أعلن وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل «أننا دخلنا الى الضاحية الجنوبية لنبرهن للبنانيين أننا ضد الأمن الذاتي، ولو كان لدى الدولة اللبنانية الامكانات قبل هذا الوقت لما رأينا حزب الله على الحواجز». ورفض التشكيك بالخطة الامنية قائلاً: «لن نقبل في هذه التجربة أن ينزل مع الاجهزة الامنية أي حزبي وأي حامل سلاح. وعندما سيحدث ذلك سأعمل على سحب الاجهزة الامنية وليتحمّل المسؤولية كل من يخطىء بحق الدولة». كما استغرب القول ان الانتشار الامني حرّر حزب الله من الاعباء سائلاً: «ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل نتركه؟ القيامة قائمة عليه وكل يوم يتعرّض للانتقاد السياسي، واذا انتشرنا مكانه يقولون اننا نحرّره ونريحه!». وأكد «أن تركيزنا سيكون على منع دخول المتفجرات الى الضاحية، ولكن اذا مرّ المتهمون الاربعة المطلوبون الى المحكمة الدولية على الحواجز الامنية سيتم توقيفهم». وأشار الى «أن طريق المطار باتت آمنة»، لافتاً الى «اتصالات كثيرة وردتنا من الخارج عن وقع ايجابي لهذه الخطة عند السياسيين الاجانب». وعن نقل سلاح كيميائي الى حزب الله في لبنان قال: «لا تعتقد أن أحداً وضع الاسلحة الكيميائية في صندوق ومشى، وهل القصة هي تحميل كونتينر والاتيان به الى هنا؟ وهل سيضعها في حديقة في الضاحية أو على نهر الوزاني، ويقول لهم تعالوا وأنظروا وخذوها؟!». وآمل في «أن تُحلّ قضية مخطوفي أعزاز والطيارين التركيين في أقرب وقت»، داعياً الى «التحاور وتأليف حكومة من اجل اعادة تثبيت الوضع الامني وتفعيل الوضع الاقتصادي والسياحي». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل.
هل يمكن القول معالي الوزير إن الأمن الذاتي إنتهى اليوم في الضاحية الجنوبية وفي بعض المناطق اللبنانية؟
لا يوجد أمن ذاتي في أي منطقة إلا ما ظهر في الضاحية، فقد حدث فراغ والجماعة خائفون ولم نستطع ملء هذا الفراغ إلا في هذا الوقت. فبعد اطلاق الصواريخ ووقوع أول انفجار في بئر العبد وثاني انفجار في الرويس لم تكن لدى الدولة والاجهزة الامنية الامكانات لتغطية الفراغ لوجود العناصر بكثافة في طرابلس أو على الحدود أو في صيدا أو عرسال، ولو كانت لدينا الامكانات قبل هذا الوقت لما رأينا حزب الله على الحواجز.
هناك من يشكّك بجدية هذه الخطة وخصوصاً من تيار المستقبل ويقول: إن حزب الله هو من سلّم الدولة الأمن في الضاحية وليس العكس، بماذا تردّ؟
دعنا ننتظر ونرى، فإما يكون الحق معهم أو يكون الحق معنا. وهذا الكلام غير صحيح فالدولة موجودة في الضاحية منذ زمن بعيد. هناك حل من إثنين: إما يبقى الامن الذاتي أو تدخل الدولة، نحن دخلنا الى الضاحية لنبرهن للبنانيين أننا ضد الأمن الذاتي وسنقول لهم أكثر من ذلك أننا لن نقبل في هذه التجربة أن ينزل مع الاجهزة الامنية أي حزبي وأي حامل سلاح. وعندما سيحدث ذلك سأعمل على سحب الاجهزة الامنية وليتحمّل المسؤولية كل من يخطىء بحق الدولة.
كم هو عديد الاجهزة الامنية التي انتشرت في الضاحية بالتحديد؟
من أقاموا الحواجز عددهم 1082 عنصراً ولكن هناك مخافر وفصائل وسرية اقليمية وهذا يرفع العدد الى حوالي الالفين.
لم تمض ساعات على الانتشار الامني في الضاحية حتى سُجّل اطلاق النار ابتهاجاً فور اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التلفزيونية فكيف تعلّق على هذا الامر؟
هذا أمر محسوب، وهذا لم يكن اطلاق رصاص بل اطلاق مفرقعات وأسهم نارية.
الخوف من الانفجارات
هل صحيح أن الانتشار الامني جاء ليحرّر حزب الله من الاعباء ومن أي مواجهة مع جمهوره؟
يا أخي، ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل نتركه؟ القيامة قائمة عليه وكل يوم يتعرّض للانتقاد السياسي، وإذا إنتشرنا مكانه يقولون إننا نحرّره ونريحه! طيب ماذا نفعل به؟ نقتله؟!
هل الخشية من وقوع انفجارات ما زالت قائمة بحسب معطياتكم وماذا لو وقع انفجار جديد لا سمح الله في قلب الضاحية كما سبق وتحدث السيد نصرالله فهل سيجري تحميل الدولة المسؤولية ويُقال لا بديل عن الامن الذاتي؟
صحيح، وهذا ما أخذناه على عاتقنا ونحن نحسب هذا الحساب، ولكن ماذا تفعل؟ لا يمكنك أن تترك الضاحية وأن تتركهم يقومون بعمليات التفتيش. ونحن ما زال لدينا تخوّف من اعمال ارهابية ولذلك نتخذ كل التدابير الاحترازية، وتركيزنا سيكون على منع دخول المتفجرات الى الضاحية.
وهل من الممكن القيام بعملية تفتيش عن المتهمين المطلوبين الى المحكمة الدولية؟
سبق وقلت إن المتهمين الاربعة المطلوبين الى المحكمة الدولية إذا مرّوا على الحواجز الامنية سيتم توقيفهم، ولكننا لسنا الآن في وارد التفتيش عن هؤلاء المطلوبين بل في وارد حماية الضاحية من أي عمل ارهابي مثلما نرغب بذلك في طرابلس.
كيف جرى الاتفاق على الانتشار الامني في الضاحية وماذا دار بينك وبين مسؤول الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا؟
بعدما اصبحت لدي الامكانية لنشر 700 الى 800 عنصر بالاتفاق مع الجيش اللبناني، إجتمعت مع المسؤول في حزب الله وكان الاتفاق ورحّبوا بالفكرة على الفور.
ولماذا لم تقوموا بهذه الخطة في طرابلس كما طالبتكم قيادات طرابلسية ومن بينهم الوزير فيصل كرامي؟
أتمنى أن يحصل انتشار أمني في طرابلس اليوم قبل الغد مثلما حصل في الضاحية، ولكن لا يمكن تنفيذ مثل هذه الخطة في طرابلس لأن هناك مسلحين على الارض ونزاعات بين الاطراف وهذا يعطّل الاجراءات الامنية، وقد سقط نتيجة ذلك الكثير من الشهداء والجرحى من الجيش وقوى الامن، أما في الضاحية فلا يوجد مسلحون ولا اشخاص مختلفون بين بعضهم وهذا ما سهّل تنفيذ الخطة.
ماذا في جديد تفعيل الشرطة البلدية لتكون العين الساهرة في القرى والبلدات؟
أنا جمعت حوالي 900 رئيس بلدية في البيال وأعطيتهم توجيهات وقلت لهم: إن المادة 74 من قانون البلديات تقول إن الشرطة البلدية هي تشرف على الامن في المنطقة. وأصدرت قرارين مهمين لأجعل قوى الامن الداخلي تعمل في الامن فقط، فقد منعت قوى الامن من أن تتعاطى بمخالفات البناء ووضعت الامر بعهدة رؤساء البلديات والقائمقامين والمحافظين المولجين في الأساس بإعطاء التراخيص والمسؤولين عن مراقبة وضبط هذه المخالفات، ولكن بإمكان هؤلاء طلب مؤازرة قوى الامن عند الضرورة. ونحن نتولى حالياً تدريب الشرطة البلدية في معهد قوى الامن ومن ضمنهم 350 عنصراً من شرطة بيروت لأن لدى البلدية 700 عنصر كانوا يتقاضون رواتب بلا عمل.
لا لتقسيم الاجهزة
سمعنا تعليقات سياسية تدعو الى عدم تطييف أو مذهبة الاجهزة الامنية كيف تصف واقع هذه الاجهزة حالياً؟
دعونا نقف مع هذه الاجهزة ونتضامن معها لأنها الوحيدة الضامنة للأمن والاستقرار في لبنان اليوم، ولنبتعد عن كل محاولة لتقسيم هذه الاجهزة مثلما وقع الانقسام السياسي بين 8 و14 آذار.
هل يمكن القول اعتباراً من اليوم أن طريق المطار باتت آمنة لكل اللبنانيين ولكل السيّاح العرب والاجانب؟
نعم طبعاً، وقد وردتنا اتصالات كثيرة من الخارج ولا تتصوّر كم كان لهذه الخطة من وقع ايجابي عند السياسيين الاجانب.
تحدثت عن اهمية الوفاق السياسي وتشكيل الحكومة، من يعطّل تأليف الحكومة برأيك؟
من يعطّل التأليف هو الخلاف السياسي، والبلد لم يعد يتحمّل نكايات فلنفتّش كيف نتحاور ونؤلف حكومة من اجل اعادة تثبيت الوضع الامني وتفعيل الوضع الاقتصادي والسياحي. فلا يمكن الاستمرار على الوضع الحالي ويجب أن يكون الخيار هو الحوار.
ولكن يبدو أن هناك علامات استفهام حول بنود الحوار والبعض يسأل عن جدوى الحوار في ظل سلاح حزب الله؟
علينا أن نتناقش مع حزب الله ونرى أين هناك إفادة من السلاح وأين هناك ضرر من هذا السلاح؟
الاسلحة الكيميائية
في ما يتعلق بالحديث عن نقل اسلحة كيميائية من سوريا الى حزب الله في لبنان فقد نفى السيد نصرالله هذا الامر ولكن هل لديكم كدولة لبنانية معلومات في هذا الاطار؟
في موضوع نقل السلاح الكيميائي لا تعتقد أن أحداً وضعه في صندوق ومشى. هل تعرف أن نقل هذا السلاح وتدميره يكلّف مئات ملايين الدولارات؟ وهل القصة هي تحميل كونتينر والاتيان به الى هنا؟ ما هذا الكلام يا شيخ ؟! ثم إن حفظه وتوضيبه يتطلبان أمكنة جاهزة، فأين هي الابنية لدينا التي بإستطاعتها أن تحتضن وتحتوي الاسلحة الكيميائية؟ هل سيضعها في حديقة في الضاحية أو على نهر الوزاني؟ ويقول لهم تعالوا وأنظروا وخذوها؟! ما هذا الكلام؟ هذا السلاح بحاجة الى أبنية مختصة والى أمكنة إحترازية مهمة جداً وكأنك تحتفظ بكيلو لحم وتنوي أكله بعد 3 ايام، فأنت مضطر لوضعه في البرّاد، فالامر بحاجة الى وسائل حفظ على درجة من الاهمية.
هل من جديد في قضية مخطوفي أعزاز وفي مسألة خطف الطيارين التركيين في لبنان؟
إن شاء الله في أقرب وقت تجري حلحلة.
هل على أجندتك أو أجندة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم زيارة الى تركيا؟
الزيارة واردة.
كيف السبيل الى معالجة قضية النازحين السوريين وماذا يؤمل من اجتماع نيويورك؟
نأمل أن يعود رئيس الجمهورية مكللاً بالنجاح.
حاوره: سعد الياس