معارض

حصاد «ملونات شامية» فاق التوقعات

بالرغم من الظروف الامنية الصعبة في سوريا، نظمت غاليري زمان الحمرا – بيروت، الطبعة الاولى من المعرض الجماعي الشامل «ملونات شامية» فكانت المفاجأة بعدد الاعمال التي وصلت  وبعدد المشاركين الذي فاق التوقعات، اذ اجتمع في الصالة اكثر من 117 عملاً بين لوحة ومنحوتة  انجزها 49 فناناً سورياً  عبر كل منهم عن رؤيته الفنية الخاصة باسلوب مختلف وبواسطة الالوان الزيتية او المائية او بالاكريليك او بطريقة الطباعة الحجرية او الحريرية وغيرها.
وبناء عليه فقد جاء الحصاد التشكيلي السوري متفاوتاً من حيث القيمة او الجرأة، وبرزت اعمال فنانين معروفين مثل فاتح المدرس وبشار العيسى، الى جانب اعمال صغيرة لكل من احمد معلى ونزير اسماعيل وفؤاد ابو سعدى وانور رحبى ونزار عثمان مثله النحات بسام بيضون واحمد قليج الذي سبق ان عرض اكثر من مرة في الغاليري عينها، وهو المعروف بتأثره بالمناخات الشرقية المستمدة من الاشجار والنبات والشمس ومن طريقة حياة واستعمالات الاشياء الملونة، اي من موروثات ثقافية حضارية متراكمة يستخدمها بشكل لا شعوري في فنه  مثل كل الفنانين.

الحداثة والهوية
كما ويشارك في المعرض مازن الفيل هذا الرسام السوري الشاب مواليد 1981، الذي سبق ان تابعناه في بيروت والذي تعتبر التكعيبية أحد مشاغله  أو مكوّنات لوحته، لكنه يجرب دائماً أن يكون متمايزاً وذا خصوصية، لذلك هو يحاول من خلال مشاركته الحالية ايضاً أن يجد معادلة الحداثة والهوية معاً. اما  المكوّنات الأخرى في لوحته فتتمثل في أسلوبية المونوكروم. واللافت عنده ان فكرة اللون الواحد  تتشظى إلى أكثر من لون: الأحمر والأسود والرمادي والأبيض. الألوان ذاتها المتكرّرة في اعماله تجعلها مادةً أو خليطاً لونياً واحداً، ويظهر مازن الفيل هاجساً محموماً بمسألة الهوية والخصوصية والنبرة. إنه من نوع الرسامين الذين يقرنون ممارستهم اللونية المبكرة بالبحث الجدي عن مدونتهم الخاصة.
ما نراه في المعرض هو حصيلة بحث فكري ونقدي بمقدار ما هو نتاج مزاج لوني وتعبيري، تماماً كأننا نرى طبقات من تاريخ تشكيلي سوري وعربي وعالمي تتجول تحت أعماله جداريات صغيرة بمساحات مختلفة. الرسام هنا يرسم مشروعاً الى جانب تجارب مختلفة لعدد من الفنانين الشباب…
وحين سألنا مدير الصالة د. موسى قبيسي عن كيفية اختيار المشاركين في المعرض اوضح ان الفنانين «هم من اختارونا» بمعنى انه لم يتم اعتماد شروط معينة لكنه لفت الى ان دور الغاليري هنا يدخل في طريقة العرض، حيث لا يطغى عمل على اخر اهم منه،  بل ان هناك حرصاً كبيراً على ان يأخذ كل عمل فني فرصته للظهور كي يراه الجمهور ويتفاعل معه، فاما ان ينجح الفنان الصاعد في بدء تأسيس نواة جمهور له، او ان  يدرك انه غير موهوب كفاية فينكفىء، ويفسح المجال لغيره من الفنانين الواعدين. وتجدر الاشارة الى ان هذا المعرض يحتوي على مفاجآت كثيرة  في هذا المجال.

ك. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق