حواررئيسي

ابرهيم كنعان: من يعترف بمشكلة النازحين ولا يقفل الحدود يغطي جريمة بحق لبنان

رفض أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابرهيم كنعان الربط بين زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية وتأليف الحكومة، مستغرباً «أن يصبح اختيار الحكومة والانتخاب بملء ارادتنا متعذراً»، ورأى «أن كل النقاش حول صيغ 8-8-8 أو 9-9-6  غير مفيد وغير مثمر وهو لملء الوقت، لأنه لم يأت بعد الضوء الاخضر الاقليمي». وطمأن الى «أن العماد ميشال عون لن يتنحّى عن قيادة التيار الوطني الحر وأنه باق. وقال: «نحن مع انتخابات رئاسية تكون لبنانية وتفرز رجلاً يستطيع تحسين دور الرئاسة ويتمتع بحضور». واعتبر «أن الاختلافات الموجودة بين الجنرال عون والنائب سليمان فرنجية على اهميتها لم تؤد ولن تؤدي الى طلاق بينهما». وأكد «أن كل من يعترف بمشكلة النازحين السوريين ويقول لا اقفال للحدود، يغطي جريمة كبيرة بحق لبنان كائناً من كان». وعن سلسلة الرتب والرواتب قال: «كنت أتمنى ألا تُحال السلسلة بهذا الشكل الى مجلس النواب لأنها نوع من الهروب من الواقع ومن تحمّل المسؤولية، ولو أردت كرئيس لجنة فرعية أن أتعامل معها فقط بشكل قانوني وبحسب الشكليات لكنت أردّها». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب ابرهيم كنعان.

 هل تعتقد أن موضوع تأليف الحكومة طار الى أجل غير مسمّى بعد تأجيل زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية؟
تستطيع استخلاص الجواب من السؤال، فللأسف بتنا نعتبر أن تأليف الحكومة خارج لبنان أو من خلال اتصالات تُجرى في الخارج هو أمر عادي وبالتالي بتنا نربط بين زيارة لرئيس الجمهورية الى الخارج وتشكيل الحكومة، وهذا أمر مستغرب ومستهجن ومرفوض. نحن ما ندعو اليه هو خلق مساحة لبنانية – لبنانية في الداخل تحدد لنا اولوياتنا وتكون الحكومة هي أولى اولوياتنا. وللأسف مرة جديدة باتت كل الشروط الكبيرة تزول بحركة اقليمية صغيرة، وكل الاعتراضات الداخلية صارت تذوب وتتبخّر بتوافقات اقليمية، هكذا صار التمديد وهكذا طار قانون الانتخاب، ولهذا ما زلنا في تصريف الاعمال… وسأقول أكثر من ذلك وهو أنه حتى الانتخاب واختيار الحكومة بملء ارادتنا متعذّر، وعندما تتفق المحاور الاقليمية برعاية دولية تُعيّن الحكومة عندنا في لبنان ولا نختارها. هذا الموضوع مطلوب أن يبادر أحد ويكسره، تسألني كيف؟ اليوم دول المنطقة تعيش حالة تغيير جذرية وأنظمة تنهار، فهل كثير علينا في لبنان أن ننتفض لـ 10 في المئة من قرارنا؟
ولكن الرئيس فؤاد السنيورة قال بعد لقائه الرئيس نبيه بري إن تشكيل الحكومة يتم في لبنان؟
يقولون ذلك، ولكن حضرتك طرحت عليّ السؤال، والرئيس بري هو الذي يقول إن السين – السين هي الاساس. وأتمنى أن يكون كلام الرئيس السنيورة صحيحاً وسليماً ولكن للأسف يقول المثل المصري «الميّ تكذّب الغطّاس». لذلك نأمل العودة الى الاولويات اللبنانية وأن يروا مدى الانعكاس السلبي لعدم تشكيل حكومة، لا بل المدمّر في المرحلة المقبلة لأننا نشهد حالات تمدّد وتمديد على كل المستويات وفي كل المؤسسات، حتى الامنية والعسكرية والادارية، تهدّد الدولة وتفكك أوصالها وتمنع المحاسبة.

صيغ التشكيل
لقد تخلّى النائب وليد جنبلاط عن صيغة 8-8-8 الذي ابتدعها وبات يميل الى صيغة 9-9-6 فهل تسيرون بهذه الصيغة ومع مشاركة حزب الله؟
في رأيي كل هذا النقاش غير مفيد وغير مثمر وهو لملء الوقت مع احترامي للجميع. وعندما تأتي الحركة الاقليمية ستزول كل الاعتراضات وتصبح الشروط وراءنا، وسأعطيك مثلاً ولن أردّك الى 2005 ولا الى انتخابات 2009 وكيف شُكّلت الحكومة بكل الشروط التي كانت سابقاً وببيانها الوزاري وتركيبتها، اليوم عندما كُلّف الرئيس سلام كانت هناك شروط وضعها تيار المستقبل بعدم مشاركة حزب الله، ثم جرى الحديث عن حكومة حيادية وتكنوقراط، واليوم صرنا نتكلم بحكومة جامعة وسياسية وبمشاركة حزب الله، وبتنا نتقاتل على الرقم لأنه لم يأت بعد الضوء الاخضر الاقليمي.
وهل سيأتي هذا الضوء بعد زيارة الرئيس حسن روحاني الى المملكة العربية السعودية؟
(ضاحكاً) الآن صرنا نتكلم عن ايران والسعودية وأميركا الى آخره… حان الوقت للبنان وللبنانيين أن يأخذوا على الاقل هامشاً معيناً من الاستقلالية حتى ينقذوا بلدهم من الاوضاع التي نعيشها ومن التهديدات التي يفرضها وجود مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان.
الجنرال ميشال عون نفى ما تردّد عن تنحّيه خلال 6 أشهر إنما ما زال هناك همس وتحليلات لجهة أن العماد عون يرغب في تسليم قيادة التيار الى خلف له بوجوده لمنع أي اشكالات فما طبيعة الامر؟
لا أعرف لماذا ك
ل هذه الضجة؟ من جهة الامر يسعدك ومن جهة ثانية الامر يجعلك تتأسف. أفرح لهذا الاهتمام لأنه لو لم يكن التيار قضية كبيرة ومؤثرة لما يلحقوننا الى بيتنا الداخلي، وإنما أريد طمأنة الجميع كما قال العماد عون من أنه لن يتنحّى، العماد عون باق ليس لأن الموضوع فقط شخصي وبقرار منه، فهو لديه مسؤولية كبيرة، مسؤوليته ليست فقط التيار بل هي تمثيله المسيحي واتفاقاته وتحالفاته التي يستطيع تحريكها وتثميرها، اضافة الى حجمه وحضوره، سواء في التيار أو في النظام السياسي والذي في حال فكّرنا نظرياً بأنه سيكون بعيداً عن المعادلة سيكون له انعكاس سلبي جداً لا بل مقلّص للتأثير المسيحي والحزبي في المرحلة المقبلة، لذلك قالها الجنرال بكل صراحة إن هذا لا يتناقض مع عملية استكمال تطوير المؤسسة الحزبية، ودوره أن يكون حاضناً للادارة الحزبية ولكن هذا لا يعني أنه سيتنحّى.
بعد عمر طويل من هو المؤهّل لخلافة الجنرال ويجري الحديث عن الوزير جبران باسيل الصهر الاول وعن العميد شامل روكز الصهر الثاني ولكن أين الكوادر الاخرى في التيار؟
سيتم كلام كثير وقيل كلام آخر أيضاً، الموضوع فتح باباً لتكهّنات في غير محلها، والموضوع ليس موضوع وراثة، وإذا كنا نفتخر بتجربتنا الى اليوم فهو لأن تجربتنا رائدة حتى الآن ونأمل أن تستمر وهي أن القاعدة تفرز كوادرها، فنحن لم يُفرَض منا أحد ولم نأت بوراثة عائلية أو شخصية، بل كانت لدينا تجربة في العمل النضالي أدت الى ما أدت اليه، وما يفعله الجنرال هو الحفاظ على هذه التجربة. وهو قال لدينا أناس يتمتعون بالخبرة وسمّاهم عمداء،  كلٌ ينتج في مجاله، ويجب أن يتكاتفوا جميعهم للحفاظ على التيار وهذا هو الأهم، فالمهم بقاء التيار بهذا الحجم والحضور، والتحدي لميشال عون هو أن يستمر التيار بعد ميشال عون، وليس التحدي بالنسبة اليه من يملأ مكانه، فلا أحد يملأ مكانه، وآسف للتحدث في هذا الموضوع لأنه في غير توقيته، ولكن هذه التكهنات الاعلامية التي حصلت والتي استندت الى تسريب معين فتحت المجال لكل هذا الكلام.

الاستحقاق الرئاسي
بعد أشهر نحن قادمون على استحقاق رئاسي مهم وهناك مرشحون عديدون للرئاسة، بينهم الجنرال عون والرئيس أمين الجميّل والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع وهناك التمديد ايضاً للرئيس سليمان فمن هو الأوفر حظاً برأيك؟
لم أسمع بعد أن أياً منهم ترشّح اصلاً علناً، ولكن هناك ربما موقف اساسي ومبدئي عبّرنا عنه في كل المراحل وقد يكون عبّر عنه الاطراف الآخرون إنما لم يلتزموا به في المرحلة السابقة، لذلك نأمل أن يلتزموا به الآن وهو أننا ضد التمديد مبدئياً وهذا غير مرتبط بشخص، وبالتالي نحن لسنا مع التمديد وحتى رئيس الجمهورية نفسه يرفض التمديد بحسب ما سمعنا. نحن مع انتخابات رئاسية تكون لبنانية وتفرز رجلاً يستطيع تحسين دور الرئاسة ويتمتع بحضور، ونريد الانتهاء من الرئيس الذي تحت العنوان التوافقي ليست لديه الامكانات لتشكيل حال التوازن في النظام السياسي التي يفرضها نظامنا الطائفي، فنحن في نظام طائفي حتى إشعار آخر، فيه المسيحي والمسلم، وفيه الماروني والسني والشيعي والدرزي ونتمنى الوصول الى نظام علماني، ولكن نظامنا اليوم يفترض التوازن وهذا يفترض التمثيل الذي يجب أن يكون حقيقياً. وننظر الى انتخابات الرئاسة لجهة كيف ستحسّن وضع المسيحيين في النظام مع الخيارات الكبيرة التي ندعمها وأولها خيار الاصلاح.
ماذا في جديد المحاولة التي قام بها نائب رئيس المجلس السابق ايلي الفرزلي لتقريب المسافات بين الجنرال عون والنائب فرنجية وكيف هي العلاقة اليوم بين الطرفين؟
لا استطيع التحدث عن المحاولة التي لم أكن في أجوائها وحتى انها لم تكن محاولة كما سمعنا مؤخراً من بعض الاطراف وحتى من الاستاذ الفرزلي نفسه. يمكنني القول إن العلاقة بين الجنرال عون والنائب فرنجية هي علاقة محكومة بالاحترام المتبادل وبالمحبة بين الاثنين وهناك اتصالات قائمة لم تنقطع، هناك تمايزات واختلافات في بعض الملفات هي واضحة وغير مخبأة من بينها التمديد وبعض الامور الأخرى مثل حضور جلسات مجلس النواب. ولكن ما يجمع ميشال عون وسليمان فرنجية أكبر مما يفرّقهما، فما يجمعهما هو نظرتهما المشتركة الى التوازن المسيحي – الاسلامي في البلد والى الشراكة الحقيقية، وكانا معاً في قانون الانتخاب، ونحن في الآخر ليس من الضروري أن نكون نسخة طبق الاصل ولكن هذه الاختلافات الموجودة على اهميتها لم تؤد ولن تؤدي الى طلاق بين دولة الرئيس ميشال عون والوزير سليمان فرنجية.
وماذا عن العلاقة مع الرئيس نبيه بري هل ما زلتم عاتبين عليه لأنه لم يعدّل جدول الجلسة التشريعية؟
في السياسة لا يوجد عتب بل خيارات، نحن والرئيس بري كما العديد من حلفائنا صار هناك تمايز في مسائل محددة نعتبرها اساسية مثل التمديد لمجلس النواب واجتماع المجلس الدستوري أو التمديد للقادة الامنيين… ليس لأننا نحب التمايز بل لأننا نعتبر أن التمديد سيؤدي الى تفكيك الدولة واضعافها، وهنا اختلفنا. إنما نحن نعتبر أن الرئيس بري اساسي في تركيبة النظام وفي المعادلة اللبنانية وله دور كبير يمكنه تأديته ونحن نطمح الى أن نصل معه الى قواسم مشتركة. لم نستطع التوافق معه على التمديد وعلى مسائل اخرى، ونأمل في انتخابات الرئاسة أن نتوافق.

سلسلة الرتب والرواتب
متى سينتهي درس مشروع سلسلة الرتب والرواتب وايراداتها وماذا عن التقرير النهائي؟
كنت أتمنى ألا تُحال السلسلة بهذا الشكل الى مجلس النواب لأنها نوع من الهروب من الواقع ومن تحمّل المسؤولية، ولو أردت كرئيس لجنة فرعية أن أتعامل معها فقط بشكل قانوني وبحسب الشكليات لكنت أردّها، لأنها كما أحيلت لم تعط حقوقاً للناس ولا أمّنت مصادر تمويل حقيقية وجدية، يعني لا الهيئات الاقتصادية معها ولا الموظفون والعسكر والتربويون، فلا أحد مع السلسلة وكلهم ضدها فلماذا أحالوها؟! لكنني وسأكسر «تابو» التواضع قلت إنني سأتحمّل المسؤولية ولن أردّها، لأن آمال الناس منذ سنة ونصف السنة تعلّقت بها. فمنذ 25 سنة لم يجر تقويم للرواتب وجبل الجليد كبر فهل نتركه ينفجر؟ وإذا انفجرت القنبلة الاجتماعية من بإمكانه تهدئتها؟ وهل سينزل الجيش والقوى الامنية في وجه الناس؟ هذه كرة نار حقيقية أخذناها ونحاول تحويلها الى شيء ايجابي. ما أستطيع قوله انه سيصدر تقرير، وعندما أقرأ تحليلات أضحك، فمن قال إن السلسلة أقرّت كما هي؟ هناك تعديلات جذرية أدخلت عليها، من تغيير مصادر التمويل الى رخص البناء والكماليات  و TVA والجمارك، وبذلنا جهدنا لتكبير سلّة الايرادات من خلال الرسوم التي ستفرض ولكن أن تطاول فئة مرتاحة.
تحدثت عن حقوق للناس وعن عدالة ولكن ماذا عن امكانيات الدولة؟
لو كنا في دولة تحترم نفسها تقول الحقوق والعدالة أن نطبّق مؤشرات التضخم، ولكن ضعها جانباً، ما هي امكانيات الدولة الحقيقية اليوم، وليس ما جاءنا من الحكومة من تضخيم للارقام؟ زادوا رسماً معيناً وقالوا إنه يؤمن 600 مليار ليرة فدرسناه وتبيّن أنه يؤمن 300 مليار. وفي المشروع كما هو محال هناك اعادة تقويم للاصول العقارية يعني هذه نقبل بها للشركات العقارية الضخمة التي نعرفها كلنا حتى عندما تريد إخضاع أرباحها للضريبة تخضعها على العالي ولا تخضعها مثلها مثل أي مواطن عادي باع عقاره أو ورثه من أبيه. ثم هناك الاملاك البحرية كلما دعوت الى جلسة لا يأتي أحد، ولكن آخر الامر الجلسة بمن حضر، وأنا أريد أن أنتهي وسيوضع التقرير وسيتضمن امكانيات فعلية وحقوقاً وعدالة واصلاحات مقترحة. قالت الحكومة إنها أحالت اصلاحات تترافق مع الزيادة حتى لا تذهب الزيادات سدى، ولكن تبيّن أنهم لم يُحيلوا مشاريع قوانين للاصلاحات، يعني أننا نرمي المال بسلّة مثقوبة وأنا لن أقبل بهذا الوضع كرئيس لجنة مال وموازنة، وأصبحنا نقوم بعمل الحكومة، وقد «زعل» أحد الوزراء وهو غير بعيد عني وهو نقولا نحاس وهو صديق، ولكن لا يحق له أن «يزعل»، زعل لأن هذه صلاحيات الحكومة فإما يقرّها مجلس النواب أو لا يقرّها، لا، نحن في نظام ديموقراطي والمجلس سيّد نفسه ولا أحد يقول لنا ماذا نفعل ونحن نعدّل ما نريد.

 النازحون
كيف السبيل الى معالجة موضوع النازحين السوريين الذي بات مشكلة كبيرة ولكن سمعنا الوزير وائل ابو فاعور يقول بأنه لا اقفال للحدود؟
كل من يعترف بمشكلة ويقول لا اقفال للحدود يغطي جريمة كبيرة بحق لبنان كائناً من كان وأنا لا أحمّلها لوائل ابو فاعور. فأنا أقصد كل الخط السياسي والاطراف الذين يختبئون وراء اصبعهم ويدفنون رأسهم في الرمال ويطلقون اتهامات عشوائية بحق من يتكلم، أكان بالعنصرية أو بغيرها. فجريمة بحق لبنان أن يتحمل وحده هذا العبء وأن يصبح مهدداً كيانياً. أفهم دولياً أنه كما كان هناك قرار بالتوطين وواجهناه منذ زمن، اليوم هناك ربما قرار بتفجيرنا من الداخل، فمن يغطيه؟ تجري تغطيته داخلياً بهذا الكلام من خلال القول إن هذه مسألة خطيرة ولكن لا اقفال للحدود. ومن لا يريد اقفال الحدود ليقل لنا ما هو الحل؟ وإذا لم يكن لديه حل بديل يؤمن الاستقرار فلن نقبل فقط بإقفال الحدود بل نريد عودة النازحين، وليتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته، فالحرب الدائرة في سوريا دولية وليست اهلية ولماذا عندما يجتمع لافروف وكيري تركب التسوية وتقف الحرب؟! وهل أنا، لبنان الدولة الصغيرة سأدفع ثمن هذه الحرب؟!.

حاوره: سعد الياس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق