دوليات

روسيا تفتتح اليوم بفخر دورة الالعاب الاولمبية الشتوية

نشرت روسيا نحو 40 ألفا من قواتها الأمنية داخل وحول القرية الأولمبية لتأمين الألعاب الأولمبية الشتوية التي تبدأ اليوم في مدينة سوتشي على ضفاف البحر الأسود وتنتهي في 23 شباط / فبراير. وهي اول العاب اولمبية شتوية تنظمها روسيا في تاريخها بحضور عشرات من رؤساء الدول الاجنبية، في احتفال كبير هدفه اثارة اعجاب العالم. ويريد الرئيس فلاديمير بوتين ان يكون هذا الموعد العالمي صورة لروسيا، بعدما بذل جهودا كبيرة في تنظيم اكبر حدث دولي في البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.
وغداة آخر التدريبات والاختبارات الرياضية، سيفتتح الحفل عند الساعة 20,14 بالتوقيت المحلي في رقم يرمز الى العام الجاري ( 16,14 تغ)، في ستاد فيشت الجديد الذي شيد على ضفاف البحر الاسود من اجل الالعاب الاولمبية الشتوية التي تعد واحدة من اكثر الدورات اثارة للجدل.
ونشرت روسيا ما يزيد عن 40 ألف عنصر أمن وجندي لتأمين الألعاب الأولمبية التي تبدأ في مدينة سوتشي مساء اليوم. علما أن روسيا تواجه تهديدا جديا من قبل الحركات الجهادية القوقازية العاملة في المنطقة.
وكانت الوكالة الأميريكية لسلامة النقل قد منعت موقتا على الركاب المتجهين من الولايات المتحدة إلى روسيا من نقل السوائل وأنواع الجيل والمساحيق في أمتعتهم الشخصية، وذلك لدواع أمنية تتعلق بأولمبياد سوتشي. ولكن رغم التحذيرات من خطر وقوع هجمات في سوتشي، فقد سعى وزير الخارجية الأميركي إلى طمأنة مواطنيه الراغبين بحضور هذه الألعاب. وقال كيري لشبكة أن بي سي أنه “إذا رغب أي أميركي، بمن في ذلك ابنتي، بالذهاب إلى سوتشي سأقول له اذهب”.
وكان متطرفون إسلاميون من القوقاز الروسي هددوا في شريط فيديو نشر مؤخرا على موقع يوتيوب باستهداف الألعاب الأولمبية في سوتشي، وذلك بعد حوالى شهر من الهجومين الإنتحاريين اللذين استهدفا فولغوغراد في جنوب روسيا في كانون الأول (ديسمبر).

حضور وغياب
وسيحضر اكثر من اربعين من قادة العالم الحدث الذي سيتغيب عنه مع ذلك بعض القادة الغربيين. وبين اهم الشخصيات التي ستحضر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي توجه الى سوتشي على الرغم من الازمة السياسية في بلده.
وسيسمح حضور هؤلاء القادة بنشاط دبلوماسي ولقاءات على هامش دورة الالعاب الاولمبية، تأمل روسيا في الاستفادة منها لتعزيز العلاقات مع حلفاء مهمين.
لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما وعددا من القادة الاوروبيين بينهم الرئيسان الفرنسي والالماني فرنسوا هولاند ويواكيم غاوك، لن يتوجهوا الى سوتشي وهو غياب فسره مراقبون بالرغبة في التعبير عن استيائهم بعد تبني قانون يمنع “الدعاية” للمثلية الجنسية بين القاصرين.
وقد أعلن الخميس انه عين في الوفد الاميركي الذي سيشارك في افتتاح الالعاب الاولمبية الشتوية لاعبين مثليي الجنس ليثبت للعالم ان الولايات المتحدة ترفض “الخضوع للتمييز”.
وقال في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” انه اختار لاعبة الهوكي كيتلين كاهو والبطل السابق في التزحلق الفني على الجليد براين بويتانو، وهما لاعبان اولمبيان كشفا مؤخرا عن هويتهما الجنسية المثلية، للمشاركة في الوفد الاميركي.
وأضاف الرئيس الاميركي عشية افتتاح الالعاب، انه “من البديهي اننا نريد ان نظهر وبوضوح اننا لا نرضخ للتمييز وان هذا يتضمن التمييز بين الاشخاص على اساس ميلهم الجنسي”.
اما محرك البحث غوغل، فقد جعل شعار صفحة الاستقبال الوان قوس قزح، رمز المثليين في العالم، الى جانب جملة من الميثاق الاولمبي تقول “ممارسة الرياضة بدون اي شكل من التمييز”.
وفي مواجهة الانتقادات، اكد بوتين ان الجميع سيشعرون بالراحة في العاب سوتشي وان السلطات ستفعل ما في وسعها لضمان امن هذا الحدث الذي ينظم على بعد مئات الكيلومترات فقط عن جمهوريات القوقاز المضطربة.
وكان اعتداءا فولغوغراد التي تبعد 700 كلم عن سوتشي في نهاية كانون الثاني (يناير) اثارا مخاوف امنية مجددا.
وقال اوباما في المقابلة ان روسيا تواجه “تحديا هائلا” في منع وقوع هجوم ارهابي خلال الالعاب الاولمبية، مؤكدا ان واشنطن تبذل كل ما بوسعها للمساعدة في حماية الاولمبياد.
وأضاف “نحن على اتصال دائم معهم (الروس)، على مستوى القوات الامنية والجيش والاستخبارات في آن معا (…) نحن نعمل باستمرار معهم من اجل ان نضمن سلامة ليس فقط لاعبينا الاولمبيين بل كل الاشخاص الراغبين في حضور الالعاب الاولمبية”.

الأغلى في التاريخ
وتأمل روسيا في ان يثير حفل الافتتاح الذي لم تسرب اي تفاصيل عنه ويتوقع ان يركز على ثقافتها ونفوذها، اعجاب العالم.
وقال رئيس اللجنة المنظمة للالعاب ديمتري تشيرنيشينكو لصحافيين ان “الاحتفال سيكون واحدا من اجم الاحتفالات التي تم تنظيمها حتى الآن”.
وسيتحول ستاد فيشت في هذه المناسبة الى “مسرح يتسع لاربعين الف شخص ويسمح بتحقيق كل الخيال الابداعي”.
وسيحمل عدد من ابرز رواد الفضاء الروسي وبينهم سيرغي كيركاليف صاحب الرقم القياسي في البقاء في الفضاء لمدد يبلغ مجموعها 803 ايام، العلم الروسي الى قمة الملعب خلال الحفل الذي سيبث في جميع انحاء العالم . لكن اسم الشخصية التي ستضرم الشعلة الاولمبية لم يكشف بينما اكد بوتين انه لم يتدخل في اختيارها العائد الى اللجنة الاولمبية.
ويرى الكثير من الروس ان هذا الحفل يذكرهم باولمبياد موسكو في 1980 في زمن الاتحاد السوفياتي.
واكدت السلطات الروسية ان البلاد مستعدة لهذه الالعاب الاغلى في التاريخ اذ بلغت نفقاتها الاجمالية 50 مليار دولار (37 مليار يورو) لاعمال بناء واشغال هائلة في منطقة لم تكن فيها من قبل اي منشآت رياضية.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري كوزاك “انجزنا اكبر مشروع في التاريخ الاولمبي الحديث”.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق