انتخابات رئاسية مبكرة لمنع التمديد… وحزيران للتغيير

يقول احد السياسيين المواكبين لحركة الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، والذي يتنقل بين مراكز القرار والمقار السياسية للقوى المؤثرة، ان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون صرف النظرالاسبوع الفائت، وفي البيان المكتوب الذي اذاعه، عن المطالبة باجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
عدد من الديبلوماسيين الذين زاروا عون نصحوه بوجوب عدم الربط بين تأليف الحكومة وملف رئاسة الجمهورية «لان الانتخابات الرئاسية لن تسرع خطوات التأليف كما يعتقد البعض وان البحث في الملف الرئاسي الان يعقد الامور، ومن شأنه ان يحول دون تشكيل الحكومة، وان يؤدي الى الفراغ الرئاسي لصعوبة الاتفاق على الرئيس العتيد الان. ويعتقد عون ان الانتخابات الرئاسية المبكرة تسرع الحل، تماماً كما حصل في عهد الرئيس سليمان فرنجية عندما انتخب الرئيس الياس سركيس قبل ستة اشهر من انتهاء الولاية. عارض العميد ريمون اده يومها الخطوة لانها لن تحل الازمة فلبنان وقع تحت تأثير حروب الخارج تماماً كما هي الحال الان، يقول وزير عايش تلك المرحلة.
لماذا يريد عون الانتخابات المبكرة؟ تشير اوساط نيابية قريبة من الرابية ان الهدف من اقتراح عون اجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو: اولاً «قطع الطريق على «حلم» التمديد الذي يراود البعض في الداخل وهناك عواصم غربية لا تزال تعتبره الخيار الافضل لمنع الفراغ في سدة الرئاسة. وثانياً حشر حلفائه لا سيما حزب الله والرئيس نبيه بري لتحديد موقف من الخطوة. وثالثاً لاقناع الخارج، لا سيما روسيا وفرنسا، بان الانتخابات الرئاسية المبكرة هي المدخل لحل الازمة الحكومية وتسهم في اجراء الانتخابات النيابية في الصيف. وتكشف اوساط سياسية في الاحزاب والقوى الوطنية، ان العماد عون اثار الموضوع مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في لقائهما الاخير منذ شهرين. وقد تمنى نصرالله التوفيق لعون و«اطلق» يده في التحرك، الى درجة انتقاد الحزب «اذا كان ذلك يخدم الخطوة والترشح». وفي اول تحرك له اشاد عون بموقف الرئيس سعد الحريري الذي قبل دخول الحكومة الى جانب حزب الله وفق تسوية التفاهم، في خطوة مد اليد، وقد ارفقت بتسريب معلومات عن لقاء تم بين عون والحريري في روما.
وينقل مسؤول لبناني عن ديبلوماسي غربي قوله لعون عندما فاتحه بخطوته «ان الاولوية الان هي لتأليف الحكومة، ويجب الاسراع في ذلك ليتمكن لبنان من مواجهة التحديات، ويجد المجتمع الدولي شريكاً لبنانياً رسمياً يبحث معه الملفات والمواضيع المهمة، لا سيما المساعدات التي اقرت للبنان لمواجهة موضوع النازحين السوريين، بعدما تبين ان عددهم بات يناهز المليونين في لبنان وهذا يشكل عبئاً على الدولة». ويكشف المسؤول ان الحراك الديبلوماسي يسعى لفصل لبنان عن الازمة السورية، وان يتم النأي بالساحة اللبنانية عن تداعياتها، حتى ان المحادثات التي اجراها ديبلوماسيون يعملون في لبنان مع مسؤولين في فرنسا والسعودية وايران والفاتيكان وغيرها من الدول صبت في خانة تهيئة الاجواء لفصل الازمة اللبنانية عن الازمة السورية. ويقول سياسي مطلع انه بعد عودة السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل من الرياض، تبين ان هناك «خريطة طريق» تعمل بموجبها عواصم خارجية تبدأ بتأليف الحكومة اولاً ومن ثم تهيئة الاجواء لانتخابات رئاسية في موعدها، وفي بداية المهلة اي في نيسان (ابريل) «لان هناك قراراً خارجياً بمنع الفراغ مهما كانت الظروف»، وهذا ما اشار اليه البطريرك الراعي في اكثر من موقف له مشدداً على انه سيكون للبنان رئيس جديد في 26 ايار (مايو) المقبل. وعلى رغم الرفض لفكرة التمديد والتي سارع الرئيس ميشال سليمان الى رفضها تحت اي شكل والتمسك بالمهل الدستورية وتداول السلطة، لا تزال الفكرة تراود البعض على انها ابغض الحلال لمنع الفراغ. ومضى البعض باقتراح بقاء الرئيس في مركزه لمنع الفراغ على رغم انتهاء ولايته الى حين انتخاب رئيس جديد وتعليق المادة الدستورية التي تحدد ولاية الرئيس، بسنتين، الا ان اعتراضات واجهت الفكرة مع التأكيد على تطبيق نصوص الدستور. وفي رأي بعض السياسيين ان من يمكنه ان يؤمن الثلثين لتعديل الدستور لاستمرار الرئيس سليمان يمكنه ان يؤمن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد. ويكشف ديبلوماسي ان العواصم الخارجية التي تقارب الموضوع الرئاسي لم تتناول الاسماء بعد، وان المظلة الخارجية الواقية للبنان والتي تمسك بها روسيا وفرنسا اضافة الى السعودية وايران تشكل شبكة امان للبنان، ورعاية دولية – اقليمية واضحة. وتسعى احدى العواصم الغربية الى عقد طاولة حوار اقليمية لرعاية الملف اللبناني ومواكبته في ظل التطورات الدولية والاقليمية، للمحافظة على الاستقرار ومنع لبنان من السقوط تحت تهديدات الارهابيين والتنظيمات الاصولية. وقد دعا الرئيس سعد الحريري الشارع السني لمواجهة التحديات والا يكون وقوداً للقوى المتطرفة، لان اول اهدافها الاعتدال الاسلامي. ويدعو الحريري الى قيام حكومة مسؤولة في اقرب وقت لقطع الطريق على المخططات الارهابية التي تستهدف لبنان في عيشه الواحد.
ويكشف وزير مطلع «عن تقرير وصل الى احد المسؤولين يؤكد ان توافقاً دولياً حظي بقبول اقليمي يعمل على تأليف الحكومة وايجاد مرحلة انتقالية في لبنان لمدة خمسة اشهر اي الى حزيران (يونيو) المقبل يتم خلالها فصل الساحة اللبنانية عن تداعيات ما يجري في الخارج، والعمل على مواجهة تحديات المرحلة الامنية، بعد المواقف التي صدرت عن تنظيمات ارهابية متطرفة، اعلنت نقل عملياتها الجهادية الى لبنان بعدما تحول الى ساحة جهاد ولم يعد ساحة نصرة. وتوعد هؤلاء حزب الله ونصحوا اللبنانيين بتجنب مناطق الحزب حتى ان بعض من يدعي «الامرة» في هذه التنظيمات ذهب الى تهديد الجيش والقوى الامنية تحت عناوين طائفية مما حرك حالة شعبية ضد تصرفات وتجاوزات هذه القوى التي تعمل على ضرب الصيغة اللبنانية القائمة على وحدة العيش.
فيليب ابي عقل