أبرز الأخبارحواررئيسي

عسيري: الحركة التي تشهدها الساحة السياسية ستؤدي الى الافضل على جميع المستويات

قال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري انه لمس خلال جولته على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين حرصهم على المصلحة الوطنية العليا ويسعون باتجاه ايجاد مناخ هادىء على الاصعدة كافة. وقال ان المملكة العربية السعودية تنظر الى القيادات اللبنانية كافة بعين التقدير والمحبة، والبيان الذي اصدره مجلس الوزراء السعودي عقب اجتماعه الاخير عبّر عن امل المملكة في استقرار لبنان وازدهاره، بعد تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة جديدة. وحذر من الانقسام الداخلي الذي ليس في مصلحة لبنان الدولة والوطن، ولا في مصلحة اي فريق من الافرقاء اللبنانيين. وامل ان يتوافق اللبنانيون على قانون انتخابي جديد يؤمن التمثيل الصحيح لجميع الفئات. وعن بيع املاك السعوديين في لبنان قال ان في الامر مبالغة، لافتاً الى ان اصحاب الرساميل يبحثون عن الاستقرار الامني والسياسي. وامل ان ينعم لبنان بالامن فيعود السياح وفي طليعتهم السعوديون الى لبنان. وفي ما يلي الحوار الذي اجرته «الاسبوع العربي» مع السفير عسيري.

يلاحظ ان حركتكم في الآونة الأخيرة تكاد لا تهدأ، فماذا لمستم من خلال جولاتكم على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين؟
بالفعل، التقيت خلال الفترة الأخيرة عدداً كبيراً من المسؤولين على رأسهم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي وغبطة البطريرك الماروني بشاره الراعي، كما قدمت التهنئة لدولة الرئيس المكلف الاستاذ تمام سلام وكانت لي اتصالات ولقاءات ايضاً مع عدد من الشخصيات من قوى سياسية مختلفة. وما استطيع قوله بالمحصلة ان الجميع حريصون على المصلحة الوطنية العليا ويسعون باتجاه ايجاد مناخ هادىء على الأصعدة كافة، كما لمست نوايا صادقة من الجميع بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ونقل لبنان الى مرحلة جديدة ستكون ان شاء الله على مستوى آمال وطموحات اللبنانيين كافة.

الاهتمام بلبنان
منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود والمملكة تولي لبنان اهتماماً خاصاً فما هو سبب هذا الاهتمام بلبنان؟
اهتمام المملكة بلبنان يعود بالدرجة الاولى الى كون العلاقات السعودية – اللبنانية علاقات انسانية اكثر منها علاقات دبلوماسية وبروتوكولية، فهناك اندماج بين الشعبين السعودي واللبناني عبر الزيجات المتبادلة وعبر زيارة المواطنين السعوديين للبنان للإصطياف والسياحة منذ عشرات السنين، اضافة الى اقامة مئات الآلاف من الاشقاء اللبنانيين في المملكة بقصد العمل او الاستثمار. فكل هذه العوامل عززت الروابط السعودية – اللبنانية وقد ترجمتها قيادتا البلدين في اكثر من مناسبة، وسأشير من الناحية السعودية الى بعضها، مثل اتفاق الطائف والمساعدة في اطلاق ورشة اعادة الانماء والاعمار بعد توقف الحرب، والمساعدات التي قدمتها المملكة للبنان اثر العدوان الاسرائيلي عام 2006.
كيف تنظر المملكة العربية السعودية الى تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة الجديدة؟
المملكة العربية السعودية تنظر الى القيادات اللبنانية كافة بعين التقدير والمحبة وتشجعهم على كل ما من شأنه تحقيق المصلحة الوطنية العليا ووحدة الشعب اللبناني الشقيق.
والبيان الذي اصدره مجلس الوزراء السعودي عقب اجتماعه قبل ايام عدة عبّر عن امل المملكة في استقرار لبنان وازدهاره بعد تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة جديدة إثر استقالة الحكومة السابقة. كما أكد المجلس حرص المملكة على الاستمرار في تنمية علاقاتها المتميزة مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة.

حكومة جديدة
ه
ل تتوقعون ان يتمكن لبنان من تشكيل حكومة جديدة في ظل الانقسام السياسي الحاصل؟
لا شك في ان الانقسام السياسي ليس في مصلحة لبنان، الدولة والوطن، ولا في مصلحة اي فريق من الافرقاء اللبنانيين لأن ضرر الوطن ينسحب على ابنائه كافة، وفي المقابل فان تحصينه وتحصين وحدته الوطنية ينسحبان ايضاً على مكوناته كافة. قد يكون هناك تباين في وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين حول بعض المواضيع وهذا امر مشروع لناحية الاختلاف في قراءة الظروف والمعطيات، الا ان الاستمرار في التباعد خطر وانعكاساته سلبية على الوضع العام للبلاد. لكنني، وانطلاقاً مما رأيناه جميعاً من نوايا طيبة في تكليف دولة الرئيس تمام سلام وما نسمعه يومياً من مواقف ايجابية من مختلف القوى السياسية يشجع على القول ان الجميع يؤيدون فتح صفحة جديدة للتلاقي والتفاهم، ومتى توفرت الارادة السياسية المخلصة يسهل تشكيل الحكومة الجديدة.
كيف ترون شكل الحكومة الجديدة، هل تكون حيادية من اشخاص حياديين او حكومة وحدة وطنية ام حكومة انقاذ من اقطاب؟
ان شكل الحكومة ومجمل التفاصيل التقنية المتعلقة بها شأن لبناني بحت يقرره الاشقاء اللبنانيون، وقد يكون الشعار الذي اطلقه دولة الرئيس تمام سلام من انها ستكون حكومة المصلحة الوطنية افضل ما يعبّر عن المطلوب في هذه المرحلة، بمعزل عن بقية التفاصيل. وأود ان اشير الى ان الحركة التي تشهدها الساحة السياسية على قاعدة ان القوى كافة ستسهّل مهمة الحكومة الجديدة ستؤدي ان شاء الله الى مرحلة افضل على جميع المستويات.

السياسة اللبنانية
كيف تقوّمون السياسة اللبنانية تجاه المملكة العربية السعودية؟
السياسة التي يعتمدها لبنان تجاه المملكة هي سياسة متزنة يرعاها فخامة الرئيس ميشال سليمان وجميع اركان الدولة بكل حرص، انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين.
موضوع الساعة الداخلي هو الانتخابات النيابية، وكما ترون فشل السياسيون اللبنانيون في الوصول الى اتفاق حول قانون عادل ومتوازن للانتخابات فهل تتوقعون ان تجري الانتخابات في موعدها ام ان التأجيل وارد؟
لا يزال المجال مفتوحاً امام المشاورات بين الافرقاء السياسيين للتوصل الى قانون انتخابي جديد، وما نسمعه انه تم قطع شوط كبير للتوافق على قانون مختلط يرضي الجميع. املنا ان يتوافق الجميع على قانون يؤمن التمثيل الصحيح لجميع الفئات وان تجري الانتخابات النيابية التي تعتبر سمة اساسية من سمات الديمقراطية في لبنان.
لاحظنا في الآونة الأخيرة موجة لبيع املاك السعوديين في لبنان، مثل فندق موفنبيك وفور سيزون وغيرهما فكيف تفسر ذلك؟
اعتقد ان ثمة مبالغة في هذا الأمر، الا انه في المقابل فان اصحاب الرساميل والمستثمرين يبحثون في اي مكان عن الاستقرار الأمني والسياسي والخلل في هذين المعيارين يخلق مخاوف عند البعض احياناً.
الحكومة السعودية طلبت من المواطنين السعوديين عدم المجيء الى لبنان، هل ذلك هو بسبب عدم تأمين خروجهم بسرعة في حال تدهور الوضع الأمني او ان الأمن اللبناني غير قادر على حمايتهم؟
لقد اوضحت في مناسبات عديدة ان القرار السعودي لم يصل الى حد المنع بل كان للتحذير على ضوء الاحداث الامنية التي شهدتها المرحلة السابقة من قطع طرقات واعمال خطف وما شابه ذلك، ولم ولن يكون لدى المملكة نية في اي وقت من الاوقات في ايذاء الاقتصاد اللبناني، بل على العكس المملكة تسعى الى كل ما يساعد الاقتصاد اللبناني على الانتعاش والازدهار، واعتقد ان التهدئة السياسية واستقرار الوضع الامني ستتبعهما تلقائياً، وبعد ازالة الاسباب، عودة السياح الى لبنان وفي طليعتهم ابناء المملكة العربية السعودية.

صيف واعد
هل انتم متفائلون بصيف واعد هذا العام وبانتعاش الاقتصاد اللبناني؟
المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً، حريصة كل الحرص على ان يحقق الاقتصاد اللبناني الازدهار والنمو وان ينشط القطاع السياحي مجدداً، ونحن نتمنى ان يشهد الصيف المقبل اقبالاً سياحياً يعيد لبنان الى سابق عهده كقبلة للسياح العرب والاجانب وعلى رأسهم ابناء المملكة العربية السعودية الذين يرتادون هذا البلد للإصطياف وقضاء العطل منذ سنوات طويلة، كما اشرت سابقاً، الا ان تحقيق هذا الامر يتطلب من القوى السياسية اللبنانية اشاعة اجواء من الثقة والاستقرار وذلك عبر التعجيل في الوصول الى حلول سياسية وبشكل خاص ضبط الوضع الامني وازالة الاسباب الأمنية التي كانت ولا تزال تحول دون مجيء السياح.
وفي هذا المجال، ارجو ان يتوافق الاطراف على الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الاستاذ تمام سلام ويقدموا لها الدعم اللازم لأن هذا الأمر يشكل مدخلاً الى اراحة الساحة الداخلية ويعطي انطباعاً ايجابياً للخارج بأن لبنان يتجه الى مزيد من التهدئة والاستقرار.
ما هو موقفكم من الاعتداءات شبه اليومية التي تتعرض لها القرى الحدودية بنيران الجيش السوري وطيرانه؟
اعتقد ان الدولة اللبنانية هي المرجع الصالح للنظر بهذه الامور لكونها تتعلق بسيادتها ولها وحدها ان تأخذ الموقف الذي تراه مناسباً.

حاوره: الياس معلوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق