«اللوفر أبوظبي» يطلق «نشأة متحف»
حدث ثقافي مهم تستعد ابوظبي لاطلاقه خلال ايام، حيث اعلن «اللوفر أبوظبي» عن افتتاح معرض «نشأة متحف» في الفترة بين 22 نيسان (أبريل) ولغاية 20 تموز (يوليو) 2013 في المنطقة الثقافية في السعديات. ويعد هذا المعرض الثاني الذي ينظمه المتحف حيث سيسلط الضوء على أبرز المقتنيات الفنية المهمة من مجموعته الدائمة، فيما يعرض بعضها أمام الجمهور للمرة الأولى، وذلك قبل أن ينتقل في شهر تشرين الاول (أكتوبر) المقبل الى العاصمة الفرنسية لعرض مُقتنياته أمام زوار متحف اللوفر في باريس.
يضم معرض «نشأة متحف»، الذي سيقام في منارة السعديات الواقعة في المنطقة الثقافية في السعديات في ابوظبي، حوالي 130 عملاً فنياً مميزاً تشكل جانباً من أبرز المقتنيات الفنية المهمة من المجموعة الدائمة لمتحف «اللوفر أبوظبي»، حيث ستتيح هذه الأعمال الفرصة امام زوار المعرض للتعرف على المفهوم السردي للمتحف ومقتنياته قبيل افتتاحه رسمياً في عام 2015.
وفي معرض تعليقه على تنظيم هذا المعرض الذي يمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير المنطقة الثقافية في السعديات، قال رئيس «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان: «يهدف هذا المعرض إلى تعريف الزوار بالأطر الفنية والجمالية لـ «اللوفر أبوظبي» والرواية السردية لنشأة هذا المتحف. كما سيتيح المعرض للزوار من الدولة وخارجها فرصة لمعاينة هذه المجموعة الرائعة من المقتنيات الدائمة التي ينفرد بها «اللوفر أبوظبي» قبل افتتاحه رسمياً في العام 2015. وحتى قبل ذلك الموعد، يعمل هذا المتحف على ترسيخ مكانته كوجهة للحوار والتبادل الثقافي والفني بين شعوب العالم».
قراءة تاريخ الفن
وسيعرض متحف «اللوفر أبوظبي»، الذي جاء تتويجاً لاتفاق أبرم بين حكومتي أبوظبي وفرنسا، أعمالاً فنية ومخطوطات وغيرها من المواضيع ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية، حيث تمتلك حكومة أبوظبي المتحف ومجموعة مقتنياته الدائمة. ويضم المتحف معروضات تعود إلى مجتمعات وثقافات العالم المختلفة على امتداد آلاف السنين، مع تسليط الضوء على المواضيع العالمية والتأثيرات المشتركة لإظهار أوجه القواسم المشتركة للتجربة الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والعرق والتاريخ.
وعلى خُطى «اللوفر أبوظبي»، يحث معرض «نشأة متحف» الزوار على إعادة قراءة تاريخ الفن، ويتمحور حول عدد من القضايا الفنية الرئيسية التي تستكشف الآفاق الجمالية والإبداعية لهوية المتحف والمقارنة بين الأعمال الفنية للحضارات العظيمة، بدءاً من العصور القديمة وصولاً الى المشهد المعاصر، مع التأكيد على النواحي المتعددة للإبداع الفني. كما سيستكشف المعرض أيضاً مكانة الأعمال الفنية في الثقافة الإنسانية من خلال مواضيع عالمية كتطور مفهومي «العمل التشكيلي» أو «النص المقدس».
اميرة باختارية، السامري الصالح وامرأة بيكاسو
ومن أبرز الأعمال الفنية المميزة التي سيشاهدها زوار المعرض نموذج فريد لأميرة باختارية واقفة تعود إلى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، وسِوار ذهبي برأس أسد من منطقة الشرق الأوسط يعود إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة تقريباً، ولوحة «السامري الصالح» للرسام والنحّات جاكوب جوردانس (1593-1678)، أحد أشهر الرسامين الفلمنكيين من القرن السابع عشر، ولوحةَ «العالِم» (1878) لعثمان حمدي بيك (1842-1910)، أحد التشكيليين الرواد في عصره، الى مجموعة منتقاة من المُنمنمات التي جمعها جيمس آيفوري وتشمل قطعاً فريدة تجسد مُثل الفروسية عند أتباع المدرسة الراجبوتية، إضافة إلى حوارية بين الشرق والغرب عبر تسع لوحات للفنان المعاصر ساي تومبلي.
وكانت ادارة «اللوفر أبوظبي» قد اعلنت في وقت سابق عن عزمها على عرض لوحة للفنان العالمي بابلو بيكاسو لم يسبق عرضها أمام الجمهور من قبل، خلال فعاليات معرض «نشأة متحف»، وهي لوحة «صورة امرأة» التي تعدّ واحدة من أهم المقتنيات الفنية الدائمة في مجموعة «اللوفر أبوظبي»، كما وتُعدّ من الأعمال الفريدة التي لم يرد ذكرها إلا في كتاب «حياة بيكاسو: سنوات النصر 1917 – 1932» للمؤرخ البريطاني جون ريتشاردسون عام 2007.
اللوفر أبوظبي
ويُشار إلى أن متحف «اللوفر أبوظبي» هو من تصميم جان نوفيل، المعماري الفرنسي العالمي الحاصل على جائزة «بريتزكر» الدولية المرموقة، وتتواصل أعمال التشييد في جزيرة السعديات حيث سيشكل المتحف صرحاً متحفياً ومعمارياً في قلب المنطقة الثقافية في السعديات. ويُشيّد المتحف على مساحة 64،000 متر مربع ويتضمن أروقة وأجنحة، وقاعات وساحات وقنوات مائية، ليشبه مدينة تطفو على سطح البحر. وتظلّل «اللوفر أبوظبي» قبة مستلهمة من فن العمارة العربية يبلغ قطرها 180 متراً، والقبة مُخرّمة لتنفذ منها أشعة الشمس إلى قاعاته وأروقته.
ويُعدّ معرض «نشأة متحف»، المعرض الثالث عشر الذي يستبق افتتاح المتاحف في المنطقة الثقافية في السعديات، وتقام المعارض في «منارة السعديات»، مركز المعارض الفنية في جزيرة السعديات الذي افتتح عام 2009.
ويذكر أن مهمة التنسيق الفني لمعرض «نشأة متحف» أسندت إلى لورانس دي كار، مديرة التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا (AFM)، يدعمها في ذلك أعضاء فريق «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» ووكالة متاحف فرنسا الذين يمتلكون مجموعة من الخبرات المتنوعة. كما أسندت مهمة التوثيق المتحفي للمعماري جان-فرانسوا بودين.
وكانت ادارة «اللوفر أبوظبي» قد دعت مؤخراً اعلاميين من الامارات والدول العربية للمشاركة في جولة صحافية خاصة وحصرية للاطلاع على أهم محتويات معرض «نشأة متحف» التي ستشكل جزءاً من المقتنيات الدائمة لمتحف «اللوفر أبوظبي»، وذلك في 16 نيسان (أبريل) الجاري.