ظل الظل في غاليري آرت لاب
«نحن وكل الموجودات الجميلة والكاملة على هذه الارض لسنا سوى ظلال لموجودات اسمى في عالم المثل» يقول افلاطون. هذه النظرية الهمت الفنان التشكيلي شادي ابو سعدى في معرضه الاخير في غاليري آرت لاب بيروت تحت عنوان «ظل الظل».
وقد اوضح في تقديمه لمعرضه انه «قد يكونُ غريباً لا بل ومستحيلاً أيضاً أن يتحرك الإنسان في اتجاه بينما يتحرك ظلهُ في اتجاه آخر. الأمر قد يكون أشد غرابة أن تكون للأشياء ظلال لا تعكسها هي… الظل هو ذلك الشيطان الأسود الذي يتمدد على الجدران ويذوي في لحظات خفوت الضوء… هو في أغلب الأحيان حقيقتنا نحن، ولد معنا ويتلاشى حين نتلاشى… لكنه في الاتجاه الآخر نصفنا العدمي حيث تستحيل تفاصيل الحياة إلى غبار لا تدرك».
الظل الملاذ
ويشير الفنان الى ان معتقدات الإنسان لم تستثنِ الظل من قاموس وجود الإنسان لا بل أكدته، فقد تناقلت أبعاده مجمل الرسل السماوية وتعدتها إلى المقولات الشعبية كتشبيه الظل بالحامي والملاذ. ولا يخفى على احد استعارة أفلاطون في نظريته «الكهف» لمفهوم الظل حيث كان مفهوم النظرية يتمحور حول ظل الأشياء وحقيقتها. وكما يقول: «نحن وكل الموجودات الجميلة والكاملة على هذه الأرض لسنا سوى ظلال لموجودات أسمى في عالم المثل لأننا، وحسب أفلاطون، نمر بأطوار متعددة تبدأ بالولإدة وتمر بنضارة الشباب ثم تذوي في خريف العمر إلى أن نصبح ظلالاً لا ترُى ولا تتحرك».
في الختام تجدر الاشارة الى ان اللوحات التي تشكل منها المعرض تدور في هذا الفلك وترمز بشكل او بآخر الى هذه التحولات التي يمر فيها الانسان.
ك. ح