سياسة لبنانيةلبنانيات

من حرب سياسية الى اخرى ومن ازمة معيشية الى ضائقة والدولة تتفرج

ازمة العلاقات مع دول الخليج تتفاقم والمعالجات الرسمية غائبة وغير حاسمة

كتب على الشعب اللبناني الا يرتاح ابداً. من ازمة الى ازمة ومن حرب سياسية الى اخرى، ومن ضائقة معيشية الى ضائقة اشد وادهى، تتفاقم يوماً بعد يوم، مترافقة مع تفلت اسعار الدولار، بحيث اصبحت الحياة في لبنان جحيماً لا يطاق، لا بالقول والوصف بل بالفعل حقاً. ففي تدبير لمصرف لبنان تناول محطات الوقود هذه المرة، لاحت ازمة بنزين وتخوف اللبنانيون من عودة طوابير الذل التي لم ينسوها بعد، ولن ينسوها لانها ماثلة في الاذهان. فيما مصرف لبنان يبقى الدولار على سعر 3900 وقد وصل في السوق السوداء الى 21 الف ليرة.
كذلك اشتعلت حرب بيانات بين بعبدا وعين التينة وتطورت الى ردود متبادلة، فانعكست على الحياة العامة، وعلى سعر صرف الدولار. كل ذلك والرئيس نجيب ميقاتي متفائل. كيف ولماذا؟ لا ندري. لقد بشر لدى خروجه من بعبدا امس بان الشمس ستشرق، فنتمنى ان يكون على حق وان كنا لا نشاركه تفاؤله، وسط هذه الاجواء التي لا تبشر بالخير. ان المواطنين لم يعد يهمهم من كل هذه الحروب والتصاريح والازمات، سوى تأمين معيشتهم ولو بالحد الادنى، لان الحياة اصبحت مستحيلة.
ازمة العلاقات مع دول الخليج تركت دون علاج. فهي تحتاج الى قرار رسمي حازم، والقرارات الرسمية اذا اتخذت بجدية ووقف وراءها مسؤولون يتحملون مسؤولياتهم، فان قرارهم سيعلو فوق كل القرارات. ولكن في ظل غياب الحسم والتهرب من استخدام السلطة، تفاقمت الازمة وهي سائرة نحو التصعيد يوماً بعد يوم. فيما الدولة متخاذلة واقفة تتفرج. فيوم امس تسربت اخبار عن ان الكويت، التي لم تكن يوماً الا مع لبنان قلباً وقالباً، اتخذت قراراً بالتشدد في منح اللبنانيين تأشيرات دخول الى الكويت، والسبب يعود الى جانب الازمة الدبلوماسية مع دول الخليج، هو ان الامن الكويتي اكتشف خلية تابعة لحزب الله وتعمل لصالحه. وهذه ليست المرة الاولى التي تكتشف فيها مثل هذه الخلايا.
ان الازمة الدبلوماسية مرشحة للتفاقم والتصعيد اكثر فاكثر، اذا بقيت الدولة مترددة في اتخاذ القرارات الحاسمة. فيجب ان تكون هي الاقوى وهي التي تتحكم بالامور التي تخدم مصلحة لبنان. والا فعلى لبنان السلام.
حتى الازمة المعيشية التي تطبق على صدور اللبنانيين، لم تبادر السلطة الى التخفيف من وطأتها، فالغلاء فاق كل التوقعات، واصبح المحتكرون والمتاجرون بلقمة الفقير اقوى من الدولة، ويتلاعبون بالاسعار على هواهم. يعدوننا بالكهرباء، والعتمة طاغية، واصحاب المولدات استأسدوا على الدولة وفرضوا شروطهم عليها، فخضعت طائعة. فهي عاجزة عن تأمين الكهرباء، والمفتاح في ايدي المافيا. والدولار الى ارتفاع، وفي كل يوم يسجل قفزة جديدة، وهي اي الدولة عاجزة عن وضع حد لهذا الفلتان، والمواطن يدفع الثمن فقراً وجوعاً. اللبناني ليس معتاداً على حياة الذل والهوان ولكن المنظومة اذلته وقفزت فوق كرامته وهي اليوم عاجزة عن مواجهة قوى الاحتكار والتسلط والمافيات وايقافها عند حدها. كما انها غير قادرة على توفير حياة كريمة للبنانيين. لقد اصبح التغيير اكثر من ضروري، وهو حتى قبل الاكل والشرب، فهل يحزم الشعب النائم امره هذه المرة ويحدث التغيير؟ ان الفرصة سانحة والانتخابات على الابواب، فحكموا ضمائركم ومصلحة بلدكم واقدموا والا ضاع لبنان امام اعينكم واعين المنظومة المتحكمة. الدولار هو وراء الازمات الكبرى، قل وجوده في الاسواق بعدما نهبت الخزينة وهربت الاموال والدولارات الى الخارج، واقفلت السياسة الخاطئة ابواب الاستثمار وادخال العملة الصعبة وهي اليوم تغامر في اموال اللبنانيين التي تحول من الخارج وخصوصاً من الخليج وهي الوحيدة تقريباً التي لا تزال تمد السوق اللبنانية باخر خيط لتبقى على قيد الحياة. لبنان سويسرا الشرق اصبح جهنماً حقيقة فعسى ان يستفيق الشعب المخدر يوماً ويضرب ضربته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق