ياني افتتح مهرجانات بيبلوس: لبنان قطعة من الجنة
احيا العازف والمؤلف الموسيقي اليوناني ياني حفلاً موسيقياً ليلة الاحد الفائت على خشبة مرفأ جبيل مفتتحاً مهرجانات بيبلوس الدولية امام نحو خمسة آلاف شخص، استمتعوا على مدى ساعتين بالحانه المعروفة التي ملأت ارجاء المدينة الفينيقية، واصفاً لبنان بأنه «قطعة من الجنة».
اطل ياني (59 عاماً) مع فرقته التي تضم 13 موسيقياً وسط التصفيق والهتاف، مرتدياً بنطلوناً ابيض وقميصاً رياضياً اسود. وراحت نسمات الهواء الناعمة تتلاعب بخصلات شعره المتدلي على كتفيه مما زاد حضوره تألقاً ورومانسية.
وعلى هدير موسيقى «دليفرانس» و«سانتوريني» وحنجرتي المغنيتين الكندية ليزا لافي والاميركية لورن جلنكوفيتش اللتين انضمتا اليه قبل عامين، تنقلت يدا ياني على آلتي اورغ في الوقت عينه، ثم على ملامس البيانو. وفيما كان يعزف بيد، كان يقود فرقته بيده الاخرى، ويصفق للعازفين، ويهز برجله حين يعزف ويتمايل بخبرة مع موسيقاه باتزان ومن دون تكلف.
وحصدت مقطوعة «كيز تو ايماجينايشن» التي يتخاطب فيها الكمان مع الفيولونسيل، تصفيقاً طويلاً.
«مرحباً لبنان. مبسوط كون بلبنان»
وقبل ان يقدم مقطوعة «فليتسا» الهادئة التي تحمل اسم امه، توجه الى الجمهور قائلاً بالعربية: «مرحباً لبنان. مبسوط كون بلبنان». ثم تابع بالانكليزية، هو الذي ترك اليونان ليعيش في الولايات المتحدة يوم كان في الثامنة عشرة من عمره: «أخيراً أنا في لبنان للمرة الأولى. انه مكان جميل (…). فرحنا باستقبالكم وضيافتكم وبحبكم للحياة ومطبخكم اللذيذ والسماء والبحر وشواطئكم الجميلة. تعيشون في قطعة من الجنة. تهتمون بنا كأننا اشقاؤكم. بلدكم رائع وانتم شعب رائع».
واستبق ياني تقديم مقطوعة «زي اند اوف اغست» بقوله: «اتيت لأعزف موسيقى تعكس دروساً في الحياة، علينا مواجهة المشاكل بايجابية وهكذا نكون احراراً».
وقبل ان يقدم مقطوعة «نايتنغايل» المستوحاة من تغريد العصافير الصينية، والتي ترافق المغنية لورن فيها ألحانه بصوتها الذي يبلغ نوتات عالية جداً، روى ياني ان الموسيقى اعطته فرصة ليتعرف الى بلدان عدة وحضارات مختلفة مما اغنى تجربته الفنية.
ووقف الجمهور مقدراً عزف ياني محاوراً تشارلي ادامز على آلة الدرامز في مقطوعة «مارتشينغ سيزون»، وارتدى ادامز لباساً رياضياً كتب اسم لبنان على ظهره. وكذلك ابدع فيكتور اسبينولا من الباراغواي على القيثارة، لتنتهي الحفلة بـ «نيكي نانا» بصوتي ليزا ولورن.
لكن الجمهور لم يشأ ان ينتهي لقاؤه بياني هنا، فوقف وصفق وناداه ليعود مقدماً «ستانينغ ان موشن» و«نوستالجيا». وقبل ان يقدم مقطوعة «ستورم» قال: «لا اريدكم ان تذهبوا الى البيت من دون ان تستمعوا الى الاعصار»، حيث يبرز عزف عازفي الكمان الاميركيين من اصل صيني ميري سيمسون والارميني سامويل يرفينيان.
«سأعود السنة المقبلة»
وبعد الحاح الجمهور عاد ياني الى المسرح للمرة الثانية، فصفق وقفز وتربع على كرسي البيانو قائلاً: «منحتموني الكثير من الحب والإنتباه الليلة». وتحدث بالفرنسية واليونانية لجالية كبيرة كانت حاضرة الحفلة ووعد الجمهور الذي وصفه بأنه «رائع» وقال إنه «دخل قلبه»، بان يعود السنة المقبلة. واختتم حفلته بمقطوعة «وان مانز دريم».«وقبل أن يغادر المسرح» حمل باقة ورد أحمر وقبلها وقال «احبكم كثيراً».
وتختتم هذه الدورة الرابعة عشرة من مهرجانات بيبلوس الدولية في مدينة جبيل التاريخية مع فرقة سكوربيينز في 26 و27 تموز (يوليو) الجاري.