جمهورية امبابا الاسلامية تطرد الاخوان

امبابا، واحد من أحياء القاهرة الشعبية، استحق تسمية «جمهورية امبابا الاسلامية»، بعد 90 سنة من تاريخ وجغرافيا فوضويين، فأتاح هذا الاعلان، مناسبة للاسلاميين للقيام بتجربة ما في ممارسة السلطة، ولكن العنف الذي رافق احداث الاسابيع الأخيرة، اعطى صورة جديدة لم يكونوا يتوقعونها، لأنه اعادهم الى تجارب القمع البوليسي الذي قضى في الأمس، على «جمهوريتهم». وروى لنا عادل، احد مواطنيها، الذي وصل الى باريس: «اعادونا الى وضعنا السابق، ان الملتحين عادوا الى ممارسة ارهاب التسعينيات، وعادت المشاكل مع حكم الاخوان».
فالحي، الذي انضم الى الموجة الاصولية، وصوّت الى جانب الاخوان في 2011، غيّر مواقعه. وانضم الى الموجة التي ادت الى قمع الاخوان. وقال عادل: من دون ان يركب موجة الدعاية الرسمية، «أن الاخوان قتلوا رفاقاً، ووزعوا الأموال لتشجيع الناس على الانضمام الى التظاهرات واستعملوا الأطفال دروعاً بشرية».
وتذكر عادل، الشيخ جابر، وفريقه من الملتحين الاخوان، الذين طبقوا اصول الشريعة الصارمة، على مدى 6 اسابيع من سنة 1992، على المسلمين والمسيحيين.
وعادوا بعد سقوط حسني مبارك، ليعيدوا الكرة، بطمأنة الناس، بالأمن وبالمساعدات الاجتماعية والمعيشية، ولكنهم لم يفعلوا. وبقيت امبابا، لا تتلاءم مع وعود الأمل ولم تخف وطأة الحرمان والنواقص المعيشية.
«والمهم الآن، ان يكون الاخوان ذهبوا، انهم اسوأ من أكلة اللحوم البشرية ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام». ويشرح عادل ان الاخوان في الحي اضحوا اليوم يختبئون بعد ان حلقوا ذقونهم خوفاً من الإعتقال».
الشائعات حول «انجازات» الاخوان، في مصر، وصلت الى حد القول ان ايمن الظواهري جاء الى سيناء في عهد محمد مرسي الذي اغدق في نظر آخرين المساعدات على القرى الحدودية مع السودان، وارسل الوقود الى قطاع غزة.
وتتهم «جمهورية امبابا الاسلامية»، الاخوان بأنهم شجعوا على حمام الدم الذي غمر مصر على حساب اعمال الخير التي كانت شعار نشاطهم خلال العقود الأخيرة. وضمنت لهم الشعبية التي ملأت شوارع مصر في الأسابيع الماضية، فكانت ورقة رابحة في مجتمع سيبقى يعاني من الجهل والفقر والبطالة، في صفوف الشباب وغياب الخدمات العامة، واقتصاد يعيش حالة نزاع وسط الاضطرابات والتوتر، المفروض ان تقضي عليها عودة النظام والأمن والإستقرار.