واشنطن – طهران: مشاريع تقارب وهمية وازمة ثقة مركبة
وسط ما يشبه «الاحتفالية» الدولية، بامكانية طي ملف الخلاف الاميركي – الايراني، من بوابة المشروع النووي، الذي يثير شكوك الغرب، ويدفع طهران الى التمسك به واعتباره جزءاً من «كرامة الثورة»، ومن عنفوان الجمهورية الاسلامية، تكشف بعض العناصر التي تؤشر على عمق الازمة وصعوبة تجاوز الخلاف الذي حكم العلاقة منذ عقود. وأضفى نوعاً من الشك على امكانية التوصل الى حلول تنهي الخلاف، وتضع حداً لازمة طال امدها، وتشعبت عناصرها لتشمل العديد من دول العالم، خصوصاً دول الجوار العربي.
اضافة الى العناصر التي تدفع بادامة المشروع الخلافي، يتوقف المحللون عند كم من المعطيات الذاتية للثورة الايرانية وصولاً الى استبعاد عنصر المصالحة، والبناء على خلافات عميقة قد تدفع بالامور نحو التوتر.
ففي الوقت الذي واصل السياسيون من ايران ومجموعة الدول الكبرى ومنهم مسؤولون اميركيون اتصالاتهم لتذليل عقبات بدت كبيرة، ومحاولة الوصول الى صيغ توافقية تضع حداً للازمة، تكشفت عناصر ازمة داخلية ايرانية، طرفاها التياران: المتشدد والاصلاحي، قبل ان تتطور باتجاه دخول الحرس الثوري على الخط، وابداء التحفظ على توجهات الرئيس روحاني الذي يسعى الى التقارب مع الغرب املاً بالوصول الى نهاية للعقوبات الدولية المفروضة على بلاده، والتي تركت اثراً سلبياً بارزاً على الاوضاع الاقتصادية، خصوصاً ان ابرز بنودها منع استيراد النفط وتجميد بعض الحسابات، ورفض تزويدها بقطع غيار ومعدات ضرورية للنشاطات التنموية. وفي المقابل بدا واضحاً ان الحراك الغربي كان محكوماً بقدر من الشكوك، او حتى عدم الثقة بامكانية احراز نتيجة، ما يعني ان العملية باتت محكومة بمدى ما تحققه من انجازات على طريق المصالحة والتوافق. مع التركيز على تهيئة الاجواء المناسبة لاحراز التقدم في المجال عينه.
ردود الفعل
فالنهج الذي كشف عنه الرئيس المنتخب حديثاً حسن روحاني، والذي يقوم على فكرة التقارب مع الغرب، وطي الملفات الخلافية تراوحت ردود الفعل الداخلية بشأنه ما بين الاستحسان من قبل التيار الاصلاحي، والرغبة في اعطاء المشروع فرصة أمل للخروج من عنق الزجاجة من قبل التيار الوسطي. بينما انقسم التيار المتشدد بين من يرغب بمتابعة العملية، بغض النظر عن تفاصيلها، دون تأييد ذلك النهج او التشكيك به، ومن يعارضه بشدة ويقدم الادلة والبراهين على ان الطرف الاخر يضمر العداوة لـ «الجمهورية الاسلامية»، ويحاول انتهاز الفرص للانقضاض على الثورة واطاحتها خدمة لاسرائيل.
ويبدو ان الحالة الجدلية الحادة التي تعامل الشارع الايراني مع تفاصيلها بقدر من الليونة، وصلت الى نقطة حرجة عندما بدأت استحقاقات المشروع التصالحي، وبعد ان اصبح يتوجب على «الجمهورية» تقديم بعض الاستحقاقات، ودفع بعض الفواتير. ففي التفاصيل اصبح مطلوباً من ايران ان تعلن رسمياً عن الغاء احد ابرز شعاراتها الذي يطرح في كل مناسبة وعلى مختلف المستويات. والمعلومات المتسربة اشارت الى ان الولايات المتحدة طالبت – بطريقة خاصة – بتقديم عربون للصداقة، واتفقت على ان يتم البدء بالاعلان رسمياً عن الغاء شعار «الموت لاميركا» الذي يردده الايرانيون في كل المناسبات. وابدت حكومة روحاني رغبة في تقديم ذلك الاستحقاق كـ «عربون صداقة»، وبحثت هذا الموضوع في اروقتها، لتفاجأ بموقف التيار المحافظ اولاً، والحرس الجمهوري ثانياً، الرافض للفكرة من اساسها. والمشدد على التاريخ «الاسود» للعلاقات بين البلدين. والعداء التاريخي للنظام الايراني، وما يوصف بأن نشاطات تآمرية حاولت الولايات المتحدة تنفيذها لاستهداف النظام الايراني.
وفي هذا السياق، اكد القائد العام للحرس الثوري الايراني ان قواته أحبطت 11 عملية ارهابية كانت ستنفذ في جنوب شرق البلاد خلال العام الجاري، واتهم الولايات المتحدة – ضمناً – بالوقوف خلفها، وصولاً الى تأكيدات بأن واشنطن ليست من الجهات الموثوقة.
وكشف اللواء محمد علي جعفري ان من بينها عمليات انتحارية خطط لتنفيذها في جنوب شرق البلاد الا أنه تم احباطها بجهود كوادر الحرس الثوري.
واعرب اللواء جعفري عن اسفه لمطالبات البعض الغاء شعار «الموت لاميركا» مذكراً بان الامام الخميني كان يصف اميركا بانها «الشيطان الاكبر». وجدد التأكيد على ان على ايران ان تقف في وجه من أسماهم «قوى الاستكبار في العالم»، وان عليها المضي «في الطريق الالهي» بعقيدة راسخة.
رفض المتشددين
وفي مسار آخر، وكرد فعل رافض للرغبة الحكومية بالغاء الشعار، هتف متشددون ممن ينتمون الى التيار المحافظ اثناء صلاة الجمعة بـ «الموت لاميركا». وفي هذه الاثناء، وصف آية الله أحمد خاتمي، الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ «الكذاب»، وأعاد إحياء شعار «الموت لأميركا» بين صفوف المصلين الذين رددوا سلسلة من الهتافات المعادية لـ «الشيطان الأكبر». ما يعني ان خطوة الرئيس الايراني حسن روحاني للتقارب مع نظيره الأميركي لاقت ترحيباً كبيراً من المعتدلين في البلاد، لكنها أثارت ردوداً وانتقادات حادة من المتشددين، لا سيما من الحرس الثوري الايراني. وامتدت المعارضة للتقارب الايراني – الأميركي لتصل إلى منابر صلاة الجمعة في طهران التي تصر على استمرار رفع شعار «الموت لأميركا»، مما يعكس انقسامات عميقة داخل المؤسسة الايرانية بشأن احتمال حدوث أي نوع من الانفراج مع واشنطن والغرب، بعد ان قررت الحكومة – في أعقاب تصريحات روحاني في الأمم المتحدة قبل اسبوعين – حذف العبارات المناهضة للولايات المتحدة من خطب ومواعظ صلاة الجمعة. لكن خاتمي عاد ليكسر هذه القاعدة فغامر بهتاف «الموت لأميركا» ليعلن رفضه الخروج عن هذه العادة التي تعتبر «سر المقاومة الإيرانية ورأسمالها».
وكمؤشر على الانقسام، رفض وزير الثقافة السابق صفر هرندي الذي كان حاضراً اثناء الصلاة، والذي كان المتحدث الرئيسي فيها، ترديد الهتاف، وطالب المصلين بالتوقف عن ترديده، معترفاً بالقرار الحكومي بحذف الشعار كاستحقاق للتقارب مع الولايات المتحدة. وعلى صعيد التقارب الغربي – الايراني، صدرت اشارات عديدة ترحب بالموقف الايراني من الازمة. وفي هذا السياق، زار رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي هانز سفوبودا ايران، برفقة نائبين اوروبيين اشتراكيين اخرين. وهي اول زيارة لوفد برلماني اوروبي الى ايران منذ 2007. وتأتي كمبادرة من المجموعة الاشتراكية.
وبإعلانه عن زيارته الى ايران، برر سفوبودا هذه الخطوة بان الرئيس الايراني حسن روحاني انتخب طبقاً لبرنامج تغيير، وقال انه يتوجب على اوروبا مساعدته، هو والمواطنين الايرانيين». وبالتزامن صدرت عن مقر الدبلوماسية الاميركية اشارات عدة تتحدث عن الانفتاح الايراني وتشيد باجراءات روحاني التصالحية.
من هنا، وما بين الرغبة المشتركة في طي صفحة الماضي، والعقبات التي تعترض تنفيذ تلك الرغبة، يتوقف المتابعون لتفاصيل المشهد الايراني – الاميركي عند محطات عديدة، تبدأ عند «دبلوماسية حسن النوايا» المتواصلة عبر الرسائل المباشرة والضمنية التي تطلق في الاتجاهين، ومن خلال القيادات السياسية والدبلوماسية في البلدين وعلى مختلف المستويات. ولا تنتهي عند المباحثات النووية التي انطلقت جولتها الاولى، وتتواصل الاستعدادات للجولة الثانية خلال الاسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وفي تفاصيل المشهد، لا يجد المدققون صعوبة في تلمس رغبة واضحة لدى الطرفين في تحسين العلاقات، وطي صفحة الماضي. وبالتوازي فمن السهل جداً التوقف عند كم كبير من العقبات التي تحول دون تحقيق تلك الرغبة، والتي تجعل من ذلك المشروع الذي انطلق رسمياً منذ اسابيع عدة، والذي اجتاز مرحلة البدايات، ودخل في مجال «الغزل المشترك» بين الفريقين قبل ان يتكشف كم كبير من العقبات التي يجمع محللون على ان اجتيازها ليس بسيطاً، وانها تحتاج الى قدر من التصميم والارادة، والى رغبة في تذليلها مع انها – بحسب قراءات متعددة – ليست صعبة الى الدرجة التي تستطيع تعطيل الحراك السياسي الذي يسير ببطء على ذلك الطريق، والتي تحتاج الى وقت طويل للوصول الى تطبيع العلاقات بين الجانبين.
ورغم ما يبدو من عناصر احتفالية تطفو على سطح المشهد الذي انطلق فعلياً خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الفائت، فقد بدا واضحاً ان الامور – حتى الان – لم تتجاوز حدود الرغبة المشتركة في تخطي حواجز الرهبة التي تغلف واقع العلاقة المتأزمة، والتي سبق ان شارفت على حدود المواجهة.
مفاصل تاريخية
في التطورات، وخلال الايام الفائتة، ساد اعتقاد بان الجانبين تجاوزا المحطات الصعبة، ووصلا الى اعتاب مرحلة يستطيعان من خلالها اطلاق مفاوضات تغطي جميع المجالات الخلافية. غير انهما افاقا فجأة على مفاصل تاريخية قد لا يكون من السهل تجاوزها. وفي مقدمة ذلك الريبة التي ابداها كل من الطرفين تجاه الآخر، والتي تستند الى تاريخ طويل من العداء عمره من عمر اطاحة نظام الشاه، وقيام نظام الجمهورية الاسلامية. ولحمته سلسلة من المواجهات بعضها سياسي والبعض الاخر عسكري، والتي جرت في اكثر من موقع. ووصلت الى حد التلويح باستخدام القوة العسكرية خصوصاً على خلفية البرنامج النووي الذي كان محوراً اساسياً للصراع على اكثر من جبهة وفي اكثر من مكان.
والجديد في الحالة الانفراجية، ما يوصف بانه تقدم في مباحثات الملف النووي، خلال جولة المفاوضات التي جرت الاسبوع الفائت، والتي اسست لاجتماع آخر سيعقد خلال الشهر المقبل، وما تسرب من معلومات حول مقترحات ايرانية تم تقديمها لمجموعة «5+1» وبالتالي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن اجواء ايجابية سادت المباحثات، ورسائل طمأنة تؤشر على نهج جديد في التعاطي مع هذا الملف، وبما يستجيب للمتطلبات الدولية من زاوية طمأنتها بعدم الرغبة في دخول المجال النووي العسكري.
في هذا السياق، يتوقف المتابعون عند معطيات كثيرة ومتعددة، بعضها معلن، والآخر سري، في ما يتعلق بملف ايران النووي. ففي الوقت الذي تحدثت جميع الاطراف عن مقترح ايراني تجري دراسته، دون الكشف عن تفاصيله، سربت اطراف عدة معلومة عن عدم ممانعة ايرانية في السماح للمفتشين الدوليين بتنفيذ زيارات مفاجئة لمواقعها النووية، ما يعني ان طهران تجاوزت العقبة الرئيسية التي كانت تحول دون الوصول الى قدر من التفاهم مع المجموعة الغربية، ومع الوكالة الدولية للطاقة النووية.
تضاف الى ذلك، تسريبات محورها جملة موافقات تفصيلية تتعلق ببعض المواقع النووية المخصصة لعمليات التخصيب، وامكانية فتحها امام المراقبين، واخرى يمكن وقف العمل فيها طبقاً لترتيبات خاصة.
في التفاصيل، اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن اتفاق بين القوى الكبرى وايران على عقد الجولة الجديدة من المحادثات بشأن البرنامج النووي المثير للخلاف يومي 7 و8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ومن جهته توقع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأن المحادثات النووية بين القوى الكبرى وايران يمكن ان تؤذن بتغيير في علاقات ايران مع هذه القوى. واعرب ظريف في تصريحات للصحافيين في ختام جولة من المفاوضات عقدت في جنيف، واستمرت يومين، عن أمله في ان تكون هذه الجولة بداية مرحلة جديدة في علاقات بلاده مع الغرب.
الملف النووي
وفي تفاصيل اخرى، اكد ظريف ان أعضاء «5+1» ستتاح لهم فرصة دراسة تفاصيل الاقتراحات الإيرانية وإعداد الخطوات التي يجب أن تتخذ، مقراً بأن «المفاوضات والتوصل إلى حل أمر ليس سهلاً، وان التفاوض حول التفاصيل يتطلب وقتاً ومناقشات مكثفة».
ومن جهتها أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تقود المحادثات مع إيران نيابة عن القوى العالمية الست، أن الطرفين اتفقا على اجتماع الخبراء النوويين وخبراء العقوبات قبل الاجتماع الرفيع المستوى المقبل.
وفي اشارات حملت قدراً من التفاؤل بحدوث انفراج في جدار الازمة النووية، كشفت آشتون أن المحادثات الحالية كانت أكثر تفصيلاً عما كانت عليه في اجتماعات سابقة، مضيفةً، ان مواقف الطرفين حددت بشأن عدد من القضايا بالفعل.
وبحسب تسريبات من اجتماع ايران مع «5+1» قدمت طهران خريطة طريق لإنهاء الخلاف حول تطلعاتها النووية، بينما عكف مفاوضون من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا على دراسة المقترحات الايرانية التي تقدمت بها طهران ووصفتها بـ «الانفراج» لإنهاء الخلاف المستمر منذ 10 سنوات. ولم تتكشف الكثير من التفاصيل عن المفاوضات إلا أن الجانبين أكدا على وجود تغيير في الجو العام في محادثات جنيف.
وفي السياق عينه، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي عباس عراقجي أنه من المقرر أن تطبق ايران البروتوكول الاضافي الذي يجيز للمفتشين القيام بزيارات مفاجئة لمواقعها النووية في المرحلة الاخيرة من العرض الذي قدمته لمجموعة 5+1 في جنيف، مصححاً بذلك تصريحات سابقة. وقال عراقجي رداً على اسئلة صحافيين ايرانيين عما اذا كان العرض الايراني يتضمن تطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي ومسألة مستوى تخصيب اليورانيوم، أن هذه المسائل غير مدرجة في المرحلة الاولى من الخطة لكنها مدرجة في المرحلة الاخيرة.
وبحسب مصدر رسمي ايراني عقد اجتماع على هامش لقاءات جنيف النووية بين مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ليكون اللقاء الثنائي الاول بين مسؤولين ايرانيين واميركيين بهذا المستوى منذ العام 2009. اضافة الى لقاء كيري وظريف خلال الشهر الفائت على هامش اجتماعات الامم المتحدة في جنيف. ويرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري “نافذة دبلوماسية تزداد انفتاحاً”، فيما تفاوتت مواقف الآخرين ازاء بوادر الانفتاح التي تبديها طهران. ولفت مصدر دبلوماسي غربي قبل بدء المحادثات في جنيف الى «وجود تباين صارخ بين سلسلة مبادرات ومواقف، وغياب تام لأي تقدم حول الجوهر».
تفتيش المواقع النووية
تطالب مجموعة 5+1 بآلية تفتيش مشددة. فمفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتوجهون بانتظام منذ عشر سنوات الى نطنز، اول مصنع ايراني لتخصيب اليورانيوم. كما يتوجهون ايضاً الى فوردو لكنهم يرغبون في التمكن من العودة الى موقع بارشين العسكري للتأكد من أنه لا يضم مركزاً تجريبياً لصنع القنبلة. كما يرغبون بالتمكن من الوصول الى وحدة المياه الثقيلة في موقع اراك. وتجري هذه الزيارات لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي التي صادقت عليها طهران في العام 1970. لكن ثمة منشآت عسكرية مثل مجمع بارشين الشاسع الواقع شرق طهران الذي لا يعد موقعاً للتخصيب، لا تدخل في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي بل في اطار بروتوكول اضافي وقعته طهران في العام 1998 لكنها لم تصادق عليه.
وفي اراك يسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية احياناً بدخول موقع المفاعل النووي لكن ليس الى وحدة المياه الثقيلة. وهذا المفاعل المخصص لانتاج البلوتونيوم الذي يدخل في صنع القنبلة، قد يتم انجازه بين عامي 2014 و2016 وفق مصادر غربية.
وكان مجلس النواب الاميركي أقرّ في تموز (يوليو) الفائت نصاً يشدد العقوبات الاميركية التي تستهدف قطاع السيارات. ومن المقرر أن يصوت عليه مجلس الشيوخ في الخريف. واعلنت مجموعة من الاعضاء النافذين في مجلس الشيوخ الاميركي استعدادها لتعليق النظر في المشروع إن وافقت ايران على التوقف فوراً عن تخصيب اليورانيوم. وتطالب بجعل موقع فوردو – السري – لتخصيب اليورانيوم غير قابل للاستخدام. حيث تم الكشف عن وجود هذا الموقع في 25 ايلول (سبتمبر) 2009 على هامش قمة مجموعة العشرين من قبل قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتطالب كذلك بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. و«معالجة» المخزون المتبقي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتحويله الى عناصر وقود. لكن عراقجي الذي يترأس الوفد الايراني الى المفاوضات اكد أن تخصيب اليورانيوم يشكل «خطاً احمر بالنسبة الى ايران»، وأنه من غير الوارد تعليقه أو الحد منه أو وقفه. لكنه اكد استعداده لمناقشة مستوى التخصيب وشكله وكميته.
احمد الحسبان