لبنان عيناً على السيارات المفخخة وعيناً على الـ …. «توما هوك»

كانت طبول الحرب تقرع لحظة كتابة هذا التقرير، فالبوارج الغربية تقدمت الى المتوسط على وقع إستنفار عربي – دولي غير مسبوق، بدا جازماً بإقتراب ساعة العقاب بـ «الكروز» و«التوما هوك» لنظام الرئيس بشار الاسد على ارتكابه مجزرة الكيميائي في غوطة دمشق.
لم يكن النقاش حول: هل تحصل الضربة العسكرية ام؟ كانت التطورات توحي بأن «ما كتب قد كتب». المناقشات كانت تدور حول حدود الضربة الوشيكة وحجمها وطبيعتها وبنك أهدافها، وحول نتائجها في سوريا وعلى مستقبلها، وفي المنطقة بأسرها.
ولبنان «المشدود الاعصاب» كان عيناً على «السيارات المفخخة» ورعبها المترامي في الشوارع وبين الازقة وامام التجمعات وقبالة المساجد والكنائس، وعيناً اخرى على البحر الذي ينذر بأمواج من الصواريخ الاستراتيجية المتأهبة لتمطر تحولات في سوريا – الاسد.
باراك اوباما تحول فجأةً قائداً مقداماً، ديفيد كاميرون إقتحم الشاشات، فرنسوا هولاند وضع النقاط على الحروف، الجامعة العربية اصدرت بياناً غير كل البيانات، دول المنطقة فركت يديها ملياً، تركيا لن تسامح، السعودية تريد الاقتصاص، فالجميع هالهم مشهد الموت الذي خطف اطفال الغوطة.
اوباما رفع الهاتف الاحمر مع صديقه اللدود فلاديمير بوتين، سلطان عمان قابوس بن سعيد قصد ايران في محاولة لسكب المياه الباردة، حتى ان جيفري فيلتمان ذهب الى طهران معتمراً قبعة الامم المتحدة في محاولة لـ «جس نبض» حليف الاسد الجريح … وبدا الجميع امام جوجلة حساباته في لحظة تصفية الحساب.
ورغم هذا الانشغال الذي حل ثقيلاً على عواصم المنطقة، فإن بيروت التي لم تكن إنتهت من تجميع اشلاء ضحايا الانفجار المزدوج في عاصمة شمال لبنان (طرابلس)، وجدت نفسها امام مخاوف من اشتعال حرب اقليمية قد تكون احدى ساحاتها المفتوحة بفعل الدور المرتقب لـ «حزب الله» في الدفاع عن نظام الاسد.
وغالباً ما كان اللبناني يمضي يومياته بين «خبر عاجل» عن سيارة يشتبه بأنها ملغومة، و«خبر عاجل» آخر عن الاستعدادات لحرب على قاب قوسين ضد البنى العسكرية لنظام الاسد، وبين «الخبرين» حكايا عن الموت الذي دهم حي الرويس في الضاحية الجنوبية يوماً، وعن موت مشابه ضرب المسجدين في طرابلس، المدينة التي حلت بها نكبة إنسانية.
مع الصاروخ الأول
ومع قرع طبول الحرب الدولية ضد النظام السوري، كان السؤال الكبير في بيروت: هل المقصود «إنهاك» الأسد او إنهاؤه، وأي ارتدادات لكل من هذين الاحتمالين على لبنان الذي كان عشية إطلاق «الصاروخ الاول» شديد الحذر في التعامل علناً مع المسار الجديد في سوريا وما يمكن ان يؤدي اليه هذا التطور من نقل الصراع الى مرحلة جديدة تماماً بإنعكاساتها الغامضة على سوريا وعبرها على لبنان؟
وفي ظل «حبس الأنفاس» هذا بدا بديهياً وضع مجمل الملفات السياسية في لبنان في «ثلاجة» انتظار ما سيؤول اليه الوضع السوري، لأن اياً من طرفي الصراع لم يكن في وارد تقديم تنازلات قد تصبح بلا طائل بعد الضربة العسكرية لنظام الاسد، وهو ما جعل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالدعوة الى تأليف حكومة جامعة والعودة الى طاولة الحوار بمثابة صرخة في صحراء من المتغيرات التي تتجاوز الواقع اللبناني.
ولم يكن صعباً تلمّس «حرب رهانات» استعرت في لبنان مع وصول البوارج الحربية الى المتوسط، ولا سيما ان بيروت تبقى الأكثر تأثراً بالتطورات السورية، خصوصاً ان الاستهدافات الارهابية التي كان يعيش وسط مخاوفها بلغت ذروتها بعد تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية ثم مجزرة المسجدين في طرابلس، لأنها ربطت وضعه تماماً بالصراع السوري.
وفيما كان حلفاء النظام السوري ولا سيما منهم «حزب الله» يحذرون من ان اي ضربة أميركية قاصمة للنظام السوري ستشعل المنطقة وتالياً سيكون لبنان في مقدمة الدول التي ستتأثر بإنعكاساتها، فإن الأفرقاء الآخرين التزموا الصمت والحذر وسط علامة استفهام كبرى رسموها، مفادها: الى اي مدى سيكون النظام السوري «المقلّم الأظافر» او المتداعي قادراً على ممارسة الضغوط والردّ عبر لبنان تحديداً؟ وهل هناك قرار لدى ايران لإستخدام الساحة اللبنانية للردّ عبر «حزب الله»؟
لم تحجب هذه الأسئلة على «استراتيجيتها» الأنظار عن «هموم» لبنان الأمنية، هو الذي بقي لأيام «تحت تأثير» العمليات الإرهابية التي ضربت في منطقتين تشكلان أكبر مركز ثقل شعبي لدى الشيعة والسنّة في لبنان (الضاحية وطرابلس) والتي يواكبها «كابوس» تفجيرات يتخذ شكل تحذيرات من «السوْرنة» و«الآتي الأعظم» والتبليغ عن سيارات مشبوهة يتضح انها غير مفخخة والعثور على عبوات غير معدة للتفجير، في ما يشبه «فيلم رعب» حقيقياً قلَب اولويات اللبنانيين بعدما لمسوا خطورة الإنكشاف الأمني الذي يسود بلدهم الذي بات في «قلب العاصفة».
وعلى «وهج» التفجيرات وحال الإستنفار الأمني غير المسبوق في محاولة لمنع وقوع المزيد من العمليات الارهابية، ارتسمت ملامح تضامن وطني عبّر عن نفسه بالإستنكار الجامع لتفجير الجوامع بمن فيها وبزيارة التضامن والتعزية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى طرابلس ثم الضاحية التي قصدها ايضاً مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، من دون ان يفضي هذا المناخ الى قناعة بأن لبنان صار في «مأمن» من الاختراقات الأمنية الخطيرة ومن حال الجمود… القاتلة.
اسئلة متفجرة
وكان لبنان عاش في 23 آب (اغسطس) حال فاجعة وطنية برزت معها سلة اسئلة «متفجرة»… أين سيضرب «الموت» بعد الضاحية «الشيعية» التي إستهدفها تفجيران في 9 تموز (يوليو) و15 آب (اغسطس)، وبعد طرابلس «السنية» التي هزها إنفجاران مروعان ضربا مسجدي التقوى والسلام؟… هل تكون المناطق المسيحية او الدرزية الهدف التالي في الطريق الى «العرقنة» الكاملة للوضع اللبناني؟
هذه الاسئلة «المُرة» تدافعت من قلب غبار الإنفجارين اللذين استهدفا المسجدين في عاصمة الشمال وأديا الى سقوط نحو 50 قتيلاً و900 جريح في مشهد «بغدادي» بدا متصلاً بالأزمة السورية وتداعياتها اللبنانية في ضوء الإنخراط العسكري لـ «حزب الله» في القتال الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي «الجمعة الدموية» التي تطايرت معها اشلاء المصلين في مسجدي «التقوى» و«السلام» اطلت مجموعة مفارقات طبعت العمل الارهابي «المزدوج» وأبرزها:
– ان انفجار السيارتين المفخختين امام مسجد «التقوى» الذي كان يؤم المصلين فيه الشيخ «السلفي» سالم الرافعي، ومسجد «السلام» المقابل لمنزل المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، جاء بعد ثمانية ايام على تفجير الرويس في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، والذي ادى الى مقتل 27 شخصاً وجرح اكثر من 300.
– ان الانفجار «المزدوج» الذي إستهدف البيئة الحاضنة لـ «تيار المستقبل» والقوى السلفية، اي طرابلس، ضرب منطقة تعتبر «عريناً» في دعم الثورة السورية و«خزاناً» بشرياً لقوى «14 اذار»، وغالباً ما كانت في عين العاصفة التي هبت عليها مراراً من خط التماس السياسي – المذهبي بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن.
- ان هذا العمل الإجرامي هو الأول الذي يستهدف دور العبادة في لبنان، الذي لم يشهد حتى ابان حربه الاهلية تفجير مساجد او كنائس او حسينيات، الامر الذي جعل من «بنك اهداف» منفذي هذا التفجير مدعاة قلق كبير من وجود خطة «جهنمية» لإشعال نار الفتنة في لبنان.
– ان الانفجار شكل «صدمة» للقوى الأمنية، ولا سيما انه جاء من خلف خطوط الدفاع الوقائية التي رسمتها من خلال إندفاعتها الهجومية لملاحقة شبكات إرهابية وتوقيف أفراد فيها على خلفية تفجير الرويس وعمليات أمنية اخرى إستهدفت «حزب الله» وبيئته، سواء في الضاحية (صواريخ) او البقاع (عبوات ناسفة)، الامر الذي كان اوحى بأن لبنان نجح في إقامة «شبكة امان» امنية سرعان ما جاء تفجيرا طرابلس للإجهاز عليها.
وتبعاً لهذه المفارقات المضرجة بالدم والاسئلة الخطرة، ارتسمت خشية من ان يكون لبنان ينزلق شيئاً فشيئاً الى «النموذج العراقي»، وسط إنطباع بسقوط اخر «ورقات التوت» من حماية الحد الادنى التي كانت تمنع إنتقال الحروب الاقليمية الى عقر دار اللبنانيين.
خطورة الوضع
فرغم الدعوات والنداءات التي صدرت من مختلف القوى السياسية لضبط النفس وعدم الانجرار الى الفتنة، فإن خطورة ما حصل في طرابلس بعد الضاحية الجنوبية، عبرت عنها المعطيات الآتية:
– الايحاءات بأن ما شهدته طرابلس هو في اطار محاولة لإحداث «توازن رعب بالدم»، وسط غمز لقوى 14 اذار من قناة مسؤولية «حزب الله» عما جرى، اقله بسبب «كشفه الواقع اللبناني» نتيجة إنغماسه في الحرب السورية، ودعوته الى الانسحاب فوراً من سوريا لأن جهاده فيها بدأ يستجر جهاداً مضاداً في لبنان.
– ابداء اوساط مراقبة الخشية من ان يكون طرف ما استغل المناخ الذي اعقب تفجير الرويس لتنفيذ ضربة توحي بأن «حزب الله» متورط فيها لجره الى صدام داخلي، مستفيداً من البيان الشديد اللهجة الذي اصدرته كتلة نواب الحزب عشية تفجير طرابلس وصوّبت فيه على السعودية ضمناً محملة «أجهزة إستخبارات دنيئة في المنطقة المسؤولية عن تفجير الرويس»، ومتهمة «تيار المستقبل» من دون ان تسميه بأنه «يشكل الحاضنة التحريضية السياسية للمجموعات التكفيرية».
وعلى وقع إنفجار سيارات «الموت» في اكثر من منطقة والعجز الرسمي عن ملاقاة هذا الوضع الخطير بما يلزم من اجراءات سياسية – أمنية من شأنها «تصفيح» الواقع اللبناني، فإن المخاوف تعاظمت من اكتمال حلقات «الامن الذاتي» بعد الإنفلاش الأمني لـ «حزب الله» في اطار اجراءات تحوطه في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مناطق الجنوب والبقاع، واحتمال إنتقال هذه «العدوى» لتشمل اطرافاً اخرى بعدما بدا ان هذا المسلسل مرشح للإنتقال من منطقة الى اخرى ذات مشارب سياسية ومذهبية وطائفية مختلفة.
وكانت الساعة تقارب الواحدة والنصف من بعد ظهر 23 آب (اغسطس) حين دوى انفجار امام مسجد التقوى خلال وجود المصلين داخله، فيما انفجرت سيارة مفخخة اخرى بعد خمس دقائق امام مسجد السلام خلال خروج المصلين منه، ما افضى الى مشهد مرعب من الدم والدمار سقط معه عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ومن خلف سحابة الدخان الاسود التي خلفها الانفجاران خرجت الاسئلة عما اذا كانت العملية المزدوجة استهدفت شخصية أمنية او سياسية، ولا سيما ان موقع مسجد السلام في منطقة الميناء عند معرض الرئيس رشيد كرامي قريب جداً من منازل عدد من القادة السياسيين والأمنيين، ابرزهم الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي.
من المستهدف؟
وما عزز هذا الانطباع التقارير التي اشارت الى ان سيارة الـ «فورد» الرباعية الدفع الزيتية التي انفجرت امام مسجد السلام وكانت محملة بنحو 175 كيلوغراماً من المواد المتفجرة والحارقة حاول سائقها ركنها امام مبنى منزل اللواء ريفي المقابل للجامع قبل أن يمنعه المسؤول عن أمن الأخير من ذلك.
ومع انفجار السيارة بمحاذاة مسجد السلام اصيب منزل ريفي بأضرار جسيمة فيما نجا هو وعائلته بأعجوبة رغم إصابة زوجته السيّدة سليمة بجروح بدا أنها طفيفة.
وفي حين لم تتوان اوساط سياسية عدة عن ربط التفجير بوجود منزل ريفي قربه، متحدثة عن امكان ان تكون السيارة المفخخة هدفت الى تحقيق هدفين معاً، اي اغتيال المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي والتسبب بأكبر عدد من الخسائر البشرية، رفض ريفي استباق التحقيقات والجزم في هذا الأمر.
توقيف الغريب
استدعت جريمة طرابلس الإرهابية استنفاراً أمنياً وقضائياً افضى الى الامساك بأكثر من طرف خيط، إنطلاقاً من توقيف الشيخ احمد الغريب (المحسوب على حركة التوحيد الاسلامي القريبة من النظام السوري) الذي كان ألقي القبض عليه وعلى شيخ ثان غداة تفجيري طرابلس، في ظل تقارير اشارت الى ظهور شخص يشبه الغريب في اشرطة كاميرات مراقبة في محيط مسجد السلام وهو يتحدث على الهاتف، وان معلومات تلقتها الأجهزة الأمنية افادت انه سبق ان تحدث مرات عدة امام آخرين عن امكان حصول تفجيرات تستهدف مساجد في عاصمة الشمال.
ووسط المعلومات عن أن الأجهزة الأمنية كانت تعمل على تحليل الاتصالات التي أجريت على مدار 24 ساعة قبل الإنفجارين وبعدهما، من البحصاص عند المدخل الجنوبي لطرابلس وحتى البداوي عند المدخل الشمالي، وعن انه تم سحب كل محتويات كاميرات المراقبة في محيط المسجدين وفي كل الشوارع القريبة التي يمكن أن تكون السيارتان قد سلكتاها، وذلك لكشف أي خيط يمكن أن يقودها الى معرفة الفاعلين، برزت التقارير في صحف قريبة من 14 آذار التي اشارت الى ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي توصّلت من خلال التحقيق مع الشيخ الغريب الى انتزاع اعتراف منه بأنه كان على علم مسبق بالتفجيرين وبوسائل التفجير وانّ العملية تمت بتخطيط مباشر من الاستخبارات السورية.
وذكرت التقارير ان الغريب قدّم إفادات متناقضة بين جلسة استجواب وأخرى وان تحليل حركة اتصالاته الهاتفية وكشف حركة عبوره الحدود في اتجاه الأراضي السورية ذهاباً وإياباً أدّت بمجملها إلى كشفت تورّطه بالتفجيرين، لافتة الى ان القضاء العسكري يفترض ان يتبيّن دوره الفعلي ومدى تورّطه، ولا سيما بعدما ثبت انه كان على علاقة بالمخابرات السورية وعلى معرفة بالمتفجّرات و«بنك الأهداف».
اجهزة لكشف المتفجرات
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الداخلية مروان شربل أنه طرح في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد بعد ثلاثة ايام من تفجيري طرابلس موضوع تزويد الوزارة بتجهيزات لكشف المتفجرات، على ان تدرس وزارة المال الكلفة واتخاذ الاجراءات اللازمة وفق الآليات المطلوبة. وأوضح «ان ثمة اقتراحاً يجري العمل على وضعه موضع التنفيذ خلال الأسبوع المقبل ويقضي بعقد اجتماع عام لرؤساء البلديات في لبنان من أجل عرض امكان مساهمة البلديات في مهمة مراقبة الأمن في نطاق عمل هذه البلديات عبر شرطتها وحراسها، مما يشكل دعماً مهماً لعمل الأجهزة الأمنية في السهر على احوال البلاد في مواجهة محاولات النيل من الاستقرار الامني. وهكذا يمكن تطبيق شعار«كل مواطن خفير» على أوسع نطاق».
وفي سياق متصل، افادت معلومات ان بلدية بيروت بدأت بدرس خطة لتركيب كاميرات مراقبة في العاصمة ولا سيما في الأسواق التجارية كخطوة رادعة ووقائية من عمليات التفجير، علماً بأن المطالبة بتركيب كاميرات مراقبة في بيروت طرحت ابان مرحلة التفجيرات والاغتيالات بين عامي 2005 و2006، في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى، لكن معارضة وزراء «حزب الله» وحركة «امل» اجهضت هذه الخطة التي كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد تعهدت بتمويلها بكلفة تتجاوز الـ 50 مليون دولار.
ردود فعل
وقد أثار التفجير المزدوج الذي ضرب طرابلس يوم «جمعة الدم» موجة ردود فعل عربية ودولية مندّدة ترافقت مع تحذيرات عدد من دول الخليج والعالم لرعاياها من السفر الى لبنان، ودعوة الموجودين فيه الى مغادرته.
وفي حين تركت مطالبة الكويت جميع مواطنيها بـ «مغادرة لبنان فوراً وعدم السفر إليه في هذه الفترة الحرجة»، اضافةً الى دعوة واشنطن رعاياها لعدم السفر الى لبنان، أصداء سلبية لأنها عكست حراجة الوضع الذي تعيشه «بلاد الأرز»، بدا المجتمع الدولي قلقاً الى اقصى الحدود حيال ما عبّرت عنه «مجزرة المسجدين» وما يمكن ان تحمله الأيام المقبلة من «شرّ مستطير»، ولا سيما في ظلّ دخول الأزمة السورية مرحلة مفصلية على الصعيد العسكري وسط التداعيات «المتطايرة» لمجزرة الغوطة.
وكان مجلس الأمن الدولي وصف ما حصل في طرابلس بأنه «عمل إرهابي»، معتبراً في بيان أصدره بالإجماع أن «الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أيّ أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها، بصرف النظر عن دوافعها وحيثما ومتى ارتكبت وكائناً من كان وراءها».
بدوره أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بياناً جاء فيه أنه «يندد بشدة بالتفجيرين اللذين حصلا بعيد صلاة الجمعة خارج مسجدين» في مدينة طرابلس، داعياً «جميع اللبنانيين الى ممارسة ضبط النفس والبقاء موحدين» وأن «يدعموا مؤسسات الدولة، وخصوصاً القوى الأمنية، في المحافظة على الهدوء والنظام في طرابلس وكل البلاد، وفي الحيلولة دون تكرار أعمال مدمرة كهذه».
فؤاد اليوسف