دولياترئيسي

الجمهوريون المنقسمون في الكونغرس الاميركي يبحثون عن زعيم لكتلتهم النيابية

ينتخب الجمهوريون في الكونغرس الاميركي الخميس زعيماً جديداً لكتلتهم النيابية لكن الجناح المحافظ للحزب يرفض المرشح الطبيعي لهذا المنصب مستنداً الى قوته التي لم تضعف منذ ثورة حزب الشاي.

وسيعقد اعضاء الغالبية الجمهورية البالغ عددهم 247 جلسة مغلقة للتصويت اعتباراً من الظهر (16،00 تغ) لاختيار مرشحهم لرئاسة مجلس النواب الشخصية الثالثة في الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائبه.
وكان الرئيس الحالي للمجلس جون باينر لم يتمكن من توحيد معسكره وتخلى عن منصبه واعلن انه سيستقيل في نهاية الشهر الجاري. وسينتخب كل اعضاء مجلس النواب الجمهوريين والديموقراطيين البالغ عددهم 435 رئيساً للمجلس خلفاً له في 29 تشرين الاول (اكتوبر).
ويسعى القادة الجمهوريون الى تجنب انقسام الاصوات. ويهدف الاقتراع الداخلي الخميس الى اختيار المرشح الرسمي للحزب مقابل مرشح الديموقراطيين.
لكن المحافظين المتشددين يرفضون التعاون. وقد تمكنوا من ازاحة باينر الذي يعتبرونه متساهلاً في مواجهة الديموقراطيين الذين ما زالوا يسيطرون على البيت الابيض ويملكون اقلية معطلة في مجلس الشيوخ.
ولا ينوي المحافظون المتشددون تشجيع انتخاب مساعده الكاليفورني كيفن ماكارثي (50 عاماً) الزعيم الحالي للاغلبية.
واعلن نحو اربعين محافظاً اعضاء في مجموعة فرعية باسم «الحرية» الاربعاء انهم سيدعمون مرشحاً آخر هو دانيال ويبستر النائب عن احدى دوائر فلوريدا. واذا كان عددهم غير كاف لمنع اختيار كيفن ماكارثي الخميس لكنهم يستطيعون حرمانه من الغالبية المطلقة التي يحتاج اليها في 29 تشرين الاول (اكتوبر) لانتخابه رئيساً للمجلس.
والانقسامات الداخلية في مجلس النواب مستمرة منذ انتزاع الجمهوريين الغالبية من الديموقراطيين قبل نحو خمس سنوات. وما زال الاميركيون يتذكرون الاغلاق الجزئي للادارات في 2013 الذي نجم عن تعنت حزب الشاي بشأن الميزانية.
ويعكس هذا النزاع داخل المجلس التوتر الاوسع داخل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
وفي حملة الانتخابات التمهيدية للرئاسة طغى مرشحون مستجدون يعدون بتنشيط الطبقة السياسية مثل الملياردير دونالد ترامب والطبيب السابق بن كارسن على الذين يعتبرون منبثقين عن السلطة.
ولا يهاجم المحافظون المتشددون زعماء كتلهم لاسباب ايديولوجية لكنهم يأخذون عليهم تساهلهم مع باراك اوباما وخيانة الناخبين الذين ارسلوهم ليمثلوهم في واشنطن لينهوا «الهيمنة» المفرطة للادارة الديموقراطية في كل المجالات من الميزانية الى الصحة والبيئة.
ويجعل الفصل بين السلطات من مجلس النواب عاجزاً امام رئيس يمتلك حق الفيتو.
ويقول المتمردون انهم محتقرون ويعاملون بفوقية. وهم يريدون ان ينتزعوا من كيفن ماكارثي ضمانات حول الاجراءات البرلمانية مثل حق تقديم تعديلاتهم وهو ما يحد منه قادة الكتل الى حد كبير.
وقال البرلماني اندي هاريس ان «تهميش المحافظين لن يسمح به».
وقال جيسن شافيتز المرشح الآخر لمنصب رئيس مجلس النواب «اذا لم يتم ضخ دم جديد في فريقنا القيادي، فسيغضب منا الناخبون».
ويطرح ذلك مشكلة حقيقية لكيفن ماكارثي. فمهمته هي مد الجسور بين الجمهوريين الذين يوصفون «بالتقليديين» واعضاء اكثر تحفظاً مع اعادة وضع اشبه بطبيعي الى مؤسسة مشلولة لجعلها واجهة للحزب في الانتخابات الرئاسية في 2016.
وفي حال انتخابه سيتم سريعاً اختبار قدرته على توحيد الصفوف اذ انه على الكونغرس رفع سقف الدين الفدرالي قبل الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) والا ستجد الولايات المتحدة نفسها في حالة تخلف عن الدفع.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق