دولياترئيسي

الارجنتين…. البيرونية على طريق جديدة

بعد عصر البيرونية، عاشت الارجنتين، مرحلة، لا تزال مستمرة، اسمها «الكيرشينيرية»، انتقلت فيها الرئاسة، ايضاً، من الزوج الى الزوجة، مروراً بعصر من الديكتاتوريات العسكرية، انتهاء بالرئيس السوري الاصل البيروني كارلوس منعم، الذي حكم عليه بالسجن، لمتاجرته بالسلاح، عهد كان رئيساً، ولكنه لن يدخل السجن، بسبب تقدمه بالسن (الثمانين) وحصانة تؤمنها له عضويته في مجلس الشيوخ. وبعد كارلوس منعم، فاز برئاسة الارجنتين باسم البيرونية ايضاً نستور كيرشنر، الذي خلفته زوجته كريستينا فرنانديز دو كيرشنر، التي فازت بالرئاسة باسم البيرونية.

يوم الاحد الماضي، جرت انتخابات تمهيدية لتسمية مرشحي الحزب البيروني، دائماً للانتخابات التشريعية، المقررة في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. فحقق الزعيم البيروني المنشق، سرجيو ماسا، انتصاراً ساحقاً في ولاية بوينس ايرس، العاصمة، حيث يقيم حوالي  40 في المئة من الناخبين. فكانت النتيجة الابرز في هذه الانتخابات.
هذه الانتخابات التمهيدية من المفروض فيها ان تساعد على وضع لوائح المرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة، ولكنها تشكل عملياً،ميزان الحرارة السياسية، على المستوى الوطني، فكانت بمثابة ناقوس خطر، بالنسبة الى الرئيسة الحالية كريستينا فرنانديز دو كيرشنر، فخسر مرشحوها، امام لوائح سر
جيو ماسا، الذي كان مدير مكتبها في رئاسة الجمهورية قبل ان يتخلى عنها وينتقل الى المعارضة، فحاربها على كل الجبهات، من الامن، الى التضخم الى الفساد، الى استقلالية القضاء، والى علاقاتها السيئة بالبابا الارجنتيني، الذي جلس على عرش الفاتيكان وتعاليمه.

كتاب «قنبلة»
ففي مكتبات الارجنتين، اليوم، كتاب «قنبلة» اسمه «غراميات كريستينا» وضعه الصحافي فرانكو ليندينر، عن المرأة صاحبة السلطة العليا في البلاد المعروفة باسم «الرئيسة» كريستينا كيرشنر، ارملة نستور رئيس الارجنتين من 2003 الى 2007، قبل ان تتولى الزوجة المنصب، انتخاباً وتجديداً.
ويدعي «اول تحقيق صحافي، في العالم المجهول عن حياة الرئيسة» ان كريستينا الدائمة الاناقة، في الستين من العمر، كانت لها علاقات عاطفية مع وجهين بارزين على المسرح السياسي، المحلي: امادو بودو، وزير الاقتصاد من 2009 الى 2011، الذي رفعته نائباً للرئيس، وخورخيه كابيافيتش، حاكم ولاية كاخو في شمال شرق الارجنتين.
وكانت الاخبار روت، ان امرأة قامت تشتم علناً، الحاكم كابيافيتش وضيفته الرئيسة كريستينا كيرشنر، التي كان يترأس الى جانبها، احتفالات 25 ايار (مايو) 2011، ونقلت جريدة الـ «موندو» الصادرة في بوينس ايرس عن الكتاب  «ان رجال، امن حاكم الولاية ورئيسة الدولة، عجزوا عن لجم غضب ساندرا ماندوزا، زوجة حاكم ولاية كاخو، ومنعها من الوصول الى المنصة الرئاسية، شاتمة.
وفي الواقع يبدو ان حب الاثنين لشراب المتة المحبب من الارجنتينيين، لم يكن الرباط الوحيد بينهما، وكان الزوج الحاكم، عاد قبل ثلاثة ايام من انفجار الفضيحة، من نيويورك، حيث شارك مع الرئيسة، في تمثيل الارجنتين في افتتاح اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

مساعدون شباب
ويروي فرانكو ليندنر، رئيس تحرير القسم السياسي في مجلة «نوتيسيا»، الارجنتينية ان الحاكم شوهد وهو يدخل في ساعة متأخرة من الليل الى فندق فور سيزونز حيث كانت تنزل الرئيسة، وان الخبر وصل الى السيدة مندوزا، زوجته.
ويصف ليندنر، الرئيسة فرنانديز دو كيرشنر، في مقدمة الكتاب بـ «امرأة تحب ان تحوط نفسها بمساعدين طموحين، ولا شيء يمنع ان يكونوا من الشباب» بحيث يبدون وكأنهم من فريق عارضي ازياء».
ويبدو ان بودو، هو الذي كان يتوافق اكثر من غيره، مع هذا الوصف. ففي سنة 2008، وبعد سنة من تسلمها الرئاسة، اولت السيدة كيرشنر، بودو، مهام وزير الاقتصاد، بالرغم من «الشكوك» العديدة التي اثارها زوجها الرئيس السابق حول اهليته.
وبعد سنتين كان الاثنان يلتقيان في منزله هو في حي «ريفر فيو» القائم في منطقة بويرتو ماديرو البورجوازي في العاصمة بوينس ايرس، تجنباً لكثرة الحرس الخاص في القصر الجمهوري، ويشير واضع الكتاب الى ان الرئيسة راحت «تعتمد اكثر فاكثر على وزير اقتصادها وليس في المعنى المجازي فحسب».
ولكن يبدو دائماً، حسب الكتاب، انها تخلت عن تسمية الوزير السابق، نائباً للرئيس، في انتخابات 2011، كذلك، بسبب حديث له سجلته المخابرات، وصل الى حد القول فيه: «كم هي بشعة كريستينامن دون تبرج».

جوزف صفير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق