The Bling Ring… فيلات مشاهير هوليوود في قبضة مراهقين مهووسين
في فيلمها الخامس بعد The Virgin Suicides وLost in Translation وMarie Antoinette وSomewhere، اختارت صوفيا كوبولا، ابنة «عراب» السينما العالمية فرانسيس فورد كوبولا، تقديم موضوع مثير وبرّاق تصدّر عناوين الاخبار وشغل الرأي العام الاميركي قبل اعوام عدة. لقد اختارت هي النجمة وابنة النجم، ان تقدم القصة الحقيقية لمجموعة من المراهقين الميسورين والسطحيين والمبهورين بالمظاهر والموضة والنجوم والسينما، الذين قاموا باقتحام مجموعة من بيوت مشاهير هوليوود وسرقوا بقيمة ثلاثة ملايين دولار ثياباً وحقائب واحذية ومجوهرات.
شريط The Bling Ring ينقل لنا باسلوب درامي – توثيقي القصة الحقيقية لخمسة طلاب مراهقين يقيمون في لوس انجلوس، اولهم مارك (ايزرايل بروسار) الفتى القادم الى المدرسة حديثاً والذي لا يلقى شعبية، خصوصاً انه مهووس بالموضة ويرغب في ان يصبح مصمم ازياء. الثانية هي ريبيكا (كاتي شانغ) المراهقة العابثة والجريئة التي تحب المخاطرة وتعيش بين والدين مطلقين. الثالثة والرابعة هما الاختان نيكي (ايما واتسون) وسام (تيسا فارميغا) اللتان تحلمان بالشهرة وعرض الازياء والمشاركة في الاعلانات والكليبات، والخامسة هي صديقتهم الشقراء كلوي (كلير جوليان).
اقتحام فيلات المشاهير
بداعي الحشرية والقاء نظرة، سيبدأ كل من مارك وريبيكا اولاً بدخول فيلات المشاهير اثناء غيابهم بداعي السفر او الحفلات. لاحقاً ستنضم اليهما الفتيات الثلاث وستبدأ المجموعة بالاستمتاع باسلوب حياة المشاهير ومقتنياتهم من الماركات العالمية والثمينة، فيقومون بسرقة ملابسهم ومجوهراتهم واموالهم، والتقاط الصور بها وعرضها والتباهي على مواقع التواصل. تلك المجموعة البريئة بمظهرها، هي فعلاً ساذجة وسطحية، فالاصدقاء ليسوا لصوصاً محترفين، بل هم مراهقون يتركون بصماتهم في كل مكان ولا ينتبهون الى كاميرات المراقبة المزروعة في حدائق فيللات المشاهير، ولا يأبهون لما قد يحصل، فكل همهم يقتصر على التسوّق من بيوت النجوم، وارتياد الحفلات والتقاط الصور. ورغم ذلك لم تتمكن شرطة لوس انجلوس من القبض عليهم الا بعد عام من بدء عملياتهم.
كسر الممنوع
صوفيا كوبولا التي مالت دائماً الى معالجة اجواء الملل والفراغ والضياع المحيطة باشخاص لم يبلغوا سن الرشد في افلامها السابقة، تعيد الكرة مجدداً في The Bling Ring. ولكنها تكتفي هنا بتصوير المراهقين وعرض مشكلة مجتمع من دون ان تدخل في صلبها أو تعرض لنا دوافع هؤلاء المراهقين. لم تقل صوفيا ما يكفي حول مشكلة جيل ضائع واهل لا يتابعون ولا يراقبون ونظام مدرسي يغرق بالمخدرات المتوافرة بسهولة بين ايدي طلابه. انها مشكلة جيل مراهق يرغب بالتشبّه بالنجوم والمشاهير بأي ثمن ومهما كانت الوسائل، من دون اي شعور بالملامة او الخطأ. يسرقون ليس بهدف المال المتوافر اصلاً معهم، بل رغبة في اختبار مشاعر جديدة وكسر الممنوع وحباً بالاعتقاد بأن كل شيء مسموح لهم. ولكن لا يسعنا سوى ان نقدّر لصوفيا كوبولا حسن اختيارها لاربعة من افراد العصابة شبه مبتدئين، هم: ايزرايل بروسار بشخصية مارك وكاتي شانغ بدور ريبيكا وتيسا فارميغا بدور سام وكلير جوليان بدور كلوي. لقد استغرق البحث عنهم عاماً كاملاً من الكاستينغ وقد نجحوا في النهاية في تجسيد ما ارادت كوبولا اظهاره من مشاعر الضجر والفراغ التي تسكنهم بشكل مقنع. واللافت ان صوفيا طلبت منهم اثناء تحضيرهم الفيلم، ان يقوموا فعلاً بتنفيذ عملية سرقة في بيت لم يعلموا انه لاحد اصدقائها، من اجل ان يختبروا فعلاً الاحساس الذي يشعر به اللصوص عادة، ويحصوا الاخطاء التي قد يقعون فيها في ظرف مشابه. في اية حال صوفيا كوبولا مشهورة بكونها تحب العمل مع ممثلين مبتدئين وصغار في السن. فكريستن دانست كانت في السابعة عشرة وفي بدايتها السينمائية عندما قدمت معها شريط Virgin Suicides، ومثلها آيل فانينغ التي كانت في الثانية عشرة عندما أدت دور البطولة في فيلم Somewhere.
ايما واتسون… الدور المختلف
اما خامسة المجموعة فهي نجمة ومعروفة جداً عالمياً منذ مشاركتها في سلسلة Harry Potter. انها الممثلة البريطانية ايما واتسون التي تقدم دوراً مختلفاً 180 درجة عن شخصية هرميون صديقة هاري بوتر في مدرسة السحر. وعن دور نيكي في The Bling Ring تقول: «لقد قمت باشياء في هذا الفيلم لا يمكن لي انا ايما واتسون ان اقوم بها في حياتي. من المسلي جداً والممتع ان اكتشف جوانب مخفية من خلال شخصية أقدمها. لقد سمح لي هذا الدور بأن أقوم باشياء مجنونة لم اكن احلم بتنفيذها بيوم من الايام”. في اية حال تقول ايما واتسون انها استمعت كثيراً الى ألبوم بريتني سبيرس Femme Fatale الذي ساعدها على الدخول في شخصية المراهقة نيكي. ايضاً استوحت واتسون دورها من كل من فتيات بيفرلي هيلز ونجمتي تلفزيون الواقع كيم كارداشيان وباريس هيلتون التي تظهر في لقطة من الشريط بصفتها الشخصية، خصوصاً انها كانت من ضحايا عصابة المراهقين.
في منزل باريس هيلتون
اما منزل باريس هيلتون فقد تحوّل بطلاً رئيسياً في الفيلم، لأن النجمة الشقراء وافقت على أن يتم التصوير داخل فيلتها الفعلية. وهكذا سيدخل المشاهدون مع افراد العصابة الى بيت باريس هيلتون وسيكتشفون اين تنام واين تأكل واين تسهر في الغرفة الخاصة المجهّزة بمسرح. كما سيشاهد الجمهور مجموعة نظاراتها ومجوهراتها وفساتينها وسيدخل ايضاً الى غرفة أحذيتها. بدورها تظهر الممثلة كريستن دانست في مشهد واحد بصفتها الشخصية، فهي لم ترفض طلب مخرجة فيلميها Virgin Suicides وMarie-Antoinette التي أصرّت على الاستعانة باطلالات نجوم يؤدون شخصيتهم الحقيقية في الفيلم لأنها تتمسّك بالمصداقية في المواقف التي تدور مع المشاهير وداخل بيوتهم. واضافة الى هؤلاء، يضم الفيلم شخصيات معروفة في عالم السينما مثل الممثلة ليزلي ماين زوجة المخرج جود اباتاو التي تؤدي دور والدة نيكي، وغافن روسدال المغني وعازف غيتار الفريق الموسيقي البريطاني Bush الذي يؤدي دور ريكي مدير ملهى ليلي في لوس انجلوس يعاشر فتيات قاصرات. ورغم أن هذا التصرّف لا يحتمله مطلقاً زوج المغنية غوين ستيفاني، إلا أنه قدم دوراً ثم اعلن: «الشخصية ازعجتني جداً ومنعتني من النوم ليلة بكاملها، لذلك صوفيا مدينة لي بخدمة كبيرة جداً».
مايا مخايل