لائحة اميركية من خمسة اسماء لرئاسة الجمهورية

قبل تسويق اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية والسعي لكسب ود الخارج بشأن احدهم بعد غربلة الاسماء لاختيار الانسب والافضل والاكفأ والاقدر في هذه المرحلة، بدأ افرقاء سياسيون بطرح مفهوم الرئيس القوي بالتزامن مع السؤال عن دور ومهمة هذا الرئيس وما يمكنه القيام به في ضوء ما يجري في المنطقة وتداعيات التطورات، لا سيما السورية منها على الساحة اللبنانية؟
يقول احد الديبلوماسيين: قبل البحث عن المواصفات التي يفترض ان يتمتع بها الرئيس المقبل يجب معرفة الدور الذي يمكن ان يلعبه محلياً بعد ان يكون قد انتخب من اجل تحقيقه؟ وماذا بامكانه ان يفعل في ظل المعطيات المتوافرة؟ هل سيكون رئيس ادارة ازمة ام رئيس حل يعمل على تطوير النظام؟ فنواب في 8 اذار اعتبروا انه نظام غير قابل للحياة وهو بحاجة الى تحديث وتطوير لاخراجه من هيمنة المذاهب والطوائف، وتحريره من القيود الخارجية بفعل ارتباط بعض اطراف الداخل بأجندات الخارج والعمل وفق مشاريعها، كما هو ظاهر حتى الان، خصوصاً ان من ينفذ اجندة خارجية غير خجول بما يقوم به، بل يتباهى بمدى ارتباطه بمشاريع خارجية وبأحلاف دولية على حساب مشروع الدولة. لقد بدأ الجانب الاميركي التشاور في الملف الرئاسي بعيداً عن الاضواء بعد توقف فرضته التطورات في مصر، واستأنف الاميركيون تحركهم من خلال لائحة تضم خمسة اسماء اطلع عليها احد الديبلوماسيين اللبنانيين من ضمن التشاور المحلي قبل فتح الملف مع الحلفاءالدوليين والاقليميين والتشاور في الاسماء المقترحة. ويمتنع الديبلوماسي عن الكشف عن الاسماء الا انه يؤكد ان التمديد للرئيس سليمان غير وارد بسبب رفضه واصراره على احترام انتقال السلطة، وانه يدرس امكان الترشح اذا تم تعديل الدستور وتحديد ولاية الرئيس بدورتين.
موقف بكركي
لن يعرض الاميركيون اللائحة على اي من الحلفاء، قبل معرفة موقف البطريرك الماروني الذي طلب من القيادات المسيحية تزويده بلائحة مرشحين يكونون مقبولين من القوى السياسية الاخرى ولا يشكلون تحدياً، بعد ان تم استبعاد من يخلق استفزازاً. وقد يبحث الاميركيون في اللائحة مع الروس والفرنسيين ودوائر الفاتيكان والسعودية ومصر وايران نيابة عن سوريا، وتتم تصفية الاسماء من خلال الاتفاق على احدها ممن تتوافر فيه مواصفات الرئيس الوفاقي – التوافقي المعتدل ولا يكون من قوى 8 او 14 اذار بل على صورة الرئيس سليمان.
وترى اوساط سياسية انه قبل تسويق الاسماء لا بد من تحديد مفهوم الرئيس القوي الذي تطالب به القيادات المسيحية، هل من هو قوي في الشارع ام بالطائفة، ام من يحظى بدعم الافرقاء الاخرين ويدعم ترشيحه المسلمون لان الرئيس المسيحي يرشحه الشارع المسلم ليكون رئيساً توافقياً قوياً. ويقول احد الوزراء السابقين ان الرئيس سليمان التوافقي لم يحالفه الحظ ولم تساعده الظروف الخارجية الاقليمية والدولية على ان يكون حكمه افضل مما كان عليه. ويعطي الوزير السابق امثلة من التاريخ على ما جرى عندما جيء برئيس قوي في الشارع او لدى الطائفة من دون ان تتم مراعاة مواقف قيادات المسلمين في لبنان. فقد انتهى عهد كميل شمعون بحرب 58، في ظل الموجة «الناصرية» والصراعات الاقليمية والدولية التي ساهمت في نشوب الحرب، وعهد سليمان فرنجية انتهى بحرب 75 في ظل نمو التطرف الفلسطيني، وعهد امين الجميل انتهى بحرب 85، والحرب الباردة، وعهد العماد ميشال عون بحرب التحرير. ويعتبر الاربعة من الاقوياء في الشارع المسيحي. في حين ان الرؤساء الآخرين طوروا مفهوم الدولة، من فؤاد شهاب، الى الياس سركيس الى شارل حلو الى ميشال سليمان. فقد كانوا رؤساء معتدلين لا يمثلون تياراً سياسياً ولا حزباً وليس عندهم قوة في الشارع. فالرئيس شهاب حدّث الدولة وسليمان وضع اعلان بعبدا لتحييد لبنان. الرئيس القوي هو الذي يؤمن لنفسه دوراً وموقعاً محليين وفي المحافل الدولية.
دور الرئيس
وفي هذا السياق يسأل البعض عن دور الرئيس المقبل وعما يمكنه ان يفعل في ظل موازين القوى ووجود سلاح حزب الله. ويدعو وزير سابق الرئيس المقبل الى ان يلعب دوراً توفيقياً بين القوى الاقليمية المؤثرة على الساحة وان يسهم في اقامة اتفاق (س.أ.) بين السعودية – ايران وتعزيز هذا التوجه لما له من ايجابيات على لبنان، من دون تجاهل الدور المصري مع عودة القاهرة للعب دورها الاقليمي الوازن بعد انتهاء الانتخابات ومجيء رئيس جديد. ومن مهام الرئيس الجديد اقناع الخارج بأن اي سلاح خارج الشرعية هو خطر على الاستقرار ويفجّر البلد، لذلك يفترض بالرئيس الجديد حسن رعاية التوازنات السياسية لمنع الخلل، لانه لا يملك القدرة على احداث تغيير اساسي، لذلك عليه انتظارالتغيير للافادة منه لصالح الدولة.
العماد عون اعتبر ان الرئيس القوي هو من يستند الى تمثيل شعبي وقوة ذاتية تمنحه الجرأة والاقدام. ورد الرئيس سليمان عبر تغريدة بالقول: «ان الرئيس القوي ليس فقط بانتمائه الى كتلة نيابية داعمة بل ايضاً بتحرره من تحالفات نيابية تحول دون امتلاك قراره المستقل والمتوازن والسياسي». ورد تكتل التغيير والاصلاح بـ «ان الرئيس المسيحي هو زعيم طائفته كما هي حال الرئيسين السني والشيعي» وردت اوساط في 14 اذار بالقول ان عون ليس زعيماً في طائفته بل انه يترأس اكبر كتلة مسيحية (24 نائباً) في حين يوجد 40 نائباً مسيحياً من اصل 64 في قوى 14 اذار اي ان ثلثي عدد النواب المسيحيين موزعون بين احزاب الكتائب والقوات والمستقبل.
هل تجري الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري ام يتم تأجيلها بعد احداث الفراغ؟ يتخوف وزير في الحكومة، على رغم تأكيدات الغرب على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، من الوقوع في الفراغ، ويرى في ما يحصل على صعيد تشكيل الحكومة صورة لسعي بعض مكونات 8 اذار الى تعميم الفراغ في المؤسسات، مقدمة للمطالبة بصفقة حل متكاملة لملء الفراغات في المؤسسات من خلال مجلس تأسيسي، يعمل على اعادة تكوين السلطة وفق موازين القوى واحداث معادلة جديدة. وتقول اوساط 14 آذار انها تتمسك برفضها تغطية مخطط 8 اذار لانها تترقب تغيرات في المنطقة تبدل في موازين القوى وتضع حداً لفائض القوة بعد التحالفات الاقليمية والدولية.
ف. ا. ع