة الإرهاب او اي اتفاقات على استراتيجيات محددة موحدة تجمع هذه الدول على طريق التخلص من الإرهاب كما لم يشر الى الخطوات اللاحقة لمقارعة العنف والتطرف التي ستتخذها الدول المشاركة.

 توصيات
وفي ختام يومين من المناقشات حول سبل مكافحة الإرهاب اصدر المؤتمر مجموعة  توصيات تنص على مواجهة وحظر النشاطات الاعلامية المروّجة للإرهاب والتطرف والتكفير وتعزيز التعاون الدولي في
مجال تبادل المعلومات الاستخبارية، وكواجهة غسيل الاموال لدعم الإرهاب وتمويله، وتفعيل مذكرات القبض على المطلوبين من المشاركين في الإرهاب. كما أوصى بمنع استخدام الدول اراضيها لتدريب ومرور الإرهابيين لتنفيذ اعمال إرهابية ضد الدول الاخرى. وشدد على العمل على تجفيف منابع الإرهاب وحظر تمويل وتجنيد الإرهابيين. كما دعا المشاركون في المؤتمر الدول الى تشريعات وطنية قادرة على مواجهة الإرهاب او استخدام القوانين لمنح اللجوء الى المشاركين في العمليات الإرهابية ومنحها ملاذات آمنة للعمل ضد دول اخرى.
وناشد الدول وضع استراتيجيات وطنية قانونية وثقافية واجتماعية لمواجهة الإرهاب واعتماد استرا تيجية وطنية لمكافحة الإرهاب ومعالجة اسبابه ونشر ثقافة حقوق الانسان وتعزيز دور المرأة في مكافحة الإرهاب.
وأوصى ايضاً بضرورة اتفاق المجتمع الدولي على يوم عالمي يتم فيه تخليد ذكرى ضحايا الإرهاب وتحصين الشباب من الافكار التي تشجع او تنشر التطرف الديني. وشكّل المؤتمر امانة عامة تتولى تنفيذ هذه التوصيات والاعداد للمؤتمر الثاني لمكافحة الإرهاب ومكانه وموعده.
وقال الناطق المدني للمؤتمر واثق الهاشمي إن هذه التوصيات تعد وثيقة شرف بين الدول المشاركة وسترسل الى مجلس الامن. واضاف ان لجنة التوصيات سترسل توصياتها الى كل المنظمات الدولية المختصة خصوصاً وان القضية لا تخص دولة او منطقة ما، وانما تشمل كل العالم.

سبعة محاور
وكان المؤتمر قد بحث على مدى يومين سبعة محاور رئيسة هي : اطر التعاون الدولي الحالية في مكافحة الإرهاب الواقع والآفاق، وتجارب مكافحة الإرهاب، وتداعيات الإرهاب على التنمية الاقتصادية والتحول الديمقراطي، اضافة الى العولمة والإرهاب (تطور وسائط الاعلام والشبكة العنكبوتية وانعكاساتها على الإرهاب)، والتطرف الفكري والديني والتحريض على الكراهية والعنف ودور المؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن التغيرات السياسية، والصراعات الاقليمية والإرهاب (الفرص والتحديات)، وتطور القاعدة (الامتدادات والتداعيات).
والقى رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة افتتح فيها المؤتمر وطالب المجتمع الدولي بالتنسيق الامني والاستخباري وتفعيل مذكرات القبض لتجفيف منابع الإرهاب في العراق محذرا دول العالم من «هزة» إرهاب ارتدادية تصل الى العواصم الاوروبية والعالمية في حال عدم القضاء عليه بتوحد جميع الجهود الدولية.

بغداد – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق