«أبعد من»… الأول لمايا حيدر
«ابعد من» عنوان اختارته الفنانة التشكيلية مايا حيدر لمعرضها الفردي الاول في غاليري زمان الحمرا -بيروت، مختارة له موضوع الحجاب بعد ان شعرت انه يعنيها شخصياً كفنانة محجبة، فقررت ان توصل بواسطة 20 لوحة انجزتها بمواد مختلفة على القماش، ما هو ابعد من نظرتنا واحكامنا المسبقة ورأينا الجاهز الذي نرميه على الناس، وجعلت كل لوحة ذات طابع لوني مختلف لانها مرتبطة بفكرة معينة في ذهنها بالاساس كما اشتغلت على الاطار الذي معها لم يعد اطاراً للوحة بالشكل المتعارف عليه بل اصبح متداخلاً او جزءاً اساسياً من تشكيل اللوحة.
اشكالية الحجاب
تحدثت مايا حيدر لـ «الاسبوع العربي» عن سبب اختيارها موضوع الحجاب: «الحجاب اشكالية قديمة – جديدة موجودة وبما ان الفن يعكس واقعاً اجتماعياً ويعنيني، اخترت معالجته فطرحت من خلال لوحاتي رؤى عدة لـ «ألانا» والاخر من خلال منظور مختلف للمرأة، اي المرأة تجاه نفسها ونظرة المرأة الاخرى تجاهها، الى ما هنالك.
واوضحت الفنانة ان شخصياتها متخيلة لكنها مستوحاة من شخصيات موجودة في المجتمع نصادفها في حياتنا اليومية، وشرحت ان اشكالية الحجاب تفاقمت اثر احداث 11 ايلول (سبتمبر) حيث دخلت كظاهرة بقوة في فنون ما بعد الحداثة وفي الفن الحديث المعاصر بالاعتراف حيناً وبالنقيض احياناً كثيرة، وهذا المعرض الذي تقدمه اليوم ما هو الا جزء واستمرارية لهذه الاشكالية لاظهار البعد الاجتماعي والروحاني للحجاب.
معرض مايا حيدر الذي استغرق تحضيره اكثر من ستة اشهر لم يقتصر على هذا الموضوع، بل اشتمل على لوحات بالاسلوب التجريدي بمواد مختلفة ايضاً، لكن على نسيج مختلف من قماش وخشب وغيره.
ولم تخف انها كفنانة محجبة ليس لديها اية مشكلة مع ذاتها لكن المشكلة هي مع الاخر او الاخرى لذا عرضت في هذا المعرض عالمي الداخل والخارج.
تحرير المتلقي
تقول حيدر: «الفن عندي يمثل اللغة التي اكتشف وأضع من خلالها حالات الانسان وتناقضاتها”، مضيفة ان معرضها الاخير يمثل اعمالاً تستكشف رؤية ذاتية عن غطاء الرأس والحجاب الذي لا يحجب الرؤية، ولا يمنع التواصل والاختلاف مع تقدير أهمية الاختلاف والتنوع.
وتتابع: «في لوحتي إشكالية الاختلاف السلوكي الشخصي الظاهري والباطني لنساء ذوات الانتماء الواحد (حيث تحمل النساء طوائف دينية مختلفة بحجابها) مع الجدلية بين المرأة والمرأة الاخرى، علاقتها كمحجبة بجسد الانثى الاخرى التي قد تخفي احياناً اكثر مما يخفيه الحجاب ويظهر اكثر مما يكشفه الجسد الاخر، هي ايضاً محاولة لتحرير المتلقي من النظرة الأحادية الجانب، وأن تتنوع الرؤية إلى مستوى التعددية».
فهل تنجح مايا حيدر من خلال الفن في تحرير المتلقي من النظرة الأحادية الجانب؟.
ك. ح