السفير السعودي في لندن في هجوم على الدول العظمى: سنتحرك بكم أو بدونكم
شنّ السفير السعودي في لندن، محمد بن نواف بن عبد العزيز، هجوماً على الدول العظمى متهماً إياها بالمسؤولية على معاناة السوريين وإفلات طهران من العقاب جراء برنامجها النووي. وشدّد على أن السعودية ستتحرك بمفردها لـ «المحافظة على الاستقرار الحقيقي في المنطقة سواء بمساعدة الحلفاء الغربيين أو بدونهم».
وقال السفير في مقالة رأي نشرها على أعمدة صحيفة نيويورك تايمز إن عقوداً من الشراكة بين السعودية وأصدقائها وحلفائها الغربيين، وضعت على المحك في الآونة الأخيرة بسبب اختلافات بشأن الملفين السوري والإيراني. وعبّر عن اعتقاد بلاده أن الكثير من سياسات الغرب بشأن هذين الملفين باتت تهدد الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وهو «أمر لا يمكن للعربية السعودية أن تلتزم الصمت إزاءه».
واستعرض السفير «الأخطاء المرتكبة من قبل الغرب» والتي أدت وفقاً لدراسات حديثة إلى أن 11 ألف طفل سوري قتلوا وأن 70 بالمائة من القتلى قضوا تحت وابل القصف الجوي والقذائف. واستغرب كيف أن الغرب سمح في النهاية لـ «النظام السوري بالاستمرار وللنظام الإيراني بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم وهو أمر يضع أمن المنطقة في مهب المجهول».
وذكّر السفير بمسؤولية العربية السعودية في المنطقة باعتبارها «مهد الإسلام وواحدة من أبرز القوى السياسية في العالم العربي» وكذلك «بمسؤولياتها الكونية السياسية والاقتصادية باعتبارها بحكم الواقع بنك الطاقة المركزي» وهو ما يفرض مسؤوليات إنسانية لإنهاء المعاناة في سوريا.
وتعهد السفير بأن تتصرف بلاده وفقاً لتلك المسؤوليات «سواء بدعم الحلفاء الغربيين أو بدونه» غير مستبعد كل الخيارات من أجل ضمان سلام واستقرار مستديمين في العالم العربي. واعتبر أنّه «من السهل على بعض القوى الغربية أن تتخذ من التهديد الذي تمثله عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي» ذريعة للتردد والسلبية لكن، وفقاً للسفير، فإن أعمال القاعدة هي مظهر لفشل المجتمع الدولي في التدخل.
واعتبر أن الحل يكمن في دعم الأطراف المعتدلة مالياً ومادياً و«لكن أيضاً عسكرياً إذا دعت الضرورة» وخلاف ذلك، وفقاً للسفير، يعني النأي بالنفس عن كارثة إنسانية وفشل استراتيجي مستمر.
وقال إن بلاده تتوقع دعماً من حلفائها وأصدقائها الذين كانوا يتحدثون في السابق عن أهمية القيم الأخلاقية في السياسات الخارجية «ولكن خلال هذا العام عندما نحسب الخطوط الحمراء التي تضمنتها محادثاتهم، بدا حلفاؤنا مستعدين جيداً للتضحية بسلامتنا» واضعين استقرار المنطقة على المحك.