20 روسوراً استخدمت في لبنان و3000 في العالم الثورة الرابعة… الدعامات البيولوجية!
القلب ثم القلب ثم القلب… هو النبض والشريان والحب… لكن ماذا لو أصاب القلب ضرر؟ نستبدله بمضخة؟ ماذا لو سُدّت شرايين القلب؟ نفتحُها بروسور؟ بدعامة؟ وأي دعامة هذه التي تقدر على إعادة الحياة الى قلب يُعاني وشريان مقفل؟ وماذا لو كانت الدعامة معدنية؟ وماذا لو قلنا لكم، يا مَن لا تزال قلوبكم تخفق، أن دعامة طبيعية مئة في المئة باتت قادرة على أن تُعيد الى القلبِ ضخاتِهِ كما لو كان قلب ابن عشرين؟
أن يستضيف لبنان رائداً في عالم الطب لهو أمرٌ عادي، أما أن يكون هذا الريادي حاملاً في أسلوبِهِ العلاجي تقنية مبتكرة لطبابة شرايين القلب المسدودة فهو أمرٌ يستحق أن نتوقف عنده ونطرح السؤال بصوتٍ عالٍ: ماذا في جديد طب الشرايين؟
الرائدُ هو طبيب القلب والشرايين البروفسور أنطونيو كولومبو الذي زار لبنان لساعات طارحاً في مؤتمر نظمته شركة «آبوت فاسكولار» احدث تقنية لطبابة شرايين القلب المسدودة، وهي عبارة عن أداة مشابهة للروسور (Stent)، إلا أنها تذوب وتختفي بعد اتمام مهامها، فتعود الشرايين الى حالتها الطبيعية.
روسور طبيعي بديلاً للمعدني
وبالفعل، سبق ان لاحظ أطباء القلب ان استعمال المعادن في تركيبة الروسورات من الجيل الأول والثاني كان السبب في حدوث بعض المشاكل الجانبية اللاحقة بسبب إمكانية حدوث ما يسمى بالانسداد المفاجىء المتأخر في الشريان الذي يوجد فيه هذا النوع من الروسورات المعدنية وذلك بعد مرور سنتين او ثلاث على تركيبه داخل الشريان، وان هناك إمكانية لأن يكون المعدن غير مغطى كلياً بخلايا جدارية شريانية وانه توجد بعض بؤر الالتهابات في بعض الأماكن التي توجد فيها هذه الروسورات مما يعرض المريض ايضاً لمشاكل ثانوية أخرى لاحقة. هذا بالإضافة إلى ان وظيفة الشريان الذي يوجد فيه روسور معدني لا تكون طبيعية من ناحية تأثره بعوامل الارتخاء او الانقباض، لذلك عمد أطباء القلب والخبراء العاملون في هذا المجال الى تطوير نوع ثوري وجديد من الروسورات البيولوجية التي تؤدي وظيفة الروسور العادي المعدني من حيث تدعيمها لجدار الشريان الذي قد يتمزق في بعض الأحيان بعد عمليات البالون. ولكن هذه الروسورات الحيوية المكونة من مواد بيولوجية تتآكل وتذوب تدريجياً بعد تركيبها ابتداء من الـ 4 الى 6 أشهر من تاريخ استعمالها الى ان تختفي كلياً بعد مرور سنتين من إجراء العملية بحيث لا يبقى لها أي أثر في داخل الشريان وتكون قد أنجزت ما أطلق عليه حالياً مصطلح التقنيات الترميمية والتصليحية للشرايين (Vascular reparative therapy).
الثورة الرابعة
وقد استحق هذا الانجاز ان يطلق عليه اسم الثورة الرابعة لأن هذا الروسور يقوم بعمله ويختفي كلياً من جدار الشريان مما يسمح للمريض بأن يتم علاجه بكل التقنيات المتوافرة في الوقت الحاضر بما فيها الجراحة في ما بعد وان يعود الشريان الى حالته الطبيعية حيث يعود ليتأثر كما في السابق بعوامل الانقباض والارتخاء. وأخيراً يسمح هذا الانجاز باستعمال كل تقنيات التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي دون اي عائق عند المريض، كما ويمكن القول انه نظرياً لا يعرض هذا النوع من الروسورات المعدنية وهذا ما قد يسمح بالمستقبل القريب في تخفيف العلاجات وخصوصاً تقصير فترة العلاج بالأدوية المضادة للتخثر.
وقد بدأ التسويق العالمي لنوع من هذه الروسورات يدعى (Absorb BVS) من قبل شركة (Abbott Vascular) في شهر أيلول (سبتمبر) 2012 وحتى تاريخ اليوم، استعمل منها لدى المرضى اكثر من 3000 قطعة في مختلف أنحاء العالم بينها 20 روسوراً في لبنان، وذلك بنجاح كامل ومن دون اي مشاكل مهمة.