حوار

اغوب بقرادونيان: لماذا لا يكون التوافق على رئيس قوي؟

نائب عن حزب الطاشناق، عضو تيار التغيير والاصلاح، اغوب بقرادونيان انتخب مؤخراً اميناً عاماً لحزب الطاشناق. «الاسبوع العربي» الالكتروني التقاه وحاوره حول اخر تطورات الساحة الداخلية، والحوارات الدائرة حالياً بين اللبنانيين، وقضية الانتخابات الرئاسية والوضع الحكومي.

بانتخابك اميناً عاماً لحزب الطاشناق، هل هناك تغيير في الخط السياسي للحزب؟
حزب الطاشناق يحكمه نظام داخلي يؤمن بمبدأ الانتخاب وتداول السلطة. انه واحد من الاحزاب القليلة التي تلجأ الى الانتخاب كل سنتين. انتخاب امين عام لا تأثير له على موقف الحزب. فالقرارات المهمة تتخذ في الجمعيات العامة التي تنعقد في شهر شباط (فبراير) كل سنتين. مناقشات الجمعيات العامة تتركز حول قضايا سياسية داخلية وحول قضايا تتعلق بالطائفة الارمنية. وتعبير «امين عام» ليس مستعملاً في قلب الحزب، وهو مستبدل بـ «حارس النظام» وهو ينفذ قرارات الجمعية العامة. ان ثوابت الطاشناق، منذ تأسيسه في العام 1902 في لبنان وفي 1890 في العالم – مما يجعله اقدم حزب في لبنان. هذه الثوابت لا تتبدل. اننا متمسكون بحرية وبسيادة وباستقلال لبنان. نؤمن بالاعتدال وبالحوار وبالانفتاح على كل الاحزاب السياسية اللبنانية. همنا الاساسي منذ استقلال لبنان، هو الحفاظ على العيش المشترك وحمايته. فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل كل المشاكل في لبنان.
هذه السنة سنحيي الذكرى المئة للمجزرة الارمنية التي ارتكبتها تركيا…
انها تمثل تحولاً تاريخياً لا تعني الشعب الارمني وحده. هناك تشابه بيننا وبين الشعب اللبناني. فخلال الحرب العالمية الاولى عانى الارمن من المجزرة، فيما عرف لبنان المجاعة تحت الاحتلال التركي وفقد ثلث عدد سكانه. لا احب ان استخدم تعبير ارمن ولبنانيين وافضل التمييز بين لبنانيين يتكلمون الارمنية واولئك الذين لا يتكلمونها. هناك تاريخ مشترك بين شعبينا. انهما اقليتان في هذا الشرق اننا ضحية الامبراطورية العثمانية. هناك قدر مشترك ليس فقط بين الارمن واللبنانيين بل مع الشعوب العربية. فانا اندهش عندما اسمع عن علاقات تاريخية بين الاتراك والشعوب العربية. فعن اي علاقات يتكلمون؟ علاقات السيد والعبد؟ علاقات الدم؟ الديكتاتورية؟ الغزو؟ انه هذا النوع من العلاقات اراه عندما اعود الى التاريخ. فما عجز الاتراك عن الحصول عليه بالحديد والدم، يحاولون الوصول اليه بالاقتصاد والمال، وهم اليوم يحاولون تحقيق اهدافهم عبر المجموعات الارهابية. حالياً اننا نشهد يقظة وادراكاً لدى الشعوب. فالقناع التركي سقط.
هل تعتقد ان خطابي الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله الاخيرين يمكن ان يؤثرا على الحوار؟
كلا. انا عضو في لجنة الحوار الوطني ويمكنني ان اقول لك ان ما يقال في الداخل يختلف عما يقال خارج الجدران. في الداخل كلام معسول وكل واحد يتكلم بصورة طبيعية.
ما رأيك بالحوار الدائر من جهة بين حزب الله وتيار المستقبل ومن جهة اخرى بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟
بالنسبة الينا الحوار هو من الثوابت. لقد دلت تجربتنا السياسية على ان الشرائح الداخلية تخلق اوضاعاً لا يمكن حلها الا بالحوار. لقد دعونا دائماً الى الحوار كوسيلة لحل الخلافات. في العام 1975، قرعنا مع احزاب ارمنية اخرى جرس الانذار، بأن البلاد تسير نحو الحرب. لقد اخترنا الحياد الايجابي او بالاحرى حياداً ملتزماً، لاننا التزمنا بعدم الدخول في الحرب. ثم وقعنا اتفاق الطائف، الذي لا يستجيب لامنيات المسيحيين ولا لامنيات المسلمين، ولكن لوضع حد للحرب. وطوال فترة الاحداث كنا ندعو للحوار ومحاولة الحفاظ على ما تبقى من الوحدة الوطنية. فالحوار هو الحل الوحيد. حتى وان كان حواراً لانقاذ المظاهر او للصورة فهو ضروري، ونحن بحاجة اليه دون ان نعطي املاً كاذباً للناس. هناك تباعد عميق بين الطرفين. ومن هنا فان الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل هو حاجة مطلقة لتخفيف التوتر في الشارع ومحاولة تقريب وجهات النظر، حتى ان كانت المواضيع الكبرى ليست على جدول الاعمال، فان الحوار يحقق تقدماً. فالجليد بين الحزبين كسر، والحوار يهدف الى اختصار المشاكل على الصعيد اللبناني.
والحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟
بعد ثلاثين سنة من الخلاف والقتال والدم يفترض قيام حوار بين الطرفين. نحن نواجه غزوة كبيرة ولمواجهتها يجب تحقيق تضامن مسيحي داخلي وجوهري. فالتشرذم المسيحي لا يساعد احداً. الحوار مهم. يمكن  ان يطول ويأخذ وقتاً لان ثلاثين سنة من الفرقة والمواجهة والدم لا يمكن حلها ببضع جلسات. فالرئاسة موضوعة جانباً في محاولة لتسوية نقاط اخرى. هناك ثغرة فتحت على صعيد المفاوضات ونأمل ان تتم تسوية كل شيء قبل ذكرى مولد العماد عون المقبل. حتى وان طال الوقت فمن الجيد ان هذا الحوار فتح.
الدكتور سمير جعجع هل يمكن ان يدعم ترشيح العماد عون؟
ليس من السهل على الدكتور جعجع ان يدعم ترشيح العماد عون، ولكن ليس من الصعب على عون ان يقنع جعجع.
ماذا عن انتخابات الرئاسة؟
منذ العام 1943 لم يتم انتخاب رئيس حقيقة في لبنان. هذا الانتخاب كان دائماً ثمرة توافق خارجي. هذا يعني اننا لا نستطيع ان ننتخب رئيساً بانفسنا. يمكننا القيام بذلك شرط ان نستفيد من الظروف، لان الدول صاحبة القرار اليوم لها اولويات اخرى كالملف النووي واليمن والبحرين وسوريا. ويأتي لبنان في الدرجة الاخيرة. الفائدة الوحيدة التي تعود على بلاد الارز هو انها تحافظ على استقرارها. يمكننا التقاط الفرصة وانتخاب رئيس. ولذلك يجب على الموارنة والمسيحيين عموماً ان يتفقوا على شخص الرئيس وعرضه على شركائنا المسلمين. صحيح ان الرئاسة هي للموارنة بصورة خاصة وللمسيحيين بصورة عامة فهي ايضاً لكل اللبنانيين. هذا لا يعني ان نتفق على رئيس توافقي ضعيف. فالرئيس التوافقي الا يمكنه ان يكون قوياً؟ الرئيس القوي هو الذي يمثل كل الناس ويتمتع بالحكمة. بعد استقالة الرئيس ميقاتي بقينا احد عشر شهراً بدون حكومة. ومجلس النواب مدد ولايته مرتين رغم اننا صوتنا ضد التمديد. نحن نبحث عن حلول مؤقتة ولايوم تعودنا على بلد بلا رئيس يحكمه 24 وزيراً، وهدفنا الا نقبل بهذا الوضع الاستثنائي، بل انتخاب رئيس. من هنا يجب الا نأخذ مبادرات داخل مجلس الوزراء لقتل الوقت والاعتياد على الفراغ الرئاسي وعدم العمل بجدية لأنتخاب رئيس.
هل نحن امام ازمة حكومية وفراغ جديد؟
لا فراغ على صعيد الحكومة. لانه يكون انتحاراً جماعياً. ولكن يجب الا نستغل الوضع لاحتكار القرارات واللجوء الى اكثريات يمكن ان تعرض العيش المشترك للخطر وتتعارض مع صلاحيات الرئيس. نحن على استعداد لدراسة اقتراحات الآلية لمجلس الوزراء، دون ان نعطي مجلس الوزراء صلاحيات تجعله يحل محل رئيس الجمهورية.
ما رأيك بقول الرئيس نبيه بري بانه سيتوجه كالبلدوزر اذا اتفق المسيحيون؟
من المؤكد ان الرئيس بري هو سيد الحوار في البلاد وانا متأكد من انه سيندفع كالبلدوزر. اتمنى ان يستفيد القادة المسيحيون من هذا الموقف، حتى تندفع كل الاحزاب اللبنانية وتنتخب رئيساً.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق