رئيسي

جنوب السودان: ملكال تشتعل، والمواجهات تعطل محادثات السلام

رغم الاتفاق الذي تم الكشف عنه قبل اسابيع، والذي تم برعاية افريقية، ورغم تواجد مفتشين امميين يراقبون عملية السلام بين حكومة جنوب السودان ومجموعة المتمردين، بدا واضحاً ان الازمة لم تنته بعد. وان آفاق الحل باتت مسدودة تماماً في ضوء اصرار المتمردين على السير في اسلوبهم. وفي ظل الاتهامات الموجهة الى الحكوميين بمواصلة استفزاز المتمردين والتضييق عليهم والعمل على تصفيتهم.                                                                                 

الاتهامات المتبادلة، حسمتها بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة الوضع هناك، حيث اشارت تقارير اصدرتها الى قيام المتمردين بارتكاب جرائم ارهابية تمثلت بقتل اطفال ومدنيين. ما يعني ان الحكومة قد تكسب الجولة سياسياً، وقد تكسب تبعاً لذلك تعاطف الهيئات الدولية.
فقد اكدت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان انها جمعت شهادات عن عمليات قتل مدنيين بينهم اطفال بأيدي المتمردين في ملكال في ولاية اعالي النيل النفطية. وقالت الامم المتحدة في بيان لها  ان دورية لبعثتها في جنوب السودان زارت ملكال والتقت شهوداً قالوا ان افراداً في قوات المعارضة استهدفوا وقتلوا عشرة مدنيين عزل في مستشفى ملكال.
واوضحت ان عمليات القتل هذه وقعت في 19 شباط (فبراير) على اساس الانتماء الاتني.
وقالت البعثة ايضاً ان العاملين لديها شهدوا اعدام طفلين خارج محيط قاعدة الامم المتحدة في ملكال التي لجأ اليها آلاف المدنيين. واضافت ان عملية القتل هذه ارتكبها شبان مسلحون متحالفون مع قوات المعارضة.

تعطل مباحثات السلام
الى ذلك، قالت حكومة جوبا ان مباحثات السلام بين حركة التمرد وحكومة جنوب السودان في اديس ابابا تعطلت بسبب تجدد المعارك في مدينة ملكال الاستراتيجية، حيث يشير بعض المصادر الى ان المدينة كلها اصبحت محتلة من قبل المتمردين. وان الجيش يواصل الحشد والاستعداد من اجل تحريرها ثانية.
واوضح ماوين ماكول المتحدث باسم حكومة جنوب السودان ان وفدي الحكومة والتمرد، الذي يتزعمه رياك مشار النائب السابق للرئيس، لم يعقدا إلا اجتماعاًً واحداً هذا الأسبوع في العاصمة الاثيوبية في يوم استئناف المعارك في ملكال، كبرى مدن ولاية النيل الاعلى النفطية. واضاف ان الوفدين لم يستأنفا المباحثات بسبب الوضع في ملكال، موضحاً ان الحكومة تنتظر تقرير الوسطاء الاقليميين في ازمة جنوب السودان، الذي سيحدد الطرف الذي بادر بكسر الاتفاق الهش، لوقف اطلاق النار الموقع في 23 كانون الثاني (يناير) بأديس ابابا.
وبحسب متابعين، شن المتمردون حملة واسعة الثلاثاء الفائت ضد القوات الحكومية في ملكال. وبرروا ذلك بانهم يردون على استفزازات الجيش. ومن جانبها تقول القوات الحكومية انها تحضر لهجوم مضاد.

ارتكاب فظاعات
وقال اتيني ويك اتيني المتحدث باسم رئيس جنوب السودان سلفا كير «ان حكومة جنوب السودان صدمت بانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار»، مضيفاً انه «تم اغتصاب نساء في وضح النهار، وتم قتل مرضى في مستشفى ملكال، لمجرد انهم ينتمون الى اتنية مختلفة».
واعترف باحتلال المدينة من قبل المتمردين، لكنه رد ذلك الى ان الجيش اتخذ قرار الانسحاب من ملكال «لتفادي حمام دم»، لكنه مستعد لاستعادة المدينة. واشار العديد من المصادر الى ارتكاب فظاعات في مدينة ملكال منذ استئناف المعارك. ولفت متحدث باسم مهمة الامم المتحدة في البلاد العثور على عشرات الجثث في المدينة.               ويشهد جنوب السودان معارك بين القوات الحكومية والتمرد منذ 15 كانون الاول (ديسمبر) 2013، وخلفت المعارك آلاف القتلى ونحو 900 الف نازح. ويدور القتال من اجل السيطرة على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي اقيل في تموز (يوليو) 2013.
ويتهم الرئيس كير مشار بتدبير محاولة انقلاب، الامر الذي ينفيه هذا الاخير، الذي يتهم كير بالسعي الى القضاء على اي منافس له داخل الحزب الحاكم مع اقتراب المواعيد الانتخابية عام 2015. واخذت الخصومة السياسية منعطفاً اتنياً خطراً، حيث يشهد النزاع مجازر اتنية بين اكبر قبيلتين في البلاد: الدينكا التي ينتمي اليها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق