سينما

في ذكرى ميلاده الـ 75 سوبرمان يعود مع Man of Steel

سوبرمان بطلنا الخارق الاسطوري الذي ابصر النور عام 1932 على يد الكاتب الاميركي جيري سيغيل والرسام الكندي جو شاستر، يعود اليوم مجدداً الى غزو الصالات السينمائية في ذكرى عيده الـ 75. سوبرمان يعود  مع شريط Man of Steel من انتاج  وسيناريو مخرج سلسلة الرجل الوطواط كريستوفر نولن الذي سبق ان اتحفنا بالرائعين Batman Begins وThe Dark Knight، ومن اخراج زاك سنايدر الذي سبق ان اثبت جدارته في اخراج الافلام المقتبسة عن القصص المصورة  مثل 300  وWatchmen.

هذه المرة بطلنا الخارق لن يحمل ملامح اول سوبرمان في السينما جورج ريفيس الذي قدم الشخصية في فيلم Superman and the Mole Men عام 1951، ولا أشهر سوبرمان في تاريخ السينما أي النجم كريستوفر ريف الذي قدم اربعة افلام بين 1978 و1987حملت كلها اسمه كعنوان، ولا حتى اضعف سوبرمان، براندون روث الذي قدم الشخصية في فيلم Superman Returns عام 2006 من اخراج براين سينجر. بطلنا الخارق هذه المرة هو الممثل البريطاني هنري كافيل الذي بعدما قدم دور ابن الإله زوس في شريط Immortals، يقدم اليوم دوراً خالداً وImmortal.

عودة الى الماضي
الشريط الجديد من مغامرات سوبرمان من انتاج شركة «وارنر» التي تعيدنا الى بداية واحدة من أشهر القصص وأهم الشخصيات الخيالية الخارقة في تاريخ الكتب المصورة. انها شخصية سوبرمان الذي وُلد على كوكب كريبتون واسمه الاصلي  كال-إل  (Kal-El) . قبل انفجار كوكبه ودماره، سيضعه والده جور-إل (راسل كرو)  في صاروخ ويرسله الى الارض ليغط الطفل في مدينة سمولفيل حيث سيتبناه الزوجان جوناثان ومارثا كنت (كيفن كوستنر ودايان لاين) ويطلقان عليه اسم كلارك. عندما سيكبر كلارك كنت، سيكتشف أن لديه قدرات خارقة  وحباً خارقاً للويز لاين (آيمي ادامز). وهكذا سيقرر الانطلاق لمعرفة من اي كوكب جاء ولماذا تم ارساله الى كوكبنا؟  ولكن البطولة قدر ينتظره ليصبح رمزاً للامل الذي يحمله في صدره من خلال حرف S، لذلك سوبرمان مضطر لمواجهة عدوين قادمين من كوكبه كريبتون هما الجنرال زود (مايكل شانون) وشريكته الجهنمية فاورا.

ابهار وتجديد
فكرة تقديم شريط جديد عن سوبرمان لم تفارق يوماً شركة وارنر، ولكنها كانت تتريث وتؤجل الموضوع خصوصاً بعد فشل شريط Superman Returns عام 2006 من اخراج براين سينجر. أخيراً قررت وارنر أن تنطلق بسلسلة جديدة حول سوبرمان، تماماً كما سبق ان حصل مع سلسلة باتمان الجديدة التي انطلقت مع Batman Begins وتابعت النجاح الكاسح مع The Dark Knight وThe Dark Knight Rises. وهكذا تم الاتصال بمخرج سلسلة باتمان كريستوفر نولن وشقيقه جوناثان كاتب السيناريو ودايفيد غوير المتخصص في الاقتباسات السينمائية للكتب المصوّرة الذين اعلنوا موافقتهم على المشاركة في اطلاق سوبرمان جديد. لكن وبسبب انشغاله باخراج The Dark Knight Rises، فضل كريستوفر نولن انتاج Man of steel تاركاً مهمة الاخراج لزاك سنايدر الذي استطاع تحقيق الانجازات من خلال  ميزانية Man of steel التي بلغت 235 مليون دولار اميركي وهي الاضخم حتى الان في تاريخ أفلام المغامرات العلمية الخيالية الحافلة بالفانتازيا والاكشن.  فشريط The Avengers 3D بلغت ميزانيته  220 مليون دولار،  وIron Man 2 200 مليون دولار، وHulk وThor 150 مليون  دولار،  وIron Man وCaptain America 140 مليون دولار. ومع الميزانية «الخيالية» لم يكن صعباً على زاك سنايدر أن يقدم مغامرة متوازنة من ناحية التركيز على الابهار المشهدي كما على الشق الانساني الدرامي.
وهكذا نحنا سنتفاعل مع قصة سوبرمان وتخبطاته الانسانية والبطولية خصوصاً ان الفيلم يركز كثيراً على طفولة بطلنا الذي اعتبر دائماً فتى مختلفاً وقد منعه اهله من استعمال قواه الخارقة، مما جعله شاباً مقموعاً وضائعاً وغاضباً. وفي الوقت عينه نحن سنستمتع بمتابعة استعراضات بصرية ورقمية تخطف الانفاس واكشن حماسي وترفيه وضخامة ومعارك قوية بكل ما تحتويه من جماليات مشهدية  ومؤثرات رائعة وإيقاع لاهث وتغيير في مظهر سوبرمان الذي سيتخلى عن المايوه الاحمر الذي لطالما اشتهر به، ويستبدله بزي ازرق معدني، مع ابقائه على وشاحه الاحمر الشهير. ايضاً هو سيغيّر نقطة ضعفه، فالى حجر كوكبه الذي يخفف قواه دائماً، سيضيف بطلنا الخارق الى لائحته نقطة ضعف جديدة هي المشاعر والانفعالات الانسانية.

سوبر نجوم وسوبر معارك
هذه الانفعالات الانسانية جسدها بشكل مقبول نجم الفيلم الممثل هنري كافيل الذي اقنع المخرج زاك سنايدر بأنه افضل من يرتدي زي سوبرمان الملتصق على جسده، خصوصاً عندما لم يضحك احد من فريق العمل لدى رؤيته باللباس الضيق اثناء جلسات الاختيار. وكان هنري كافيل قد خضع لتمارين مكثفة لاشهر طويلة من اجل اكتساب العضلات السوبرمانية المقنعة من دون ان يضطر المخرج الى الاستعانة بالخدع الرقمية. وهكذا نجح بانتزاع الدور والزيّ من ممثلين كثيرين تنافسوا عليهما، مثل زاك افرون وارمي هامر وجون هام وباتريك ويلسون وطوم ويلينغ وجو مانجانيلو ومات بومر. وحتى ثنائي شريط Superman Returns الممثل براندون روث والمخرج براين سينجر كانا يأملان بالعودة الى اداء دوريهما في الجزء الجديد، ولكن ما ان وقع اختيار شركة وارنر على المخرج زاك سنايدر حتى تبددت احلام المخرج براين سينجر. اما براندون روث فظل يتأمل باستعادة دور سوبرمان الى ان سمع المخرج زاك سنايدر يعلن بأن شريطه لن تكون له اي علاقة او رابط بالافلام السابقة. عندها فقد الامل وودع زي سوبرمان الى الابد.

 


بدورها شخصية حبيبة سوبرمان التي قدمتها آيمي ادامز شهدت «سوبر- معركة» بين نجمات عديدات مثل ناتالي بورتمان وآن هاثاواي وكريستن ستيوارت ورايتشل ماكادامز واوايفيا وايلد وميلا كونيس وجيسيكا بييل. حتى دور والدة سوبرمان بالتبني لم يخلُ من المنافسة بين جوليان مور وليزا رينا وسيلا وارد ودايان لاين التي تمكنت اخيراً من حسم الدور لصالحها. أما شخصية الشرير زود فكانت تتأرجح فقط بين فيغو مورتنسن ومايكل شانون، على عكس شخصية والد سوبرمان البيولوجي التي فصّلت أصلاً على مقاس النجم راسل كرو وحده، وبذلك يكون كرو ثاني فائز بالاوسكار يقدم شخصية جور-إل بعد مارلون براندو الذي قدم الدور في شريط Superman من اخراج ريشارد دونر عام 1978. ويذكر ايضاً ان اخراج الفيلم ايضاً شهد معركة كبيرة، فشركة «وارنر» لم تقترح فقط اسمي كريستوفر نولن وزاك سنايدر، بل ايضاً دارن ارونوفسكي وطوني سكوت ومات ريفس والنجم بن افليك الذي رفض العرض معللاً السبب نتيجة افتقاره للخبرة في مجال المؤثرات الخاصة الرقمية.

مايا مخايل

سوبرمان بطل خارق في الاعلانات
مما لا شك فيه ان فيلم  المخرج زاك سنايدر هو بطل خارق في عدد شركائه المعلنين عن علاماتهم التجارية الذين رغبوا بالاستفادة من شهرة سوبرمان لتسويق منتجاتهم السوبر جيدة. مع 98 شريكاً إعلانياً عالمياً أميركياً وغير أميركي، يعتبر Man of steel من اكثر الافلام التي حظيت برعاية اعلانية ضخمة في تاريخ السينما، والتي سمحت لشركة وارنر المنتجة بتوفير170 مليون دولار من ميزانية الفيلم. وهكذا يتفوق سوبرمان Man of steel على باتمان The Dark Knight Rises الذي حصد 150 مليون دولار من الاعلانات. وعلى سبيل الذكر لا الحصر  اطلقت شركة Kellogg’s حملتها الاعلانية التي تعد المستهلكين بالفوز بقدرات سوبرمان الخارقة عند تناولهم حبوبها، وكشفت شركة شفرات Gillette سر الحلاقة المثالية لرجل الحديد، ومنحت شركة النظّارات «واربي باركر» زبائنها مظهر كلارك كنت المعتاد على ارتداء نظارته الطبية الشهيرة. حتى الجيش الاميركي لجأ الى خدمات سوبرمان لحث الشباب على الانتساب الى الحرس الوطني للولايات المتحدة ليصبحوا Soldiers of Steel على غرار Man of Steel.

سوبرمان اميركي – بريطاني
هنري كافيل هو اول ممثل بريطاني يقدم شخصية البطل الاميركي سوبرمان. ولكنه ليس اول ممثل غير اميركي يقدم شخصية بطل خارق مقتبس عن الكتب المصورة الاميركية. لقد سبقه الى ذلك النجم البريطاني كريستيان بايل الذي قدم شخصية الرجل الوطواط في ثلاثية المخرج كريستوفر نولن الشهيرة. بدوره البريطاني اندرو غارفيلد جسّد شخصية الرجل العنكبوت في شريط The Amazing Spider-Man. أيضاً النجوم الاوستراليون قدموا ابطالاً خارقين اميركيين، فكريس همسوارث قدم دور Thor وهيو جاكمان جسّد شخصية Wolverine واريك بانا أدى دور Hulk. حتى الكندي راين رينولدز جسد شخصية كل من دادبول في X-Men Origins: Wolverine   وهانيبال كينغ في Blade Trinity  وهال جوردن في Green Lantern.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق