هل تعيد مصافحة اوباما لراوول كاسترو الحوار بين كوبا واميركا؟
في الاسبوع الماضي، دخلت افريقيا الجنوبية – والعالم – الاسطورة. ودفنت مع نلسون مانديلا، مرحلة من الزمن، وجيلاً من البشر. ادركنا ذلك، من العاطفة التي رافقت مشاركة الجماهير في تأبين الراحل الكبير، بالرغم من المطر المتساقط، ومن التصفير الذي رافق وصول، خلفه، في رئاسة افريقيا الجنوبية، جاكوب زوما.
ماديبا، ربما حقق اعجوبة، اضافة الى اثارة شعب بكامله، كانت آخر اعجوبة يصنعها، قبل دفنه، في اطار المصالحات الدولية، عندما صعد الرئيس الاميركي اوباما، بخطوات ثابتة الى المنصة الرسمية، ليسلم باليد، على راوول كاسترو.
فهل اننا امام عملية حسن روحاني جديدة؟! وهل ستلي التحية القصيرة في جوهانسبورغ، مواصلة الحوار، كما حصل بعد تحية اوباما الهاتفية، مع نظيره الايراني، بعد الخروج من الامم المتحدة؟
الرئيس الاميركي كان يحمل في جيبه، خطاباً مؤثراً حول الدرس الذي لقّنه مانديلا الى العالم، خصوصاً الذي يقول بان يعرف الانسان كيف يغفر وان يستمع الى خصومه، وقال في خطابه، انه غالباً ما يتساءل اذا كان يطبق هذا المبدأ، في حياته. ولكن خطابه كان يتضمن جواباً، كأنه اعدّ خصيصاً لزميله الكوبي: «هناك قادة كثر، ينادون بتضامنهم مع كفاح ماديبا من اجل الحرية، ولكنهم لا يتحملون مطالب شعوبهم». اوباما، كان يعرف، انه يخبىء في جعبته الورقتين، فتذكّر الوعد الذي اطلقه في خطاب الاحتفال بتسلم مهامه الرئاسية، في 2009، بانه «يمد يد (المصالحة) الى الخصم الذي يواجهه بقبضة يده». فكرس بالفعل الامثولة التي علمنا اياها، مانديلا، بالمبادرة الى السلام على راوول كاسترو. كما كان سعى، في الماضي، مع خصوم آخرين، مثل هوغو شافيز، ديكتاتور فنزويلا الراحل، والعقيد القذافي، فاعتمد سياسة اليد الممدودة، كرمز للاستعداد لاقامة علاقات متمدنة، ان لم يكن للحوار.
المقاطعة عمل سياسي
ويبقى السؤال: اذا كانت نتائج عملية، ستنشأ عن المبادرة التي قام بها اوباما، باسم نلسون مانديلا؟
المقاطعة المفروضة على كوبا، عمل سياسي تمارسه الولايات المتحدة، منذ زمن طويل، ويسعنا ان نؤكد انها لم تؤد الى النتائج المرجوة، بل ان الشقيقين كاسترو استغلاها، ببراعة، لدعم الثورة، كوسيلة ضرورية، لمواجهة الغزو الاميركي. ادارات اميركية عدة، سعت الى اعادة النظر في العلاقات، عبر مفاوضات سرية ام علنية، وكان المرشح الرئاسي الاميركي، دوكاكيس، كلّف مجموعة دراسات اعداد خطط لاعادة الحوار مع كوبا ولكن اللوبي المعادي لكاسترو في ولاية فلوريدا، تمكّن دائماً حتى الآن، من تجميد كل محاولات اعادة الحوار.
ويقول المحلل الصحافي، مويزس نعيم، «ان الاهتمام بتحريك المياه موجود، ولكنني اخشى ان يكون الوقت مبكراً جداً».
فباراك اوباما، يبدو من جهة، ميالاً الى هذا النحو، لان من شأنه انهاء المقاطعة، ان يساعد على الوصول الى نهاية النظام الكساتروي. ويستطيع اوباما ان يسمح لنفسه، بمثل هذه المبادرة على الصعيد السياسي، لان التكوين السكاني الجديد في ولاية فلوريدا قد يساعد على ذلك «لان ديموغرافية الولاية تتغير، ولان الاجيال الجديدة من الهجرة الكوبية، لم تعد متعلقة بالمفاهيم السياسية القديمة المعادية الى هذا الحد للكاستروية».
عوائق كثيرة
يبدو ان راوول كاسترو، ميال الى تغيير العلاقة مع الولايات المتحدة، لانه يعتمد النموذج الصيني، القائل: «اصلاحات على الصعيد الاقتصادي، ويد حديدية على السياسة».
ولكن العوائق، لا تزال حتى الآن، صعبة الاجتياز، ان لم يكن اكثر، «لان للولايات المتحدة، اولويات استراتيجية اخرى، اكثر اهمية مثل مواقف الكونغرس التي جعلته يتذوق الامرين، قبل ان يوافق على مشروع الميزانية الاتحادية».
كما ان راوول كاسترو، يصطدم بعقبات عائلية فان «فيديل ملتصق اكثر بمبادىء الثورة الكوبية، المرتبطة بالعداء للولايات المتحدة، ولا يقبل بالتغيير. ولن يكون في استطاعة الشقيق، ان يقوم بخطوات عامة، في اتجاه الولايات المتحدة، غير التي يقوم بها حالياً، ما دام فيديل على قيد الحياة».
والغريب في ما حصل في جوهانسبورغ، ان مستشار اوباما للسياسة الخارجية، بن رودس، كان على علم مسبق بالسلام باليد الذي حصل. واعترف بذلك للصحافيين الذين سألوه ايضاحات. وقال اوباما، في الخطاب الذي القاه في تأبين نلسون مانديلا: «ان بعض الاشياء تبدو مستحيلة، حتى تتحقق».
جوزف صفير
غيرة ميشيل اوباما
وشهدت مراسم تأبين نلسون مانديلا، حادثة غيرة نسائية علنية، كانت بطلتها ميشيل، زوجة الرئيس الاميركي، اوباما، تناقلت صورها شبكات التواصل الاجتماعي، ففي واحدة تظهر ميشيل اوباما، توجه نظرات نارية معادية، بينما تظهر الصورة التي قبلها، الرئيس الاميركي ضاحكاً ومازحاً مع رئيسة حكومة الدانيمارك الحسناء، هيله نورنينغ – شميدت، وفي الثالثة زوجة الرئيس الاميركي، التي لم تهضم ما يجري، وقد نجحت في الجلوس بين الاثنين، وادارت ظهرها لرئيسة حكومة الدانيمارك.