حرب غذائية بين بريطانيا وايطاليا
ضوء اخضر: هناك اغذية يمكن استهلاكها بلا حدود. ضوء اصفر: هناك اغذية يمكن تناولها بحدود. ضوء احمر: هناك اغذية لا يمكن تناولها الا من حين الى آخر.
هذا التمييز التراتبي، قررت الحكومة البريطانية اعتماده، لتصنيف المواد الغذائية التي تعرض في الاسواق. وفرض ذكر موقعها في التصنيف ، على بطاقات التعريف للبيع. اما الهدف ، فتصنيف هذه المنتوجات، حسب فائدتها الصحية، نسبة الى محتوياتها من المواد الدهنية، والملح والسكر.
وثارت ايطاليا ودقت طبول الحرب على هذا القرار البريطاني، لدى طرحه على المناقشات، في مؤتمر وزراء الصحة في الاتحاد الاوروبي، يوم الثلاثاء الماضي، ثم على وزراء الزراعة. واشارت مصادر اوروبية، الى ان روما «جادة في قلقها»، من التوصية البريطانية، التي اعتمدتها حوالي 30 من المحلات الكبرى البريطانية. لان من شأنها ان تعيق حرية انتقال المواد الغذائية، في اسواق اوروبا، وذلك لسببين على الاقل: اولاً لان خيار المستهلك قد يتأثر بالاشارة الحمراء مثلاً، ولان المادة الاستهلاكية المعنية، قد تنتهي تحت وصاية «اشارات» عدة: واحدة بريطانية، وواحدة من بلد المنشأ. فايطاليا تعتبر، ان هذا التصنيف البريطاني، يسيء الى مصلحة المستهلك، والمنتجين والمزارعين. ويتناقض مع القوانين المرعية في الاتحاد الاوروبي، حول الاشارة الى بلد المنشأ والتفاصيل، التي تجعلها معترفاً بها مواد غذائية عالية المستوى، على الصعيد الاوروبي. ومن الاغذية التي انتهت تحت المجهر البريطاني، «النظام الغذائي المتوسطي»، احد تراثات اليونسكو الثقافية العالمية الذي رأى اكثرية مكوناته الغذائية مصنفة عالية المستوى الدهني، في بريطانيا وتقع في التالي، في خانة الضوء الاحمر، مثل جبنة البار ميدجانو وزيت الزيتون، حتى لا نتحدث عن سائر انواع الجبنة والمقددات. ويرى الطليان ان التصنيف البريطاني، مجرد تبسيط للامور، ولا يأخذ في الاعتبار ، كيفية تجميع مختلف المنتوجات الغذائية في نظام غذائي واحد، سليم وصحي ولا الحصص المستهلكة.
في حين ترى المفوضية الاوروبية للصحة ان الطرح البريطاني، «جدير بان يؤخذ في الاعتبار، لانه يسمح بتطوير اشكال جديدة للتعبير».
وفي لقاء لندني، مع نائبة وزير الصحة البريطانية جاين اليسون، شرحت وزيرة الصحة الايطالية انه ليس من شأن الطرح البريطاني، ان يشكل حلاً فعالاً لمشكلة البدانة، ولكنه يخرق القواعد الاوروبية، لحرية التجارة. فان تخويف المستهلك خطأ، ومن الافضل تشجيع اعتماد نظام الاكل المتوسطي، على اساس المزيد من اكل السمك، واللحم الابيض، والزيت النيء، والخضار والفاكهة الطازجة، والتقليل من الخبز والمعجنات».
وذلك في انتظار الانظمة الاوروبية التي ستفرض ربط سائر المواد الغذائية، بشروحات حول طاقتها الغذائية ومحتوياتها.