نايلة ساروفيم تستعرض «مدن الضوء»
«انا مغرمة بتجريب مواد جديدة وطرق جديدة في الفن» قالت نايلة ساروفيم لـ «الاسبوع العربي» على هامش معرضها «مدن الضوء» في غاليري بياس اونيك في منطقة الصيفي – بيروت، هي التي ترفض ان تسمى فنانة تشكيلية لانها مصممة تخطيطية بالاساس عملت في وكالات اعلانات عدة طوال سنوات قبل ان تركز اهتمامها على الفن.
نظرة على معرض نايلة ساروفيم الذي قدمت فيه مدناً زارتها واحبتها مثل لوس انجلوس، نيويورك، لندن، الدوحة ومدينتها الام بيروت والذي ابرزت فيه نظرتها هي الى المدينة، نرى ان فيه ميزة التنوع لا بل انها داخلة في صلب عملها، حيث ان الاسلوب الواقعي يلاقي التجريد والبوب آرت، والالوان الحيوية تتحاور مع احجام وتقنيات مختلفة فجاءت النتيجة مجموعة الوان فريدة واسلوب مميز.
تجديد المواد
ولعل اكثر ما يميز معرض نايلة ساروفيم انها تدهش الزائر، ففي كل لوحة نجد تجديداً واستخداماً لمواد جديدة نذكر على سبيل المثال: المسامير التي استخدمتها في لوحتي مارلين مونرو – عشرة كيلوغرامات من المسامير – كما في لوحة ثانية تخطيطية لاسم بيروت، او من خلال استخدام الوان معينة (غلو ان ذي دارك) التي يمكنها ان تنير اللوحة، بمعنى ان تظهر الانوار في اللوحة حتى في العتمة، وحين تنطفىء الاضواء تضيء اللوحة تماماً مثل النجوم في السماء في ليلة صيف مقمرة. وفي لوحات اخرى اعتمدت الفنانة اسلوب تثقيب قماشة اللوحة.
ومما لا شك فيه ان فن ساروفيم يدعو الزائر الى ان ينظر الى الاشياء من خلال اضاءة مختلفة، خصوصاً لانها تعتمد الجمع بين التصوير والرسوم التوضيحية والتزيينية والمادة اللماعة في الالوان المظلمة وذلك بهدف اضاءة المدن المختلفة، وسكانها، حيث من الواضح ان الفنانة استطاعت ان تبث الحياة حتى في تصويرها للصحراء.
«احب الحداثة وكل شيء حديث» تقول لـ «الاسبوع العربي» مشيرة الى لوحة اظهرت فيها القرية اللبنانية بالابيض والاسود وجددتها بلمسة الحداثة بالالوان، وشرحت انها تستعمل الكمبيوتر للصور تطبعها ومن ثم تشتغل عليها بالوان الاكريليك والبخاخة (ايربرش).
فرح وتفاؤل
وبما انها ذات شخصية ايجابية متفائلة، تحرص نايلة ساروفيم على استعمال الالوان الحيوية الفرحة، حتى المشاهد المظلمة في لوحاتها نراها تضيء من مكان ما للدلالة على الامل. «لا احب رسم الحرب والدمار التي لم اعشها على اي حال ولا ان انقل اليأس والاحباط للناس. برأيي ان اللوحة التي نعلقها في بيتنا يجب ان تنشر الفرح والتفاؤل لا اليأس والاحباط» قالت لنا.
جولة بين لوحاتها نلاحظ انها رسمت لوحتين لمدينة نيويورك: الاولى مظلمة، واوضحت انها تعكس المرحلة الاولى التي رأتها فيها حيث وجدتها مظلمة موحشة لم تحبها، لكنها في اللوحة الثانية رسمتها مضيئة شاعرية. واللافت ان الاولى ليست معتمة بالكامل، بل ان اسودها مضيء. كذلك تستوقفنا لوحة اخرى عنوانها «مدخل البناية» وقد ادخلت فيها الفنانة الحديد وجعلته على شكل زنزانة السجن، مقفلة على الموظفين، تريد ان توصل من خلالها ان شعور الموظفين يشبه شعور السجناء وراء القضبان.
نايلة قاعي ساروفيم مديرة فنية ومصورة، من مواليد العام 1982، خريجة الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة الالبا. عملت في وكالات اعلان عدة قبل ان تتفرغ لفنها حيث انها كانت تميل دائماً للرسم والرسوم التوضيحية والرسوم البيانية وهذا الميل ظهر لحسن الحظ في فنها الذي انتج اسلوبها وتوقيعها الخاصين. اما معرضها «مدن الضوء» الذي نحن في صدده فمستمر امام الزوار الى اخر شهر تشرين الاول (اكتوبر) الحالي 2013 في غاليري بياس اونيك الصيفي عينها، وهو الرابع بالنسبة الى مشاركاتها الجماعية لكنه الفردي الاول الخاص بها.
كوثر حنبوري